بعد ساعات قليلة من قرار جماعة الإخوان المسلمين ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب الرئاسة في مصر أبدت (إسرائيل) قلقها على المستقبل الذي ينتظر الكيان الغاصب واتفاقاتها القديمة مع مصر والتي تستمد منها " إسرائيل" أمنها وسبب بقائها ، أما الولايات المتحدة الأمريكية فإنها لم تعلق رسميا على الموضوع رغم " الامتعاض" الذي أظهرته الصحف الأمريكية لعدم " وفاء" جماعة الإخوان بعهدها الذي قطعته على نفسها. الإخوان أُجبروا على اتخاذ ذلك القرار لأن المجلس العسكري الأعلى أصر على بقاء حكومة الجنزوري، وقد ذكروا السبب في بيانهم الصحفي المتعلق بقرار الترشيح، فضلا عن أسباب أخرى تم الكشف عنها في مناسبات عديدة وقد أشرنا إليها في مقال سابق. الضغوط التي مارستها القوى العلمانية والليبرالية من أجل حل اللجنة التأسيسية للدستور، وكذلك ما ظهر من نوايا سيئة وممارسات تتناقض مع الديمقراطية شجعت الإخوان على مثل تلك الخطوة المفصلية. إن احتمال تراجع الإخوان عن تلك الخطوة أمر متوقع لأن " ثمن " بقاء حكومة الجنزوري أصبح فوق ما يطيقه المجلس العسكري ، وكذلك فإن القلق الإسرائيلي المعلن والأمريكي غير المعلن_حتى اللحظة_لا بد وأن يترجم إلى فعل في الداخل المصري الذي لم يسلم من التدخلات الصهيو_أمريكية منذ انطلاق ثورة 25 يناير. فالضغوط الأمريكية على المجلس العسكري من أجل الإبقاء على حكومة الجنزوري سوف تختفي بحكم نظرية " أخف الضررين"، ولا شك أن تولي الإخوان منصب رئاسة الجمهورية في مصر هو كارثة بالنسبة لأعداء الإسلام، فإما أن يمنعوها بالرضوخ لشروط الإخوان وإما بالاستمرار في حماية نظام مبارك وإدخال مصر في دوامة الفوضى والاقتتال، ولكن الخيار الأول هو الأسلم بالنسبة إليهم لأن الفوضى والانفلات في الساحة المصرية_رغم ما تحمله من خسارة لمصر ولشعبها_ فيه خطر كبير على أمن دولة الاحتلال "إسرائيل". السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن للإخوان أن يغامروا بمصر ومستقبلها من أجل منصب ؟، والجواب هو ما قاله الدكتور محمد بديع المرشد الثامن للجماعة:" الإخوان لن يتركوا راية الوطن تسقط أبدا"، حيث لو استمرت ممارسات المجلس العسكري على حالها، والفوضويون على تمردهم فإن النظام السابق سيعود برموز جديدة وبقوة ليستكمل تدمير مصر من أجل المصالح الأمريكية وأمن دولة الاحتلال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.