أثار قرار وزارة الحرب الإسرائيلية أمس الجمعة، بتغيير تصنيف جنودها "هدار غولدين وأورون شاؤول"، اللذين فقدا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة من قتلى إلى قتلى مفقودين وأسرى لدى حماس تساؤلات عديدة حول مستقبل ملف الأسرى والتفاوض حوله.
ورأى محللان سياسيان مختصان في الشأن الإسرائيلي، في أحاديث منفصلة مع "فلسطين الآن" أن حجم التغيير في رواية الجيش بشأن المفقودين منذ الحرب كبير للغاية الأمر الذي سيتبعه تغيرا متوقعا حول مصير الجنود في المرحلة القادمة.
تغيير جوهري
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي إن التغيير جوهري من حيث أن تغيير من وصف قتيل فقط إلى إضافة أسير يلزم الاحتلال البحث عنهما وإعادتهما وهذا يمهد لعملية التفاوض على الأسرى في يد المقاومة.
وأضاف: " المعلومات التي يمكن البناء عليها في هذا الجانب بحسب قراءة ما يتحدث به الجيش من روايات، أن المقاومة تملك في يدها على الأقل 4 من الجنود المصير ل 2 منهم أحياء 1 أقرب للحياة من الموت وأخير يصعب حسم الموقف منه، عدا عن ملف ناحل عوز الذي لم يغلق بعد"
ورأى الريماوي في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن وزير جيش الاحتلال الجديد أفيغدور ليبرمان ليبرمان سيكون الشخصية التي سيفتح في عهده الملف بشكل أوسع وأسرع والذي في عهده ستتحدد ضوابط الحديث مع المقاومة حول الأسرى من قوات الاحتلال.
نجاح للقسام
واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر أن هذا القرار هو بمثابة إعلان نجاح القسام في مستويين، الأول: مستوى التأثير النفسي على أهالي الجنود القتلى، والثاني المستوى الأمني الإسرائيلي من خلال تغيير القناعة لدى المؤسسة الرسمية الإسرائيلية من خلال إصدارها لمثل هذا القرار.
وبين أبو عامر في حديثه لـ"فلسطين الأن" بأن القرار هو انتقال فعلي من مرحلة الإغلاق واعتبارهم قتلى في السابق، إلى مرحلة فتحه من جديد واعتبارهم قتلى ومفقودين لدى حماس.
وأشار إلى أن كتائب القسام لديها عبئ في هذه المرحلة الجديدة من خلال إعداد خطة للتعامل مع ما قد يكون من خلال الوسطاء وطلب معلومات عن المفقودين، وهو الأمر الذي نجحت به كتائب القسام سابقا عندما لم تقدم أي معلومة بالمجان.
وكانت قررت شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة اعتبار الجندي أورون شاؤول والضابط هدار غولدين كقتلى بمكانة "أسرى حرب مفقودين"، وليس "قتلى لا يعرف مكان دفنهم".