19.56°القدس
19.09°رام الله
17.19°الخليل
22.87°غزة
19.56° القدس
رام الله19.09°
الخليل17.19°
غزة22.87°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

لاحقته السلطة قبل الاحتلال

عائلة مرعي: بيتنا فداء لفلسطين ولعبد العزيز

IMG_5170
IMG_5170
نابلس - مراسلنا

كغيرها من العوائل الفلسطينية التي أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلية قرارا نهائيا بهدم منزلها، أخلت عائلة الحاج حمد مرعي بيتها من كل الأثاث الموجود فيه، بانتظار ساعة الصفر.

وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت الاستئناف الذي تقدم به المحامي لوقف هدم المنزل، الكائن في بلدة "قراوة بني حسان" في محافظة سلفيت، بعد اتهام نجل العائلة الأسير عبد العزيز مرعي -23 عاما-بالمسئولية عن التخطيط لعملية الطعن التي نفذها الشهيد مهند حلبي ليلة 3-10-2015 في مدينة القدس وأدت لمقتل مستوطنين وإصابة ثالثة بجراح، قبل استشهاده.

وحدد الجيش الإسرائيلي الساعة الثانية عشرا ظهر الأربعاء 10-2-2016 موعدا نهائيا للهدم، لكن محامي العائلة تقدم باستئناف نيابة عن جيران المنزل، شرح فيه الضرر الكبير الذي من الممكن أن يلحق بهم حال تم الهدم والتفجير، فقبله القاضي قبل الموعد المحدد بثلث ساعة، لتؤجل القضية خمسة أيام لدراسة الملفات الجديدة، فتنفست العائلة الصعداء.

يقول والده الحاج حمد مرعي إن الاتهامات التي كالها الاحتلال لابنه كاذبة، وليس هناك اعتراف واحد عليه، ومن قرأ اللائحة التي تضم أكثر من 20 بندا يدرك ذلك جيدا، فهي شرح لما يدعي الاحتلال أن عبد العزيز قام به من تحركات واتصالات أدت بنظرهم لوقوع عملية الطعن.

ابني بريء

وأضاف "الشهود عليه كلهم من الجنود الذين كانوا يجلسون في غرف كاميرات المراقبة في القدس وبلدتها القديمة، وهذا يؤكد من جديد أ الاحتلال يريد أن يلصق التهمة به مهما كان السبب".

ومع هذا فالرجل وعائلته مؤمنون بقضاء الله وقدره، وأنه لن يحدث لهم إلا ما كتبه الله.

وعن ذلك يقول "عملنا ما علينا.. تقدمنا للقضاء الإسرائيلي -الذي نؤمن أنه ظالم 100%-بكل ما هو مطلوب منا، لكننا نعلم جيدا أن قرار الهدم سيصدر مهما فعلنا.

وبالفعل أخرجت العائلة كل محتويات المنزل وهو الطابق الثاني م بناية قديمة مكونة من طابقين، يستخدم الأول كمخزن. إذ أخلت كل الفراش والخزائن والكنب، بحيث أصبح خاويا تماما.

يتابع والد عبد العزيز -وهو يسترجع ذكريات الجميلة في منزلهم- "لقد بنيناه منذ عشرات السنين، وعندما كبرت العائلة بنيت الطابق الثاني، وعشنا به أجمل لحظات حياتنا.. لدي 3 أولاد و6 بنات، تربوا جميعا في هذه الغرف وكبروا بها.. لذا فالأمر محزن.

ملاحقة السلطة

يسكت برهة، لتكمل زوجته أم حمزة قائلة "معاناة عبد العزيز قاسية رغم انه ما يزال صغيرا، فمذ أن كان في السابعة عشرة وقوات أمن السلطة تلاحقه. اعتقله الوقائي والمخابرات عشرات المرات، وأمضى في سجونهم أشهرا طويلة، وذاق الويلات.

وتضيف "تخيلوا بعد اعتقال لدى الاحتلال أصدرت محكمة للسلطة حكما بسجنه 3 أشهر. بدلا أن يعبروا عن دعمهم وتضامنهم معنا.. لكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".

وعن البيت تقول "بعد أن رأيت أبني في المحكمة وهو في معنويات عالية نسيت كل شيء.. من بنى الحجر يستطيع أن يعيد بناءه من جديد، المهم ان أبني بصحة وعافية، ونحن نفخر به".

جدار واحد

لكن المشكلة تكمن في كون البيت المهدد بالهدم يقع في حي سكني مكتظ، كما أنه محاط من جهات ثلاثة بمنازل أخرى تعود لأقارب العائلة، وفي حال حدوث الهدم ستتضرر تلك المنازل لا محالة، وقد يصبح بعضها غير صالح للسكن.

يقول أبو محمود مرعي -وهو عم عبد العزيز ونائب رئيس بلدية قراوة-إن الاحتلال لا يراعي حاجة الفلسطينيين، ولا يهتم لما قد يلحق بهم من مصائب.

يضيف "بيتي وبيت أخي بيننا جدار واحد، وكأنها غرفة كبيرة مقسومة لقسمين، فلك أن تتخيل ماذا يمكن أن يحدث لو تم تفجيره!!، سيهدم منزلي أو جزء منه لا محالة.

وعن دور البلدية والمؤسسات في البلدة، أوضح أنها عقدت اجتماعا طارئا وقررت دعم الأسرة بكل ما أويت من قوة، مشيدا بتكاتف أبناء البلدة ووقوفهم إلى جانب عائلة مرعي في مصابها.

ولأن العائلة لا تعرف الاستسلام، خطت عبارات باللغتين العربية والعبرية تتحدى بها الاحتلال وتؤكد أنها باقية ولن ترحل، مهما حدث.

IMG_5160