أي محادثة بين شخصين لها تأثيرها الكبير جداً، فهي توضح النوايا، وتؤدي إلى خلق الروابط، وأحياناً تخلق انطباعاً أولاً لا يمكن عكسه.
الكلمات التي يتم اختيارها وكيفية استخدامها قد تجعلك تبدو ذكياَ أو غبياً ودوداً أو عدائياً وخجولاً أو شجاعاً.
إن كنت تريد ترك الانطباعات الجيدة والحصول على الاحترام والتقدير في محيطك المهني، أو الاجتماعي فإن طريقة تقديمك لنفسك من خلال أسلوبك في المحادثة هام جداً.
أقوى رجال العالم يتم تدريبهم على اعتماد تقنيات معينة، لكنهم أيضاً يضيفون إليها القليل من شخصياتهم ما يجعلها تختلف وتتميز، وإن كانت تتلاقى في أحيان كثيرة. فإن كنت تريد أن تترك أقوى الانطباعات من خلال أسلوبك في المحادثة، يمكنك الاستعانة بالنصائح التالية الخاصة بأسلوب المحادثات الذي يعتمده أقوى الرجال في العالم.
1- لديهم ما يستحق الحديث عنه
من الأساسيات والأمور الأكثر أهمية حين يتعلق بالمحادثات، إن لم يكن لديك شيء يستحق قوله فلا تتكلم. النقطة هذه لا تعني أن الشخصيات القوية تملك وبشكل دائم الأفكار الهامة التي تستحق الحديث عنها، لكنهم يفكرون قبل المبادرة بالحديث ويقيمون إن كانت النقطة التي يريدون الحديث عنها هامة، وفي حال لم تكن كذلك فهم يصمتون. ليست كل فكرة تخطر لك تعد مساهمة قيمة، وعليك تعلم ضبط النفس والتفكير ملياً قبل الحديث.
2- لا يخافون من الصمت
يدركون أهمية الصمت ولا يخافون منه، فبالنسبة إليهم لحظات الصمت أفضل بأشواط من الحديث لمجرد تفادي الصمت. لن تجدهم إطلاقاً يعتمدون المقاطع الصوتية المزعجة التي تظهرهم بموقف الضعيف المتردد، الأصوات مثل «آه، وأم » يتم استبدالها بلحظات صمت تمنح الطرفين الوقت الكافي للتفكير قبل إعادة انطلاق المحادثة. بالنسبة إليهم عندما تصل الأمور إلى نقطة حيث لم يعد لأي من للطرفين ما يقوله، فهم يلجأون إلى الصمت.
3- لا يهيمنون على المحادثة
عوض الحديث طوال الوقت، فهم يتركون الآخرين يقومون بذلك ويكتفون بالاستماع. وحين يجدون الفرصة الملائمة فهم يطرحون الأسئلة التي تهمهم. المثير في هذه النقطة أنها لا تتعلم بأدبيات المحادثات فقط، بل بجعل الآخرين يشعرون بالقوة. الحديث عن النفس يحفز مناطق المتعة في الدماغ؛ ما يجعل الشخص الذي يقوم بذلك يشعر بالقوة، وبالتالي يشعر وكأنه خاض محادثة تميل إلى صالحه. جعل الآخرين يشعرون بالقوة رغم أن الواقع ليس كذلك ستميل لصالحك دائماً.
4- لا يجادلون بشكل مباشر
لن تجدهم يعتمدون جملاً مثل « لا أوافق على ذلك»، أو « ما تقوله غير صحيح كلياً»، بل يلجأون إلى إثبات وجهة نظرهم بأسلوب مختلف. أسلوبهم قائم على الكثير من الإيجابية، فتجدهم يلجأون إلى عبارات مثل « يمكنني أن أرى وجهة نظرك هنا، لكن هناك آلية أخرى لمقاربة الموضوع». وأحياناً يلجأون إلى تقنية أقوى وأكثر تأثيراً تجعل الشخص الآخر يشعر بالقوة رغم أنهم جردوه منها من خلال طرح أفكارهم، وكأنها صادرة عن الآخرين مثل عبارة «قرأت في مكان أنه بالإمكان القيام بالأمر بهذه الطريقة».
5- لا يعتمدون إطلاقا على الكليشيهات
الكليشيهات لا تحمل أي قيمة بحد ذاتها؛ لأنها فقدت قيمتها بسبب الاستخدام المفرط لها عبر السنوات. استخدامها خلال المحادثات تظهر الشخص، وكأنه لا يتمتع بالذكاء الذي يمكنه من الخروج بعبارات خاصة به للتعبير عن رأيه. في المقابل البعض يلجأ إلى العبارات الملطقة بحيث يكون الهدف منها الظهور بشكل لبق؛ لكن معضلة هذه العبارات تكمن في أنها تظهر الشخص، وكأنه مخادع وماكر. لذلك حاول التعبير عن أفكارك بشكل واضح ومباشر.
6- يستخدمون الكلمات البسيطة
لا يلجأون إلى الكلمات الرنانة أو غير الشائعة، بل يعتمدون على البساطة في الحديث. الكلمات المنمقة والمعقدة تربك المستمعين وتجعل الشخص يبدو وكأنه مدع يحاول إثبات حنكته ومعرفته الواسعة بأسخف طريقة ممكنة. أقوى المحادثات هي تلك التي يمكنها إيصال الأفكار المعقدة بأبسط طريقة ممكنة.
7- التنويع في طبقات الصوت
الاعتماد على طبقة صوت واحدة تجرد المحادثات من قوتها وتجعلها مملة. فمثلاً الحديث بنبرة منخفضة ستجعل الآخرين يفقدون الاهتمام بما تقوله فوراً، أما الحديث بنبرة عالية طوال الوقت فسيجعلك تبدو عديم النضج، وأشبه بطفل يصرخ ليسمع صوته. لذلك التنويع بين طبقات الصوت وفق النقاط يجعل المتحدث يأسر اهتمام جمهوره ويترك الأثر الذي يريده.