الحق في الحياة الكريمة قاعدة ربانية، قبل أن تكون قاعدة من قواعد حقوق الإنسان التي قررتها المؤسسات الحقوقية الدولية. الحياة الكريمة أن تتمتع بالحقوق الإنسانية التي يتمتع بها غيرك من أبناء البشر بغض النظر عن العرق والجنسية والجغرافيا. من الحياة الكريمة أن تحيا حراً بلا احتلال وبلا حصار ، ومن الحياة الكريمة أن تتوفر لك الكهرباء ، وأن يتوفر لك الوقود ، فإذا حرمك غيرك من الكهرباء ومن الوقود كان معتدياً على حقك في الحياة الكريمة. لأنه في عدوانه عليك يضعك ويضع أهل بيتك في دائرة الأخطار التي لا تحمد عقباها. هذه المعاني وغيرها وضع حروفها ونقاطها ثلاثة أطفال من آل بشير قضوا نحبهم حرقا في منزلهم بسبب حرمانهم من حقهم الطبيعي في الكهرباء والإنارة المنزلية ، تخيل بعد التسليم بقضاء الله وقدره أن هناك كهرباء ولا توجد شمعة مشتعلة لكان الأمر مغايراً ، ولسنا في ذلك ننكر أن لكل ميتة سبباً وقضاء . باختصار أود القول بأن من قتل الأطفال الثلاثة هم من حاصروا غزة وحرموا بيوتها وأبناءها من الحق في الحياة الكريمة ، ومن الحق في الكهرباء ، هؤلاء هم القتلة الحقيقيون ، وعليهم تقع المسئولية ، وإليهم يوجه الاتهام ، والثورة ضدهم واجبة. لقد تحدثنا في مقالات سابقة، وتحدث غيرنا بما هو أفضل من حديثنا عن تداعيات أزمة الوقود والكهرباء ، وأضرارها على الفرد والمجتمع، وصور هذا الضرر المباشر في المشافي والبلديات ، والمواقع ، والبيوت والمواصلات والجامعات لا تعد ولا تحصى ، وهي تواجهك حيثما توجهت ، ولقد وصل ضررها حد القتل والاحتراق . أبناء آل بشير الثلاثة رحمهم الله هم الصورة الأحدث والأكثر إيلاماً من مئات الصور المؤلمة والمضرة التي ولدها الحصار وولدتها أزمة الكهرباء ولا أحسب أن الضمير الإنساني في حاجة لقتلى أكثر أو لحرائق في البيوت أسوأ حتى يتحرك ضميره ويعمل على رفع الحصار عن غزة . الحق في الحياة ، قاعدة إنسانية دولية ، لا تتعدد بتعدد الأجناس والأعراق والأديان أو الشرائع ، فهي حق للأبيض والأسود والأحمر ، وليست حقاً حصرياً للرجل الأبيض ، أو للعيون الزرق؟!! ولكن الواقع يقول غير ما تقوله النظرية ، فالرجل الأوروبي والأمريكي والإسرائيلي له كامل الحقوق في الحياة الكريمة ، وليس للأفريقي الأسود ، أو الفلسطيني العربي حقوق مماثلة ، لأنه عربي؟!! ( العروبة) جريمة تمنعك حقك في الحياة الكريمة ، لذا حاول بعض أبناء العرب الخلاص من (الجريمة؟!!) بالحصول على جواز غربي أو كندي أو أمريكي . بعض الكبار ورجال الأعمال تخلصوا مما أسميناه (جريمة ؟!) بالتجنيس وبجواز السفر ، فكيف لأطفال ثلاثة، وأمثالهم مئات، بل ألوف ، أن يتغلبوا عليها؟! هم لا يستطيعون لأن جل اهتمامهم هو شمعة تضيء لهم ألعابهم البيتية التي تسليهم ، وتعوضهم عن غياب التلفاز والألعاب الإلكترونية ، هم فرحون بشمعة تبدد الظلام ، وما دار بخلدهم أن من حرمهم الحق في الكهرباء أراد أن يبدد حياتهم ، لذا يجب إلقاء القبض على المجرم ومحاكمته ، رحم الله أطفال فلسطين ، ومتعهم بحقوق أفضل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.