25.55°القدس
25.16°رام الله
24.42°الخليل
27.11°غزة
25.55° القدس
رام الله25.16°
الخليل24.42°
غزة27.11°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

المصالحة في بطن الشاعر

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة

لست أدري, هل خطت المصالحة في اجتماعات الدوحة خطوة إلى الأمام أم بقيت في مكانك سرّ؟! الإجابة اليقين في بطن اثنين: الأول شاعر المصالحة الذي حضر اجتماعاتها، والثاني في بطن الأيام التي تكشف عادة المخبأ والمستور. وإلى حين أن يتصدق علينا بالخبر اليقين أحدهما أو كلاهما، أجد نفسي أسجل هذه الملاحظات.

١- لفت انتباهي هذه المرة قلة التصريحات القيادية عن المصالحة، وأن عزام الأحمد أودع سرها عند محمود عباس، وهو إيداع يبعث على القلق، وأن اجتماعًا آخر ربما يعقد بين الطرفين إذا أقرت مؤسسات الحركتين فتح وحماس ما جاء في الاتفاق. ومن ثمة علينا أن ننتظر لعل وعسى، فربما يغيّر رئيس السلطة رأيه القديم.

٢- ولفت نظري خروج نقابة الموظفين بغزة إلى الرأي العام تطلب من خلاله بحلّ مشكلة دمج الموظفين حلًا جذريًّا، وأنه لا مصالحة بدون حلّ مشكلة الموظفين، وقد تسرب من لقاءاتهم أنهم يشعرون أن اجتماعات الدوحة لم تحل مشكلة الموظفين حلًا جذريًا، وأن ممثل فتح طلب تأجيل البت في ملف الموظفين لاحقًا من قبل رئيس السلطة، لأنهم غير مخولين بحلّ هذا الملف وهذا ما أثار حفيظة النقابة.

٣- لم تتحدث أوراق الدوحة عن معبر رفح، وهل سيفتح فتحًا دائمًا أم سيبقى على حالة؟! ومن المعلوم أن وفد فتح المكون من عزام الأحمد وصخر بسيسو مرّا عمدًا بالقاهرة قبل التوجه إلى الدوحة، ولكنهما لم يكشفا عن موقف مصر من فتح المعبر، ولا موقفها من الرعاية القطرية؟! ومن المعلوم أن جلّ قطاع غزة ينظر للمصالحة من خلال ملفي: (الموظفين ومعبر رفح)، وهذا يعني في نظر السكان أنه لا قيمة للقاءات إن لم تحلّ مشاكل الملفين. هذا وإن حلّ ملف الموظفين بيد عباس، وحلّ ملف المعبر بيد عبد الفتاح السيسي، ومن التقوا في الدوحة لا يملكون من أمر الملفين غير الدعاء والمشاعر الطيبة للمواطنين.

٤- ولفت نظري أن حماس تتحدث هذه المرة عن تحصين الاتفاق، وعدم السماح بتكرار التجارب السابقة؛ لأنها كانت قاسية بسبب عدم توفر الإرادة السياسية لعباس، ولا يمكن الحكم على نتائج الحوار الأخير في الدوحة بين وفدي الحركتين، قبل انعقاد جلسة الحوار المقبلة للنظر في مجمل الملاحظات، حيث ما زالت بعض القضايا خلال الحوار عالقة، ومن أهمها قضية الموظفين، وبقية مشاكل غزة، والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية المحتلة، هذا إلى جانب العديد من القضايا الأخرى التي تحتاج لعلاج في اللقاء المقبل.

الملدوغ يخاف من جرة الحبل، كما يقولون في الأمثال، ويبدو أن حماس تخاف من غياب الإرادة السياسية للحلّ، لا سيما وأن عباس وأطرافًا عربية لا تريد النجاح للدوحة، ومن ثمة نريد من أطراف المصالحة مكاشفة الرأي العام حول ملف المعبر، وملف الموظفين، وملف البرنامج السياسي، وما هو الجديد في أوراق الدوحة في ضوء التجارب الماضية القاسية؟!.

الشعب ليس في حاجة لمزيد من الإحباط، فقد انتظر طويلًا وهو الآن لا يبدي اهتمامًا بما يجري، لأنه يتوقع الفشل ثم حفلة تلاوم بين الطرفين، وحفلة لوم من الفصائل الأخرى لهما لأنهما ذهبا للقاءات ثنائية، والفشل عندهم مرهون دائمًا بلقاء الطرفين بمعزل عن الفصائل الأخرى؟!.