15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
17.84°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة17.84°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

الأسير عبد الناصر عيسى.. خليفة العياش وحاصد الشهادات

عبدد
عبدد
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

تكريما له وتمجيدا لدوره الوطني والنضالي، وتذكيرا بجهاده، وقع الاختيار على بيت الأسير عبد الناصر عطا الله شاكر عيسى؛ لتوقد فيه شعلة انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس.

عيسى الذي يلقب بـ"تلميذ العياش" -نسبة للشهيد المهندس يحيى عياش- بات يعد أقدم أسير في محافظة نابلس، إذ أنه معتقل منذ نحو 21 عاما، وتحديدا في آب 1995، وصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة لمرتين.. بعد دوره غير المسبوق في المسئولية عن مجموعة من العمليات الفدائية النوعية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

خلال سني حبسه التي فاقت العقدين، غزا الشيب رأس عبد الناصر، وفقد خلالهما والديه، كما اعتقل عدد من أشقائه، وهدم منزله.. لكنه مع كل محنة كان يحوّلها لمنحة، فواصل بكل عزيمة وإصرار جهاده ومقاومته بطرق مبتكرة، حار معها العدو، ورضخ للقائد الفذ.

بداية مشرقة

من كانت بدايته محرقة، كانت نهايته مشرقة، وهذا بالفعل ما حصل مع الأسير عبد الناصر عيسى.. فقد ولد في مدينة نابلس في الأول من تشرين أول 1968 وفي العام التالي، انتقلت عائلته للسكن في مخيم بلاطة بعد إصدار الاحتلال أمرا عسكريا يقضي بهدم أو إغلاق منزل العائلة، بسبب اعتقال والده "أبو شاكر" والحكم عليه لمدة سبع سنوات، ولاحقا طال الأسر أغلب أفرادها، وهدم المنزل مرة ثانية في الانتفاضة الأولى، كما أصيبت شقيقته الكبرى بالرصاص الحي في العام 76 خلال تظاهرة يوم الأرض.

وفي سبتمبر 1982 أصيب عبد الناصر بالرصاص الحي في أعلى فخذه الأيسر، بعد مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال احتجاجا على مذابح "صبرا وشاتيلا"، بعدها بعامين كان الاعتقال الأول له في العام 84 خلال عملية قمع واسعة في المخيم، بتهمة حيازة منشورات ممنوعة، واقتيد إلى جانب آخرين، ومنهم القائد الشهيد "جمال منصور" إلى تحقيق سجن الفارعة، والمسمى "الإسطبل"، كما اعتقل مرة ثانية في العام 86 إثر مواجهات في محيط المخيم.

وأصيب بالرصاص للمرة الثانية في كلتا قدميه في إحدى التظاهرات الشعبية في مخيم بلاطة، كجزء من فعاليات الانتفاضة الأولى، كما أصيبت والدته بسبع رصاصات مطاطية.

وتم اعتقاله وهدم منزل العائلة في 89 وأطلق سراحه العام 1991، فيما تم تسليمه الهوية الخضراء، التي تعني تقييد حركته ما بين الحواجز داخل المدن، واستمرت حتى لحظة مطاردته في 1994.

التحق عام 91 بكلية الشريعة في جامعة النجاح بنابلس، وكان عضوا في اللجنة القيادية للكتلة الإسلامية، واعتقل خلال حملة البحث عن الجندي المخطوف "توليدانو" – أو حملة مرج الزهور.

مع العظماء

أعيد اعتقاله عام 93 وأدانه الاحتلال بمساعدة مطاردين، وتجنيد وتنظيم الشهداء: ساهر التمام وأحمد مرشود وسامر بني عودة، وتنقَل بين سجون الفارعة جنين الظاهرية النقب مجدو، الجلمة.

والتقى الأسير عيسى في تلك الفترة بالشهيد القائد "أحمد الجعبري"، والقيادي في حماس "خليل الحية"، وبالشهيد القائد "محمود عيسى" من مخيم البريج في سجن النقب (1994).

تمكن في العام 95 من التخفي والتسلل إلى قطاع غزة الخاضع حديثا لسيطرة السلطة الفلسطينية، وهناك التقى بالمهندس "يحيى عياش" و"أبو خالد الضيف" ومعظم المطاردين في ذاك الوقت.

ولم تمنعه المطاردة من محاولة إكمال دراسته، فالتحق بالجامعة الإسلامية بغزة في كلية أصول الدين، ومن أبرز مدرسيه وأساتذته: الدكتور الشهيد نزار ريان، والدكتور مازن هنية وغيرهم.

الملاحقة والاعتقال

في 22/7/1995 أوصل عيسى الاستشهادي "لبيب عازم" من بلدة "قريوت" جنوبي نابلس، إلى قلب "تل أبيب"، إذ فجر نفسه بحافلة قرب مقر هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل ستة وجرح 35 آخرين، وأثار الرعب في صفوف أجهزة الأمن، من أن مهندسا ثانيا للقسام بعد العياش يخطط وينجح.

اعتقل في 19/8/1995 في كمين نصبته له القوات الخاصة بنابلس، مع زميله "عثمان بلال"، إذ تعرضا مباشرة لعملية تحقيق قاسية جدا، وصدر عليه حكما بالسجن المؤبد لمرتين، وطلب له القاضي الثالث حكم الإعدام، كما حوكم زميله بالسجن المؤبد.

ونجح "عيسى المعزول" وبعد نضالات وإضرابات بالتسجيل للدراسة في الجامعة الوحيدة المتوفرة، وهي الجامعة العبرية، ونال شهادة عليا من قسم العلوم السياسية.

الهيئة العليا للأسرى

وفي عام 2005 لعب عيسى دورا مركزيا أساسيا في تشكيل أول هيئة قيادية عليا لحماس في سجون الاحتلال، وقد تم انتخابه لرئاسة الهيئة الأولى لحماس.

وانتخب عضوا في الهيئة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة إلى جانب إخوانه من أمثال القادة :يحيى السنوار وروحي مشتهى وصالح العاروري والشيخ عبد الخالق النتشة، وغيرهم وفي السادسة (2015-2017) تم انتخابه منسقا عاما للهيئة وكنائب للرئيس.

واستطاعت الهيئة العليا الأولى لحماس أن تتوصل لمقترح مشترك مع الفصائل وتحديدا مع المناضل "مروان البرغوثي"، أو الذي أطلق عليه (وثيقة الأسرى)، التي تم إقرارها من كافة فصائل الشعب الفلسطيني.

وفي عام 2007 نال عيسى شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة العبرية، وذلك بعد عقبات عديدة من إدارة السجون.

وفي عام 2009 نال شهادة الماجستير في (دراسات الديمقراطية)، وبعد عدة أشهر ألغت سلطات مصلحة السجون تسجيله للدراسة في برنامج الفكر البيولوجي لأسباب أمنية، كما ادعت.

وفي 2012 رفض الاحتلال الإفراج عن عيسى في صفقة "وفاء الأحرار"، بحجة أنه يشكل خطرا على أمن دولة الاحتلال، لكن ذلك شكل له دافعا لمواصلة تحصيله العلمي، فنال شهادة ماجستير أخرى في "الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس في أبو ديس.