13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

الانتحار بغزة.. ظاهرة أم حادثة عابرة راح ضحيتها البؤساء

13
13
غزة - مراسلنا

سجلت محاولات الانتحار بين صفوف المواطنين في قطاع غزة، معدلات غير مسبوقة بين الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري، ولكن هل تصل لحد الظاهرة كما يتم وصفها من بعض وسائل الإعلام في قطاع غزة، نتيجة التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانسداد أفق الحل السياسي.

أم أن اعتبارها كظاهرة طفت على السطح مجددا هي محاولات مدبرة، يراد من ورائها إحراج من يحكم غزة، أم أنها هي فعلًا نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، بفعل البطالة والفقر كأهم عوامل الانتحار، إضافة لانخفاض الوازع الديني.

"فلسطين الآن"، تناولت القضية وتواصلت مع المختصين لمعرفة إذا ما صح وصف بعض وسائل الإعلام المحلية لها، وخاصة في تأجيج القضية لتصل حد الظاهرة، ولتحديد موقف الشرع والقانون منها.

الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بغزة، أيمن البطنيجي، رفض وصف بعض وسائل الإعلام بأن قضايا الانتحار بغزة، هي ظاهرة طفت على السطح مجددًا، داعيًا وسائل الإعلام لتحري الدقة.

ولم ينفِ البطنيجي أن محاولات الانتحار تكررت في الفترة الأخيرة في القطاع، إلا أنه اعتبرها قضية يلجأ لها بعض البؤساء في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يتعرض لها قطاع غزة.

 وأكد في حديث خاص بمراسلنا، أن المحاولات مرصودة لدى جهاز الشرطة، ولا يمكن الإفصاح عنها بهدف التشهير، مبديًا استعداد جهاز الشرطة للتعاون مع أية جهة تعمل على معالجة القضية.

دعوات لوضع حلول

الباحث الجامعي والمختص النفسي، سائد قويدر، دعا إلى مراجعة القضية من قبل المسؤولين، ووضع الحلول المناسبة، لأن معظم محاولات الانتحار هي من جيل الشباب الذين هم في مُقتبل العُمر.

ويُرجع قويدر، إلى أن ثلاثة أسباب نفسية تدفع الأشخاص للانتحار، أبرزها الاكتئاب العقلي، "وهو ذلك المرض النفسي الذى يشعر بمقتضاه المريض أنه السبب في كل المآسي التي يعانيها مما يجعله يعتقد بأن وضع حد لحياته سيضع حدًا أيضا لتلك المآسي أيضا".

ويضيف: "أما السبب الثاني، يُعرف بـ(الاضطرابات الشخصية)، الذي يصيب شخصيات تعاني من الهشاشة النفسية عقب تعرضها لأزمة تعجز عن إيجاد حل لها، وهنا يفكر المنتحر في طريقة استعراضية ينهي بها حياته كي يلفت أنظار المجتمع إليه لأنه يحمل هذا المجتمع مسئولية ما آلت إليه أموره".

ويسرد قويدر أن السبب الثالث، هو الذي يعرف بين أطباء علم النفس بـ"فقدان العقل" الذي يدفع المنتحر لإنهاء حياته كي يلفت نظر الناس لقضية يتبناها ويريد أن ينتصر لها لدرجة تفقده عقله وتجعله يقرر إنهاء حياته، كما فعل البوعزيزي في تونس.

وكشف الباحثون من علماء علم النفس أن "احتمالية الانتحار تزيد عشرة أضعاف لدى الأشخاص الذين يعانون من "الاكتئاب العقلي"، وهو المرض الذي يصيب 1% من سكان العالم، وأوضح أن "معظم حالات التي لديها أفكار انتحارية تمتنع عن تنفيذ هذه الأفكار؛ بسبب الوازع الديني.

واعتبر قويدر، أن كل من تناول القضية وتواصل مع المختصين لمعرفة إذا ما صح تأجيج بعض وسائل الإعلام المحلية لها، ووصفها بالظاهرة، "يجد أنّ وسائل الإعلام التي تسعى لتأجيج القضية تتبع أجندة مريبة، وتضع حولها الكثير من علامات الاستفهام؟؟".