قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن سلاح الجو التركي دمر كافة المواقع التي تسببت في مقتل جندي تركي شمالي العراق.
جاء ذلك في إجابة داود أوغلو على أسئلة الصحفيين في مطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، قبيل توجهه إلى الأردن في زيارة رسمية.
وأضاف داود أوغلو، “بعد تباحثنا مع رئيس هيئة الأركان وبموجب قواعد الاشتباك، دمر سلاحنا الجوي كافة المواقع التي تسببت في استشهاد جندينا، كما نُفذت غارات أخرى شاركت فيها مقاتلات التحالف الدولي”.
وأعرب رئيس الوزراء التركي عن أسفه لمقتل الجندي جراء هجوم تنظيم داعش، مؤكداً أن وحدة التراب العراقي والسوري تعد أساسا بالنسبة لتركيا، وأن أي نوع من المخاطر الأمنية في البلدين تعتبر مخاطر تهم تركيا بشكل مباشر، مبيناً أن الوجود العسكري التركي هناك يهدف إلى دعم الشعب العراقي، وفي سياق مكافحة الإرهاب، ولإزالة المخاوف الأمنية التركية بهذا الصدد.
وفيما يتعلق بعملية تحرير الموصل، أوضح داود أوغلو أنه واثق من أن تحرير المدينة من أيدي تنظيم داعش على ايدي سكان الموصل، يحمل أهمية كبيرة من أجل مستقبل العراق، قائلاً “لذلك فإن عملنا متواصل دون انقطاع هناك، لافتاً إلى الأخطار التي تشكلها أنشطة منظمة بي كا كا الإرهابية المتزايدة شمالي الموصل وخاصة منطقة سنجار تجاه تركيا.
وأكد داود أوغلو أن كافة المناطق الممتدة شمالي الموصل ( العراق) وحلب (سوريا)، تشكل حزام أمان لتركيا، وأن كل فراغ يتشكل في تلك المناطق يملأه تنظيما داعش وبي كا كا الإرهابيين، مضيفاً “لذلك وجود جنود لنا هناك، هو ضمان لعدم تشكل ذلك الفراغ، كما أن وجودنا العسكري يعد بمثابة دعم لشعبي البلدين الشقيقين، وللحكومة العراقية، إضافة لكونه ضمان لأمننا”.
وشدد على أن تركيا لن تسحب جنودها ما دامت هناك منظمات إرهابية تهدد أمنها انطلاقًا من تلك المناطق.
كما تطرق داود أوغلو إلى استهداف داعش ناحية “تازة خورماتو” في محافظة كركوك العراقية بالأسلحة الكيميائية في 9 آذار/ مارس الجاري، مبيناً أنه أصدر تعليمات من أجل نقل 22 تركمانياً من المصابين إلى تركيا من أجل تلقي العلاج، وأن علاجهم لا يزال متواصلا في المستشفيات التركية.
وكانت رئاسة هيئة الأركان التركية أعلنت في وقت سابق السبت عن مقتل جندي تركي، وأصابة آخر بجروح طفيفة، جراء سقوط قذائف “كاتيوشا” أطلقها مسلحو تنظيم “داعش” على قاعدة “بعشيقة” العسكرية التي ينتشر فيها جنود أتراك شمالي العراق.
ويرافق داود أوغلو في زيارته إلى الأردن كل من وزير المواصلات والاتصالات والنقل البحري بن علي يلدريم، ووزير الغابات والمياه ويسل أر أوغلو، ووزير الاقتصاد مصطفى أليطاش، إضافة إلى مستشاري رئيس حزب العدالة والتنمية تانر يلدز، وحياتي يازجي.
وذكرت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، الجمعة، أن داود أوغلو، سيلتقي خلال زيارته، الملك عبد الله الثاني، ونظيره الأردني عبد الله النسور، الأحد، في لقائين منفصلين.
ومن المقرر أن يشارك داود أوغلو الذي يزور الأردن للمرة الأولى بصفته رئيسا للوزراء، في منتدى الأعمال التركي – الأردني، ومؤتمر منتدى الفكر العربي، ويفتتح مكتب وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، في الأردن.
وتأتي زيارة داود أوغلو بعد ان كانت مقررة الثلاثاء الماضي، والتي تم تأجيلها بسبب التفجير الإرهابي الذي تعرضت لها مدينة إسطنبول في الـ18 من آذار/ مارس الجاري، وخلّف عددًا من القتلى والجرحى.
ومن المنتظر أن يوقع الجانبان التركي والأردني 10 اتفاقيات في مجالات مختلفة في مقدمتها التجارية والاقتصادية، وذلك في إطارمنتدى الأعمال التركي – الأردني، ومؤتمر منتدى الفكر العربي.
كما يبحث رئيس الوزراء التركي مع المسؤولين الأردنيين قضايا إقليمية ودولية على رأسها عدم الاستقرار الذي تعاني منه المنطقة، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في مجال أزمة الهجرة.
وكان داود أوغلو أكد أن الأولوية بالنسبة للحكومة هو تحقيق الأمن والاستقرار في تركيا، مشدداً على أنهم سيحمون الديمقراطية والاستقرار والأمن، لأن مستقبل الاقتصاد والسلم الاجتماعي متعلق بضمانها، وذلك في كلمة له خلال قمة المستثمرين الدوليين والأتراك، المنظمة من قبل مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (مؤسسة تركية غير حكومية).
ودعا داود أوغلو الشعب إلى الوقوف جنباً إلى جنب وعدم الاستسلام للإرهاب.
كما أشار داود أوغلو إلى ارتفاع عدد البلدان التي بإمكان المواطن التركي زيارتها بدون تأشيرة، إلى 69 دولة بعدما كان 42، قائلاً “ونحن على وشك رفع التأشيرات مع بلدان الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أننا سنحقق ذلك في يوليو/ حزيران المقبل كحد أقصى”.