20.01°القدس
19.77°رام الله
18.86°الخليل
18.86°غزة
20.01° القدس
رام الله19.77°
الخليل18.86°
غزة18.86°
الأربعاء 12 مارس 2025
4.72جنيه إسترليني
5.14دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.98يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني5.14
جنيه مصري0.07
يورو3.98
دولار أمريكي3.65

ارتداء "الصغيرة" للحجاب هل يجب أن يكون عن اقتناع؟

حجاب
حجاب
غزة - فلسطين الآن

طالما تصّدر موضوع ارتداء الفتيات الصغيرات الحجاب جدلًا بين الأهالي, فيرى البعض أن تعويد القاصرات لبس الحجاب من سمات الشريعة الإسلامية، وهو ضرورة لكي لا يجدن حرجًا في الالتزام به عند سن البلوغ, وبعض آخر يجد أن تعويدهن سيسلبهن حريتهن، ويصادر تجربتهن في الوصول إلى الاقتناع به بحرية واستقلالية قبل سن البلوغ.

أم محمد (35 عامًا) في حديثٍ لـصحيفة "فلسطين" عن تجربتها في إقناع ابنتها البكر البالغة اثني عشر عامًا تقول: "بدأت أحدّثها عن الحجاب وفضله وزينته للفتاة المسلمة منذ كانت بالصف الأول, وكنت أجد منها تفاعلًا وانسجامًا كبيرين, حتى إنها في إحدى المرات تحمّست لارتدائه، لكنّي رفضت حتى لا تمّل منه, واتفقنا على أن يكون لبسها اياه على المسجد فحسب، مرحلةً أولى".

وتضيف: "في صيف هذا العام أبدت لي في أثناء تجهيزي لها للعام الدراسي الجديد أنها تود ارتداء الحجاب, وانشرح صدري لقرارها", متابعةً: "وفعلًا ارتدته في أول أيام الدراسة، لكنها لم تتحمل بسبب حرّ الأجواء، وطلبت مني أن نؤجل ذلك إلى الفصل القادم, ووافقت لأنها مازالت صغيرة ولم تصل إلى سن البلوغ".

وتشير أم محمد إلى أنه كان بإمكانها إجبار ابنتها على المواصلة، "لكن ذلك سيسلبها متعة الاقتناع الذاتي بالحجاب" والكلام لها، وتقول: "لكني تفاجأت بقرار جدها بالإجبار, وارتدته، لكنّها غير مقتنعة بما تفعل, وأجد في تصرفاتها نفورًا منه مع أنه كان مُحببًا لديها, وبنظري هذا القرار غير صحيح وليس في محله, فقبل الإجبار علينا إقناعها بالفكرة ليتعمق داخلها حبها للحجاب".

أما أحلام عاشور فترى أنه من الأفضل ترغيب الفتاة منذ صغرها بالحجاب حتى لا تجد حرجًا في الالتزام به في سن البلوغ, قائلةً: "لطالما حدثت ابنتي البالغة من العمر ست سنوات عن الحجاب كم ستكون جميلة به، وخططت معها للألوان التي تحبها لحجابها".

وتضيف: "إن تعويد الفتاة ليس فقط بالكلام بل ينبغي أن تتعود ارتداءه شيئًا فشيئًا, وهذا ما أفعله مع ابنتي لين, فحين أرى فتاة صغيرة مُحتجبة لا أتوقف عن مدحها والثناء عليها, كان آخرها في صلاة العيد، وجدت فتاة يبدو أنها احتجبت جديدًا، فتحدثت لابنتي عنها، وكيف تبدو الفتاة بحجابها كالأميرات، وسأستمر في ترغيبها، ومتى طلبت مني الحجاب قبل سن البلوغ فسأنزل عند رغبتها وأشجعها، ولن أمنعها".

مفروض على البالغة
بدوره يبين صادق قنديل المحاضر في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية أن أصل الحجاب في الشريعة الإسلامية فرض، ومن التكاليف المأمورة بها الفتاة، إذا بلغت سن التكليف, وهي السن التي تظهر فيها عليها أمارات البلوغ كالحيض, مشيرًا إلى أن الفرض لا يُفرق بين صغيرة بالغة وامرأة كبيرة، وما دون سن البلوغ لا يُفرض الحجاب.

ويقول في حديثٍ لصحيفة "فلسطين": "ما لم تصل الفتاة إلى سن البلوغ ليس الحجاب مفروضًا عليها, لكن من باب التعويد والترغيب على الأهالي أن يُحدثوهن عنه ويُرشدوهن من سن السابعة, استنادًا إلى قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "علموهم الصلاة على سبع, واضربوهم على عشر"؛ فهذا حكم يسري على تكليف الفتاة بالحجاب, والتعويد يكون بلبسه _مثلًا_ مرة بالأسبوع أو مرتين، مع الحديث المستمر عن الحكمة من ارتدائه والقدوة الحسنة". 

التعويد لا يعني الإلزام
ويشدد قنديل على أنه لا يجوز لأحد إجبار صغيرات السن على الحجاب, والتعويد لا يعني الإلزام؛ فمرحلة التعويد الأولى تكون بترسيخ المفاهيم والمعاني الجميلة عن الحجاب في داخل الفتاة, مشيرًا أن إلزام الطفلة به يقيد حريتها ويُنفرها منه.

ويتطرّق في حديثه إلى لبس الحجاب أهو عبادة أم عادة؟، قائلًا: "العبادات مع كثرة تكرارها تُصبح عادة، وهذا لا ضير فيه مادامت العبادة لم تُفرغ من مضمونها ومفاهيمها الصحيحة", مؤكدًا ضرورة أن يحفظ الأهالي قيمة الحجاب أمام الطفلة، ويقول: "فالكثير من فتياتنا الصغيرات يعشن في تناقضات شديدة بسبب ما يجدن من مخالفات ومعاصٍ ترتكبها الأخت أو الأم المحتجبتان؛ فيُصبح لا قيمة للحجاب عندهن، لذا علينا أن نوفر بيئة شريفة ونظيفة لتربية سليمة".