تستخدم المرأة باستمرار مستحضرات تجميليّة كثيرة ومتنوّعة وتلجأ إلى إكسسوارات مختلفة تكمل من خلالها إطلالتها. وبالرغم من الرونق المميّز الذي تُضفيه إليها، قد تشكّل هذه الإكسسوارات مصدر خطر للمرأة، لامتلاكها مخاطر كثيرة على صحّتها.
وبالرغم من الرونق المميّز الذي تُضفيه إليها، قد تشكّل هذه الإكسسوارات مصدر خطر للمرأة، لامتلاكها مخاطر كثيرة على صحّتها. لذلك، نعرّفكِ سيّدتي اليوم إلى مخاطر كثيرة تسبّبها لك عناصر مختلقة لطالما اعتبرتها مصدر لجمالك وأناقتك، أبرزها حقائب اليد، الكعوب العالية ومستحضرات التجميل.
حقيبة يدكِ: خطر مخفي عليكِ!
قد تكون حقيبة يدك صديقتك الحميمة. فهي تكاد لا تُفارقكِ أبدًا أينما ذهبتِ، لعدم قدرتك على الاستغناء عنها.
ولكن هل تعلمين أنّ صديقتك هذه قد تتحوّل إلى عدوٍّ لدود يشكّل خطرًا على صحّتك؟
نعم، فحقيبة اليد تشكّل مع استعمالها المتكرّر والمكثّف إلى ساحة خصبة تتجمّع فيها ملايين الجراثيم والميكروبات يوميًّا وتتكاثر لتنتقل من الحقيبة إليكِ والعكس صحيح.
وفي الحقيقة، إنّ يد الحقيبة أو ذراعها هو المكان الأكثر تلوّثًا فيها، كونه المكان الذي تلامسه يدك.
وإنّ هذا التلوّث سببه انتقال البكتيريا والجراثيم من يديكِ إلى ذراع الحقيبة، لا سيّما إن كانت متّسخة أو غير نظيفة بالكامل أو على الأقلّ عليها آثار غير مرئيّة من أيّ غرضٍ كان وانتشارها حول أجزاء الحقيبة كلّها.
وعند انتشار الجراثيم حول الحقيبة، يُصبح من السّهل إعادة نقلها لصاحبتها أو لأي شخص يلمسها.
وإنّ أكثر ما يزيد من تكاثر الجراثيم والبكتيريا في الحقيبة، هو عدم ميل السيّدات إلى غسلها أو على الأقلّ مسحها. فقد تستعمل السيّدة حقيبة يدها نفسها سنوات عدّة دون أن تفكّر، ولو لمرّة، تنظيفها و"تطهيرها" من الجراثيم.
وقد تفاجئين حين تعلمين أنّ إحدى أهمّ شركات التّنظيف والتّطهير في بريطانيا وتُدعى "إنيشيال هايجين" قد أجرت دراسة بحثيّة حول تلوّث الأغراض التي نستعملها في حياتنا اليوميّة، أظهرت نتائجها أنّ حقائب اليد النسائيّة من أكثر الأماكن تلوّثًا بالجراثيم، لدرجة أنّها قد تتخطّى بكميّة الجراثيم ما قد يحتويه "مقعد الحمام" منها.
ليس هذا فقط. بل كشفت الدّراسة تلك أنّ أكثر أجزاء الحقيبة تلوّثًا بالجراثيم هي "الذّراع"، فكميّة الجراثيم عليها كانت أعلى بكثير من الحدّ الأدنى اللاّزم لنقل التلوّث لمكانٍ آخر كما ذكرنا سابقًا.
والمُلفت أنّه تبيّن للقائمين على الدّراسة أنّ الحقائب الجلديّة هي من أكثر الحقائب جذبًا للجراثيم، وذلك نتيجة طبيعة الجلد الأسفنجية التي تؤمّن البيئة المثاليّة لتكاثر الجراثيم.
من هنا، وأمام المخاطر الكبيرة التي تحملها حقيبة يدكِ لك، المتمثّلة بكمّ ضخم من الجراثيم المتربّصة لكِ من اللّحظة الأولى التي تضعين يدكِ عليها لحملها، عليكِ اتّخاذ تدابير وقائيّة كثيرة قبل وخلال حمل الحقيبة لحماية نفسك.
إليكِ أبرزها:
- نظّفي يديكِ جيّدًا بالماء والصّابون قبل أن تحملي حقيبة يدكِ، ثمّ امسحيها بمنديلٍ معقّم أو أي سائل تعقيم لتطهيرها قبل أن تلامس ذراع الحقيبة وأجزائها.
- امسحي بقطعة قماش معقّمة بسائل تطهر كلّ غرض تودّين حمله في حقيبتك قبل وضعه فيها لتضمني عدم انتقال الجراثيم إليها.
- اغسلي حقيبة يدك دوريًّا بالماء السّاخن والصّابون الطّبيعي إن كانت مصنوعة من قماش قابل للغسل، أو امسحيها بقطعة قماش مبتلّة بسائل معقّم إن كانت مصنوعة من الجلد أو من أي مادّة أخرى قد يصعب غسلها أو يتعذّر.
- وضّبي الحقيبة في كيسٍ من القماش أو النّايلون محكم الإغلاق في المنزل عندما لا تستعملينها، ولا تتركيها ملقاة أينما كان. وتأكّدي من تعقيمها قبل توضيبها وبعده.
- عند خروجك من المنزل، لا تضعي حقيبة يدكِ على الأرض أينما كنتِ لا سيّما إن كنتِ جالسة مع أصدقائك مثلاً في أحد المطاعم أو المقاهي، فسطح الأرض هي أيضًا ساحّة تجمّع للجراثيم التي ستنتقل إلى حقيبتك ومن ثمّ إليكِ. استخدمي التّعليقات الخاصّة بحقائب اليد المتوفّرة في عدد كبير من المتاجر لتعليق حقيبتك إلى جانبك على الطّاولة، بطريقة تتدلّى من سطح الطّاولة إلى جانبك دون أن تلامس الأرض.
- أبقي حقيبتكِ في يدكِ، أو علّقيها في معصمكِ، لو أنّها أزعجتكِ، ولكن حاولي ألاّ تضعيها على الأرض أو على أي سطح أو مكان ملوّث.
- إذا دخلتِ الحمام خارج المنزل، لا تضعي الحقيبة على الأرض إلى جانبك في الدّاخل لأنّ أرض الحمام تكون ملوّثة بالجراثيم لا سيّما تلك المتواجدة في البراز والتي تنتشر على بعد أمتار من مقعد الحمام.
- وعند خروجكِ من الحمام، اغسلي يديكِ جيّدًا قبل إعادة وضعها على الحقيبة.
الكعب العالي: صديق الأناقة...لكن عدو الصحّة
لا تكتمل إطلالتكِ عزيزتي إلاّ بارتداء الكعب العالي. فالكعب العالي يضفي رونقًا خاصًّا على إطلالتك ويمدّك بالمزيد من الأناقة والتألّق.
وإن كان بعض النّساء يلجأ إلى ارتداء الكعب العالي في المناسبات الرسميّة أو المهمّة فقط، فقد يحبّ البعض الآخر منهنّ اعتماده يوميًّا، إن في العمل أو في مناسباتهنّ جميعها.
لكن، هل تعلمين أنّ الكعب العالي يحمل لكِ مخاطر صحيّة كثيرة قد لا تكون بسيطة أبدًا بل خطيرة؟
نعم، فرغم إضفائه جمالاً على إطلالتك، قد يزيد من مشاكلك الصحيّة، لا سيّما إن كنتِ ترتدينه بوتيرة مكثّفة.
وفي الحقيقة، إنّ مخاطر الكعب العالي تتراوح بين تأثيرها السّلبي على الأقدام والظّهر بما فيه العامود الفقري والرّحم.
أضرار بالجُملة من كعبك العالي...لكِ!
لا بدّ أن يكون الهدف الأساسي لكِ من ارتداء الأحذية، على اختلاف أنواعها وأشكالها، هو راحتكِ في البداية وليس أناقتك. إذ يجب أن يضمن حذاؤك لكِ حماية أكف القدمين وسلامتها كما مشية مستقيمة وعامود فقري سليم.
وهذا ما لا يؤمّنه الكعب العالي لكِ، والدّليل أنّ الدّراسات قد أثبتت أنّ مشاكل القدمين والظّهر تُصيب النّساء أكثر من الرّجال لارتدائهنّ المكثّف للكعب العالي.
فما هي أبرز تلك المشاكل؟
يسبّب ارتداء الكعب العالي مع الوقت تغيّرًا تشريحيًّا ووظيفيًّا في العامود الفقري لديكِ، بسبب التّوزيع غير المتوازن والصّحيح لوزن الجسم وإمالته بشكلٍ غير طبيعي.
وأكثر. إنّ الجزء الخلفي للأرداف يرتفع إلى الأعلى لدى ارتدائك الكعب العالي، وهذا ما يزيد حدّة تقوّس الجسم (رغم أنّه مقوّس بطبيعته)، فيتحرّك مركز الثّقل إلى الأمام مسبّبًا آلامًا في الظّهر.
ولارتداء الكعب العالي آثاره على الغضاريف أيضًا، فقد يؤدّي إلى الانزلاق الغضروفي، كما إلى تآكل غضروف الركبة بسبب وزن الجسم الكبير الذي تحمله، وذلك نتيجةً للتقسيم غير المتوازن للوزن.
والأخطر أنّ الكعب العالي قد يترك آثاره السيّئة أيضًا على رحمِك، ويؤدّي إلى تضرّره بسبب تضييقه الزّاوية بين الفخذ والحوض وزيادته النزيف أثناء الحيض وأعراض ما قبل الحيض.
أمّا عن أضراره على أكف القدمين وأصابعها، فحدّث ولا حرج! فقد يؤدّي ارتداء الكعب العالي باستمرار إلى تشوّهات مختلفة في بنية عظام أصابع القدمين.
كما يؤدّي إلى ظهور جروح وثآليل في أصابع قدميكِ أو إلى لشعورك بحرقان في الأصابع بسبب ضغط الحذاء المستمرّ عليها.
هذا ناهيك عن الإلتواءات والكسور التي يتسبّب بها سقوطك نتيجة عدم اتّزانك خلال المشي بالكعب العالي، والتي غالبًا ما تُصيب عدد كبير من النّساء، لا سيّما إذا كنّ يرتدين حذاءً جديدًا بكعب.
ما الحل لأضرار الكعب إذًا؟
لا بدّ أنّك بدأتِ تشعرين سيّدتي ببعض القلق والتوتّر بعد سردنا لكِ مجموعة من مخاطر الكعب العالي على صحّتك. فأنتِ دون شكّ لا تريدين التخلّي عن ارتدائه بالكامل، ولا تريدين في الوقت نفسه أن يضرّ بك، صحيح؟ فما الحلّ إذًا.
ما عليكِ عزيزتي إلاّ أن تحاولي الالتزام بهذه الإرشادات لتحمي نفسك من خطر الكعوب العالية:
- حاولي ألاّ ترتدي أحذية بكعبٍ عالِ بشكلٍ يومي
- ابتعدي عن ارتداء كعبٍ يكون أطول من 1 سنتيمتر
- إلجأي إلى الأحذية التي يكون نعلها ليّنًا وليس صلبًا.
- تأكّدي من أن يكون النعل سميكًا في أوّل الحذاء لتضمني عدم ميل الكعب كثيرًا.
- تأكّدي من أن تكون قاعدة الكعب واسعة لا مدبّبة.
- اختاري حذاءً ذا وجهٍ عريض لتُعطي بذلك مساحة راحة للأصابع.
- إلجأي إلى اعتماد مقاسٍ أكبر من مقاس قدميك بدرجة عند شراء أحذية بكعبٍ عالٍ.
- قلّلي من المسافة التي تمشينها وأنتِ مرتدية الكعب العالي، وذلك من خلال حملك الحذاء في حقيبتك (في كيس مغلق لكي لا تنقلي الجراثيم من أسفل الحذاء إلى الحقيبة) معك وارتدائه عند وصولك إلى المكان الذي تقصدينه في السيّارة.
والمستحضرات التجميليّة...لها مخاطرها أيضًا
تمامًا كما حقائب اليد والأحذية بالكعوب العالية، ليست المستحضرات التجميليّة "بريئة" من أي ضرر على الصحّة، لا سيّما صحّة البشرة.
فبمقابل الجمال والإشراق اللّذين تضفيهما إلى وجه المرأة، تسبّب مستحضرات التّجميل، على مختلف أنواعها وأشكالها، أضررا كثيرة للبشرة.
هذا لأنّ أحدث الدّراسات والأبحاث أثبتت أنّ بشرة المرأة تمتصّ كيلوغرامين ونصف من مستحضرات التّجميل بشكلٍ سنوي.
وإنّ هذه الكميّة التي تدخل مسام البشرة الداخليّة مسبّة التهابات فيها أو ظهور بثور وثآليل إن كان فيها مواد سامّة، كما المساهمة في ظهور التّجاعيد لاحقًا فيها وترهّلها.
هذا عدا عن أنّ كلّ نوع من أنواع المستحضرات تلك له مخاطره الخاصّة.
مستحضرات التجميل تضرّ البشرة
لكلّ نوعٍ من المستحضرات...خطورة
يمثّل كلّ نوع من أنواع المستحضرات التجميليّة خطرًا خاصًّا يهدّدك عزيزتي المرأة ويهدّد صحّة بشرتك ونضارتها.
فقد أكّدت الأبحاث العلميّة أنّ ألوان ظلال العينين أو الـ Eye Shadows مثلاً مكوّنة من مواد كيميائيّة تسبّب أضرارًا خطيرة للعين والمنطقة التي تحيطها كالتسمّم المزمن، "كالهيكزات كلورفين" و"فنيلين ثنائي لامين"، وينتج عن ذلك تقرّحات في القرنية وإنتانات في العين.
كما أظهرت أنّ زيادة نسبة التهابات العيون تزامنت مع ازدياد عمليّات الغش في مكوّنات الكحل العربي لأنّ المواد التي تُضاف إليه فيها نسبة رصاص مرتفعة جدًّا. هذه الكميّة من الرصاص يمتصّها الغشاء المخاطي للعين والملتحمة، وإنّ تراكمها في الأنسجة يؤدّي إلى مضاعفات كثيرة كحساسيّة الجفون والملتحمة والتهابات شديدة في العين، وقد تصل إلى تدمير أعصاب العين (العمى).
والحلّ؟
الحلّ ببساطة هو التّقليل من استخدامكِ للمستحضرات التجميليّة أي عدم وضعك الماكياج بشكلٍ يومي، كما اعتماد مستحضرات تجميليّة طبيّة لا تجميليّة تضمن سلامة بشرتِك وصحّتها.
واحرصي عامّةً على إتباع الإرشادات الآتية:
- اعتمدي، كما نصحناكِ، مستحضرات تجميليّة طبيّة تجدينها في الصّيدليّات لتحمي بشرتكِ من المواد الكيميائية المضرّة التي تشكّل مستحضرات التجميل التجاريّة غير الطبيّة.
- اختاري منتجات تجميليّة لا تسبب الحساسيّة للبشرة ولا تؤدّي إلى ظهور البثور فيها.
- اعتمدي مستحضرات واقية من الشّمس لتحمي نفسك من الأشعّة ما فوق البنفسجية خلال النّهار.
- اختاري مستحضرات سهلة في النّزع، وأزيلي مكياجك بعناية ورقة.
- لا تعيري مستحضراتك التجميليّة لأحد لكي لا تنقلي له الجراثيم والبكتيريا التي تجتمع حول عليها وأغلفتها وأجزائها الدّقيقة أو لكي لا ينقلها هو إليكِ.