17.23°القدس
16.99°رام الله
16.08°الخليل
21.36°غزة
17.23° القدس
رام الله16.99°
الخليل16.08°
غزة21.36°
الأحد 27 ابريل 2025
4.82جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.62

العلاقات العـامة بالشرطة.. بوابة الحل بالتراضي بين المُتنازعين

9e
9e

تهتم إدارة العلاقات العامة بالشرطة الفلسطينية بنسج العلاقات الداخلية والخارجية وبناء المُجتمع المحلي, ناهيك عن مهمتها الرئيسية في حل الخلافات بين المواطنين بشكلٍ ودي دون اللجوء للقضاء والمحاكم, الأمر الذي يُساهم في تعزيز السلم والأمن المُجتمعي.

وتطور دور العلاقات العامة بالشرطة وتشعبت مهامها خلال الفترة الأخيرة, وبات لها أثرٌ وأهمية بالغة في حل الخلافات وتسوية النزاعات المختلفة بين المواطنين, سواءً تلك التي ترد من النيابة العـامة أو التي يتقدم بها المواطنون مبـاشرةً.

عصا سحرية

وفي هذا الصدد, قال العميد عبد المعطي هنية مدير عام العلاقات العامة بالشرطة الفلسطينية في لقاءٍ إذاعي ضمن برنامج "الشرطة والمواطن" على إذاعة الرأي الحكومية إن طبيعة عملهم مبني على مبدأ "الدخول بالرضا والخروج بالرضا".

وأضاف: "نحن لا نملك عصاً سحرية, ولكننا نملك الإرادة والعزيمة التي تجعلنا نذلل الصعاب والعقبات, ونصل للحلول المُرضية لكافة الأطراف".

وتابع: "نحن نمثل الشرطة الفلسطينية بجميع أشكالها, لدينا تواصل مع كافة المؤسسات المُجتمعية والحكومية والأجنبية, وعملنا ما عاد يقتصر _كالسابق_ على الأمور الروتينية, فاليوم أصبحنا نتصدر العديد من المهام الكبيرة والتي تكون غالباً في صالح المواطن".

واستطرد: "لمسنا ارتياحاً كبيراً من قِبل المواطنين اتجاه العلاقات العامة بالشرطة, حتى أننا لاحظنا في الآونة الأخيرة لجوء الكثير من المُتخاصمين لنا للفصل في قضاياهم".

وزاد في حديثه: "ما يُميز مجتمعنا الفلسطيني أنه مجتمعٌ مترابط ذو نسيجٍ قوي, لذلك نرى أن الخلافات والمشاكل مهما تعاظمت وكبُرت يُمكن حلها بين المواطنين".

كادرٌ مؤهل

ويلجأ المواطنون للعلاقات العامة بالشرطة الفلسطينية نظراً لأن الإجراءات القانونية تطول في المحاكم, كما أن معظم القضايا الخلافية التي تكون بين أفراد العائلة الواحدة يُمكن حلها بعيداً عن القضاء لحفظ النسيج الاجتماعي.

ووفق العميد هنية فقد استطاعت العلاقات العامة بالشرطة خلال عام 2015 إنجاز 1978 قضية مُحولة من النيابة العامة, كما تم حل أكثر من 7784 قضية مالية تقدم بها مواطنون لمكاتب العلاقات العامة المُنتشرة في المحافظات الخمسة, حيث بلغ مجموع المبالغ المالية لهذه القضايا قرابة 10 مليون دولار.

وأوضح هنية أن لديهم كادر بشري مؤهل "علمياً وعملياً" للفصل بين الناس وحل النزاعات والخلافات, مُضيفاً "كما أننا نعمل دائماً على تطوير أدائهم والارتقاء بهم في هذا الجانب من خلال الدورات العلمية التي تعقدها الوزارة".

وأشار هنية إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتق الضباط والأفراد العاملين في العلاقات العامة كبيرة, ففي كثيرٍ من الأحيـان يمكثون في مكاتبهم ساعاتٍ طوال بعد الدوام الرسمي للحل والعقد بين المُتخاصمين والوصول إلى اتفاق بين الأطراف المُختلفة.

وذكر أن أهم ما يُميز ضبـاط وأفراد العلاقات العـامة صبرهم على تحمل الصعاب والأوقات الطويلة, وحُسن استماعهم للجميع, وأخيراً قدرتهم على طرح الحلول المناسبة للخروج بصيغة رضائية لإصلاح ذات البين بين الأطراف.

قنوات تواصل

ولفت هنية إلى وجود قنوات تواصل بين العلاقات العامة بالشرطة وشرائح المُجتمع من شؤون العشائر ولجان الإصلاح وأهل الخير من المخاتير والأعيـان والمُحكِّمين الشرعيين, وذلك للحيلولة دون تفاقم المشكلة في حال عدم الوصول إلى حل يُرضي الأطراف المُتخاصمة.

وأكد سعي إدارته الدائم لفتح آفاق جديدة بينهم وبين مكونات المجتمع بجميع أطيافه, مبيناً أنهم في صدد تنظيم لقاءات مركزية مُتعددة بوجود قائد الشرطة مع شرائح المجتمع من مثقفين ولجان إصلاح وموظفين وطلاب وعمال, وغيرهم.

وتُولي العلاقات العامة بالشرطة ملف النزلاء في نظارات الشرطة ومراكز التأهيل والإصلاح اهتماماً كبيراً, حيث نظمت _مؤخراً_ العديد من النشاطات الخاصة بهم أهمها "يوم مفتوح للنزلاء وذويهم, ورحلات ترفيهية لهم, فضلاً عن اللقاءات المتكررة بهم للاستماع إليهم وحل مشكلاتهم, حيث تُعد هذه الأنشطة ذات مردود إيجابي على نفوس النزلاء وأسرهم.

إيمانٌ راسخ

وبسؤاله عن كيفية استمرار العمل في ظل الحصار, وقلة الإمكانيات, وشُح الميزانيات, وتنكر حكومة الوفاق لموظفي غزة قال: "لولا أننا أصحاب همة عالية وعزيمة لا تلين, لما استطعنا الاستمرار في ظل هذا الوضع المُتردي, لكنَّ الأمانة التي نحملها في أعناقنا توجب علينا البقاء على رأس عملنا حمايةً للوطن وخدمةً للمواطنين".

وأضاف: "الموازنة التي تُصرف لنا _كغيرنا من إدارات الداخلية_ لا تكفي لسد جزءٍ يسير من احتياجات الإدارة, وبرغم ذلك ستستمر المسيرة ولن تتوقف بإذن الله تعالى, فنحن لدينا إيمان راسخ بقضيتنا العادلة, ولن نبخل على أبناء شعبنا حتى ولو دفعنا من جيوبنا لأن الواجب الوطني يُحتم علينا ذلك".

وفي ختام حديثه وجه التحية الخاصة لكافة ضباط وأفراد العلاقات العامة بالشرطة الفلسطينية, مُثنياً على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها في عملهم المهم.

كما وجه رسالةً للجمهور مفادها "أبوابنا مفتوحة لكم ولن نغلقها في وجه أحد, فنحن وُجدنا لخدمتكم وحل مشاكلكم, ولن نتوانى للحظةٍ عن بذل كل ما بوسعنا لأجلكم".