مع مشاركة أعضاء من حركة فتح -فصيل السلطة-، في الاعتصام الاحتجاجي وسط مدينة نابلس على زيارة وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، لفلسطين، تكون حلقة الفصائل الفلسطينية الرافضة لتلك الزيارة قد اكتملت.
الزيارة غير المرحب بها تأتي في إطار مساعي واشنطن لتجديد المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، لكن الأهم هو الدعم الأمريكي غير المسبوق للاحتلال، والصمت المطبق تجاه الجرائم الإسرائيلية وإدانة لدفاع الفلسطينيين عن أنفسهم.
غطاء للاحتلال
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكدت أن زيارة كيري لفلسطين غير مرحب بها، وهي توفر غطاء للاحتلال للاستمرار في جرائمه.
وقالت حماس "على كيري أن يعلم أن المفاوضات الجارية لا تمثل الشعب الفلسطيني، وأن محمود عباس غير مفوض فلسطينيًّا بإجراء أي مفاوضات أو التوصل إلى نتائج، وأن أي نتائج يجري التوصل لها لا تلزم شعبنا ولا يمكن السماح بتمريرها"، على حد تعبير الحركة.
وقفة احتجاجية
وكان العشرات قد نفذوا وقفة احتجاجية في مدينة نابلس رفضا لزيارة كيري إلى المنطقة، حيث أكد المتحدثون أن زيارة كيري تأتي للضغط على القيادة الفلسطينية للاستمرار بالمفاوضات، داعين السلطة إلى عدم الرضوخ للإملاءات.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد "بالانحياز" الأمريكي لـ"إسرائيل"، وتطالب بوقف المفاوضات في ظل الاستيطان والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تقويض آمال إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
لا جديد
القيادي في حركة فتح تيسير نصر الله، أكد لـ"فلسطين الآن" أن "كيري لا يمكن أن يقدم شيئا للفلسطينيين، وهو يبيع الأوهام بل ويضغط على السلطة".
وتابع "إذا كان يحمل في جعبته ما يخدم القضية الفلسطينية أو على الأقل يسهم في رفع الظلم الواقع على أبناء الشعب الفلسطيني جراء جرائم الاحتلال، فأهلا به.. إذا كان يملك القدرة على إجبار الاحتلال على وقف عدوانه غير المسبوق بحق العزل وخاصة عمليات الإعدام الميداني، فأهلا به".
وأضاف "أما إذا كانت هذه الزيارة كسابقاتها، ولا تحمل إلا الإملاءات والضغوط على الرئيس والسلطة لوقف الانتفاضة أو الخضوع للقرارات الإسرائيلية، فلا أهلا ولا سهلا به.. هو ضيف منبوذ، ولا يجب استقباله".
وتابع "أدرك أن الرئيس والسلطة مجبرة نظرا لظروف كثيرة على اللقاء مع كيري، لكن دون أن يسمحوا له بتمرير موقفه الداعم للاحتلال.. عليهم أن يبلغوه بشكل واضح وجلي أن المشكلة لدى نتنياهو وحكومته المتطرفة، وأننا نفذنا كل ما علينا من التزامات".
تأييد مطلق
القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زاهر الششتري، قال "زيارة كيري للمنطقة تأتي وسط تأييد أمريكي لإسرائيل حيث سبق أن أدان الرئيس الأمريكي ما سماه "العنف الفلسطيني" الذي ينتفض في وجه الاحتلال ويرفض ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته وقراراته بقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه".
وأضاف "الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل هو قمة النفاق للإدارة الأمريكية الذي يعبر عن حقيقة الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل.. وهو الموقف الأمريكي الذي يكيل بمكيالين في مسار القضية الفلسطينية والقضايا العربية".
وتابع "إدانة الرئيس الأمريكي للشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة للاحتلال الإسرائيلي وتجاهله لجرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني دليل على الانخراط الأمريكي في المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية، وتحلل أوباما من تعهداته لإقامة الدولة الفلسطينية الذي تعهد بتحقيقها في فترة ولايته الأولى، وتضمنه خطابه في جامعة اسطنبول الموجه للعالم الإسلامي وخطابه الموجه للعالم العربي في جامعة القاهرة".
واستدرك "ها هو الرئيس الأمريكي يتحلل من كافة العهود التي قطعها على نفسه بشأن مسيرة السلام وتحقيق رؤية الدولتين، ويستسلم أمام نتنياهو ليدعم أعمال القتل للأطفال الفلسطينيين والمشروع الاستيطاني وتهويد القدس، ويتعهد أوباما لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بضمان أمن إسرائيل وتفوقها".
ومن المقرر أن يجتمع كيري مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي الذي سبق له الاجتماع في واشنطن مع نتنياهو أثناء زيارة الأخير لواشنطن واجتماعه مع أوباما، حيث بحثا في اجتماعهما إجراء بناء ثقة ينفذها الفلسطينيون والإسرائيليون على الأرض في محاولة واشنطن لإنقاذ "إسرائيل" من الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي تهدف إلى مواجهة الاحتلال ورفض كل ممارساته، ويطالب الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال والتحرر لفلسطين.
وسبق أن وصل المبعوث الأمريكي لعملية السلام "فرانك لوينشتاين" مؤخرا لـ"إسرائيل" لترتيب الزيارة.