بريشة المبدع وبلمسات الفنانين الرائعة، بدأ الشاب العشريني يخط ويرسم لوحاته الفنية ذات الرونق الجميل والمبدع، عبّر فيها عن إحساسه بالواقع المؤلم لغزة المحاصرة ولشهدائها الميامين ولقادتها العظام.
بدأ "حسين أبو الصادق" رحلته الفنية منذ نعومة أظفاره، وقال خلال حديثه مع "فلسطين الآن":" كنت في الابتدائي ورسمت رسمة فأعجب فيها مدرس الفن ورفعها أمام الطلبة وقال: مثل هكذا نريد الرسم، ووضعها في خزانته الخاصة، فكان هذا الدافع القوي لكي أسير بهذا الاتجاه".
لم يكن الفنان بمعزل عن ذويه، فقد ساعده أباه وأهله في خيال ريشته المبدعة كما عرفها أهل بيته: "كنت أبدع في رسمهم، فرسمت أبي وأمي وأخي وإخوتي، رسمت أطفال البيت رسمت روضات الأطفال، أبدعت في رسم الملاهي والمتنزهات".
جور قانون الأميال
وبدأت الرحلة وبدأ يرسم ويتعلم من ذاته حتى اشتد عوده ووصل المرحلة الإعدادية، ولكن شغف الحياة كان أكبر من فنه: "خرجت من المدرسة لأساعد أبي وإخوتي للبحث عن مصدر الرزق في أعماق البحار، والتي كانت مصدر فن لي أيضًا ورسمت ما كان يمر علي من شباك وحسكات ولنشات وأمواج تتلاطم علها تنتج لنا بعضا من خيرها القليل بفعل قانون الأميال".
ورغم ضيق الحال وانشغاله بمصدر الحياة لكنه "لم يعش في برج عاجي، بل كان بين الناس" كما قال أخوه، خاض عالم السياسة ورسم القادة العظام كالياسين وأبو عمار والرنتيسي والشقاقي وغيرهم.
وجسد بريشته صمود وتضحيات شعبه، قائلا: "رسمت شهداء انتفاضة القدس كفادي علون، مهند حلبي، ... وغيرهم، وشاركت في رسمة لكتائب القسام، فكان يجول بخاطري أن بلدي تحتاج مني ولو الشيء القليل".
تأملات المبدع
واجه الفنان حسين صعوبة الحياة بقليل مما لديه من إمكانيات، علها تبزغ في بحر الفن والتي عبر عنها بمرارة المتأمل وتطلعات المبدع "أواجه مشاكل ومعوقات أثناء ممارستي لتلك الهواية التي ورثتها -أبًا عن جد- حيث والدي يبدع في تحويل الفلين إلى فن وإبداع".
وتمنى الفنان الواعد من وزارة الثقافة وأصحاب القرار أن يكونوا عونا له، لكي يكمل مشواره ويكون جزءا فعالا في المجتمع، والذي عبر عن آماله وآلامه بلوحاته الفنية.