أبهر الطلبة ضياء دراوشة وإسراء شلبي ومالك إمام من الجامعة العربية الأمريكية في جنين الحضور، بعد انتهاءهم من مناقشة مشروع تخرجهم، وهو الجهاز الذي اخترعوه "البريل كيبورد"، وساهم في سهولة التواصل بين الأشخاص المكفوفين مع المبصرين.
فالمكفوفون يستخدمون طابعة البريل التقليدية للمراسلات فيما بينهم، لكن من أجل المراسلات الكتابية والمخاطبة مع المبصرين بإمكانهم استخدام هذا الجهاز الجديد.
دراوشة وشلبي وإمام، طلبة من قسم هندسة أنظمة الحاسوب في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات أرادوا أن يقدموا خدمة للمجتمع المحلي، واختاروا فئة تعاني من تهميش وعدم اهتمام بالشكل اللائق لهم، وهم فئة المكفوفين الذين يملكون قدرات تفوق قدرات المبصرين، وخلال بحثهم عن فكرة لمشروع تخرجهم وجدوا أن نسبة هذه الفئة المهمشة وصلت إلى 4.25% على مستوى العالم، وذلك ضمن إحصائية عام 2011، منهم 14% مكفوفين و86% يعانون من ضعف شديد في البصر.
يتواص أولئك فيما بينهم عبر طابعة البريل التقليدية، وهي نظام كتابة ليلية أبجدي اخترعها الفرنسي "لويس برايل" كي يستطيع المكفوفين القراءة، إذ يجعل الحروف رموزا بارزة على الورق.. ما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس، لكن وسيلة التواصل كتابيا بين المكفوفين والمبصرين معدومة، فقرروا إيجاد وسيلة للمراسلة بين الطرفين وذلك من خلال "بريل كيبورد".
تقول الطالبة شلبي، "الاختراع يحول لغة البريل الخاصة بالمكفوفين إلى اللغتين العربية والانجليزية من خلال جهاز يتكون من 14 مفتاح شبيه بلوحة مفاتيح جهاز الحاسوب، ومفتاحين، أحدهما لتحويل اللغة، والآخر يجعل الجهاز ناطقا يقرأ ما كتب"، مشيرة، إلى أن استخدام هذا الجهاز له طريقتان، إما أن يعمل بشكل منفصل ويقوم بإنشاء وقراءة ملفات باللغتين، أما الجانب الآخر بإمكان استخدامه كلوحة مفاتيح يتم شبكه مع جهاز الحاسوب للكتابة.
بدوره، أوضح الطالب دراوشة، أن الهدف من إنشاء هذا المشروع تسهيل التواصل بين الأشخاص المبصرين مع المكفوفين، إذ يحول الجهاز لغة البرايل إلى لغة يفهمها المبصر والعكس صحيح، فالمبصر يقرأ ما يكتبه الكفيف والأخير يسمع ما كتبه المبصر، مشيرا إلى أن ما يميز الجهاز أنه يدعم اللغة العربية، وأن صنع في الخارج فإنه لا يعترف إلا باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى أن تكلفته قليلة جدا مقارنة مع الأجهزة الأخرى الخاصة بالمكفوفين، مبينا، أن المشروع كلفهم خلال تجهيزه 200 دولار عدا عن الجهد المبذول، وبالتالي فإن تكلفة الجهاز للفئة المستهدفة ما يقارب 400 دولار.
مشروع مميز
المعلم في مدرسة نور المكفوفين الأستاذ سمير أبو الرب الذي كان متواجدا في نقاش المشروع وقد قام بتجربة الجهاز واستخدامه، قال، المشروع مميز، لأنه اهتم بذوي الإعاقة البصرية، ودمج ما بين طابعة البريل التقليدية مع البرامج الناطقة الذي يستعملها الكفيف، وساهم في تسهيل القراءة للإنسان المبصر لكتابة الكفيف، وخاصة الطلبة المكفوفين الذين ينتقلون من المدارس الخاصة بهم إلى المدارس العامة، وهنا يدخلون في مرحلة صعبة في التواصل مع المعلمين، وهذا الجهاز سيوفر لهم الكثير من الراحة وسهولة التواصل مع المعلمين في الحصص المدرسية والامتحانات، وبالتالي لن يستعين الطالب الكفيف بالمراقب وبإمكان المعلم أن يقرأ ما يكتبه الكفيف من خلال هذا الجهاز الجديد.
المحاضر في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة، والمشرف على المشروع الأستاذ سامي عوض قال، إن المشروع له بُعد إنساني كونه يخدم فئة من المجتمع، وله بُعد هندسي، معربا عن إعجابه بشجاعة الفريق فور وصولهم إلى الفكرة قاموا بتنفيذه فورا، رغم صعوبته إلا أن إصرارهم أوصلهم إلى هذا النجاح، مشيرا، إلى أن هذا المشروع لاقى استحسان من قبل الكثير، وسهل الاستخدام والتعلم من قبل المكفوفين، مشيدا بمستوى الطلبة لأن الخروج بفكرة وإنجاز المشروع تم في وقت مناسب.