انتشرت في الآونة الأخيرة صناعة الطائرات بدون طيار للأغراض الاستكشافية والعسكرية، وانتقل الأمر إلى تطوير بعض تلك الطائرات لتصبح طائرات صغيرة رباعية المراوح، ترفق بها كاميرات لالتقاط الصور من الأماكن المرتفعة والبعيدة، واستخدمها هواة التصوير والرصد والعلماء والباحثين بصورة كبيرة.
وفي تطور جديد قام مجموعة من المهندسين الباحثين بتطوير شيء قريب من تلك الأفكار، ولكنه بعيد في الشكل والتصميم، فقد تمكنوا من صناعة طائر، طائر بكل ما تعنيه الكلمة، بجناحين قادرين على الرفرفة والتحليق به عالياً، وذيل يعمل على توجيه الطائر يميناً ويساراً، صعوداً وهبوطاً.
حيث إن الطائر غير مزود بأي مروحيات، يمتلك جناحاً قادراً على الثني والفرد كما تفعل الطيور الحية بالضبط، ويتمكن الطائر من تحريكهما بناء على الإشارات التي يستقبلها من جهاز التحكم عن بعد، الأمر الذي يمكنه من التحليق عالياً كالطيور تماماً.
كما أن الطائر مزود بذيل متحرك ينفرد وينكمش بحسب الحاجة، يعمل على توجيه الطائر وتحريكه صعوداً؛ لكي يرتفع في الهواء أو نزولاً في حالات الهبوط.
ويعتمد الطائر على وزنه الخفيف المصنوع من الفايبر الذي يبلغ 450 جراماً فقط، وطول جناحين يبلغان في الإجمالي 195 سنتيمتراً، ويحتوي الطائر من الداخل على وحدة الرفع التي تعمل على تحريك الجناحين في حركة رأسية تدفعه للتحليق، إضافة إلى وحدة أخرى لتحريك الجناحين في صورة أفقية للخلف وللأمام للمساعدة على توجيه انحراف الطائر في الجو صعوداً أوهبوطاً، كما يحتوي في منطقة الذيل على ذراعي توجيه داخليين يحركان الذيل يميناً ويساراً لتوجيه الطائر في الهواء.
الطائر المصمم على شكل طائر النورس، له خاصية أخرى فردية من نوعها وهي إمكانية تحريك رأس الطائر وذيله معاً في حركة محورية دائرية لمنح الطائر المرونة اللازمة للدوران والانحراف في الجو كالطيور الحقيقية تماماً.
ومن الممكن في المستقبل أن يتم تطوير تلك الطيور ليتحول التحكم بها من جهاز التحكم عن بعد اللاسلكي، إلى التحكم فيها من خلال الأقمار الصناعية فتزيد من استخداماتها، كما يمكن أن يتم تزويدها بخلايا شمسية أو وحدات طاقة نووية فتتمكن من الطيران لمسافات لا نهائية، وقد تستغل في تلك الحالات لمعايشة الطيور الأخرى؛ للتعرف بصورة أدق على سلوكياتها في الجول، أو قد تستخدم في أغراض التجسس.