13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

مفجر ثورة السكاكين

50 عملية طعن أشعل شرارتها "عامر أبو سرحان"

thumb
thumb
غزة - مراسلنا

قبل ربع قرن من انطلاق انتفاضة القدس التي نعيشها، أو كما يحب أن يطلق عليها البعض "ثورة السكاكين"، استل المحرر عامر أبو سرحان سكينه المفضل، ليذبح بها الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، فينال من أربعة بينهم ضابط ومجندة جعلهم صرعى مدرجين بالدماء.

فعمليات الطعن الأخيرة خلال انتفاضة القدس، ليست المرة الأولى التي يَجِزُّ فيها الفلسطينييون رقاب المستوطنين والجنود الإسرائيليين، انتقامًا للحرائر المقدسيات في المسجد الأقصى وجرائم الاحتلال في القدس المحتلة.

"فلسطين الآن" تحاور المحرر عامر أبو سرحان، مفجر ثورة السكاكين عقب الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، أحد محرري صفقة وفاء الأحرار بمناسبة مرور الذكرى الرابعة لصفقة وفاء الأحرار، وما يجري في القدس والضفة من عمليات بطولية.

وتحدث أبو سرحان، عن عملية الطعن التي نفذها في التسعينات عقب الانتفاضة الأولى، والتي أحب أن يسميها بذبح الخراف، لهروب المستوطنين من أمامه أثناء تنفيذها.

 وربط المحرر أبو سرحان، تفاصيل عمليته، بما يجري من هبة جماهيرية وعمليات طعن عفوية في مدن القدس ومحافظات الضفة الغربية، مؤكدّا أن ثورة السكاكين عادت ببطولاتها من جديد وفرضت معادلة جديدة على الاحتلال.

أول فريسة "مجندة"

وقال أبو سرحان، في تفاصيل عمليته البطولية: "بعد أن ارتكب الاحتلال مجزرته الشهيرة في المسجد الأقصى خلال الانتفاضة الأولى والتي راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدًا، كانوا من المصلين، عاهدت الله أن أثأر لدمائهم وبدأت أفكر بكيفية الثأر أمام صعوبة الحصول على السلاح، حتى قررت أن أنفذها بما يعرف بـ"السنجة" وهي سكين جيدة للطعن توضع في مقدمة السلاح كنت قد حصلت عليها في صغر سني بأحد مغارات المدينة".

وأضاف، "كنت أعمل حينها في إحدى المستوطنات عامل بناء، فوضعت كيسًا على ظهري وجعلت فيه أدوات البناء (طاروش ومالج ومسطرين)، ووضعت السكين في البنطال وكنت قد جعلت له جيبًا مخصصًا".

وتابع أبو سرحان: "عاهدت الله أن لا أدر ظهري ولا انسحب حتى استشهد، مقبلًا غير مدبر وانطلقت حتى وصلت في ساعات الصباح إلى كنيس للمتدينين فوجدت كل من فيه من المستوطنين كبار السن حتى غيرت رأيي وانطلقت إلى الشارع".

ويقول: "كانت أول فريسة لي في هذه العملية هي مجندة ذاهبة لعملها في ساعات الصباح الباكرة، اقتربت منها شيئا فشيئا حتى وصلت لها ثم سحبت سكيني وبدأت أطعنها طعنات لا أحصيها حتى سقطت على مقدمة سيارة كانت في الطريق وهي لم تزل فيها بعض الروح وتحاول مقاومتي إلا أنني كررت الطعن و من شدة ضرباتي كانت السكين تلتصق بحديد السيارة".

ويصف مفجر ثورة السكاكين ساخرًا: "مع صراخها بدأ العشرات من الناس يلاحقونني وكلهم يحملون الكراسي والعصي والحديد والحجارة، وكلما توقفت لهم وأدرت ظهري لالتفت إليهم وجدتهم يهربون كالخراف".

ويكمل: "تابعت المشي بعكس اتجاههم وإذا بشاب صغير مراهق أمامي، ترددت أأقتله أم لا؟ لم أملك نفسي فطعنته طعنة خفيفة في وجهه ثم انطلقت فإذا برجل كبير كأنه لا يعلم بأنني أنا من ينفذ العملية، رآني اركض فقال لي بالعبري مالك، فأخبرته أن قطعان المستوطنين من أمثاله يلحقونني فقال لي من؟ سحبت له السكين وطعنته ولم يتعبني كثيرًا حتى قتل بسرعة على عكس المجندة".

وتحدث أبو سرحان، ودموعه في عينيه،: "انطلقت أبحث عن الشهادة كلما أسمع خطرًا من الخلف أدرت ظهري فإني أتمناها مقبلًا (الشهادة)".

المشهد الأخير

"انطلقت فإذا بضابط كبير عرفت فيما بعد أنه من وحدة مختارة لمكافحة الإرهاب وحوله عدد كبير من المستوطنين، سدد مسدسه عليّ ثم قال لي قف مكانك، فلم أجبه وانطلقت إليه لأقتله، فأطلق رصاصة فأصابت قدمي ولم أتوقف عن السير نحوه، ثم أصبح يطلق النار بغزارة مرتجفًا وأصبح الرصاص كله يصيب قدمي فانطلقت إليه وأنا أشعر بالدوار (الدوخة) وبدأت أشعر بالغثيان مشيت إليه حتى أصبح بيني وبينه أقل من مترين فاقتربت حتى وصلت لمسافة متر فإذا بالضابط تصيبه رعشة وصفنة حتى وصلت إليه وطعنته طعنة مميتة، ثم وقعت فوقه وهجم علي الناس وبدأوا بضربونني، وإذ بأحدهم، يأخذ سكيني ويضربني على رأسي، ظانًا أنه نال مني فقتلني، قبل أن يتم إلقاء القبض علي وسحبي للتحقيق".

وغيّب الاحتلال، لأكثر من أربعة وعشرين عاماً "عامر أبو سرحان" مفجر ثورة السكاكين، خلف القضبان في محاولة يائسة للنيل من إرادته وصموده وكسر عزيمته، ليفرج عنه بعد صفقة تبادل "وفاء الأحرار"، والتي تمت بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة وحركة حماس من جهة أخرى.

وأبعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أبو سرحان وعشرات آخرين من أسرى الضفة إلى قطاع غزة، وآخرين إلى دول عربية.

وتزوج أبو سرحان، بعد وقت قصير من إطلاق سراحه ابنة القيادي البارز في حركة حماس، والنائب في المجلس التشريعي حسن يوسف، والتي أرسلها والدها إلى قطاع غزة، لتبدأ حياة جديدة مع زوجها البطل المحرر لينجب منها وتنجب منه، ليختم حديثه بالمقولة الشهيرة: "احرص على الموت توهب لك الحياة".

 وفي المشهد العام لانتفاضة القدس، ظهر ما يطلق عليها بعمليات الطعن، حيث أضحت ظاهرة، تزعج الاحتلال الإسرائيلي، وأوقعت جبهته الداخلية في حالة من الإرباك الكبير.

وتبين من إحصائية أجراها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي، أن عدد عمليات الطعن ومحاولات الطعن 50، وصل 29 منها إلى مرحلة متقدمة أو نجحت، في سابقة لم تتكرر في التاريخ الفلسطيني (من حيث الزمن وعدد العمليات والمحاولات).

وأشارت إحصائية مركز القدس، إلى أن البيانات الرسمية الإسرائيلية عدت عدد العمليات التي زعم إحباطها، 17 حادثة، تركزت في مدينة الخليل، القدس، عسقلان، تل الربيع، شمال الضفة الغربية.