العطور جزء أساسي من حياة أي رجل وهي من الأمور التي يستخدمها يومياً مرة واحدة على الأقل.
الاهتمام عادة ينصب على أي عطر يجب اختياره أو أي نوعية تليق بهذه المناسبة أو تلك، ما يجعلنا نقفز عن النقاط الأهم، وهي آلية التعامل مع العطور سواء لناحية التخزين، أو طريقة وضعها أو حتى التمييز بين أنواعها.
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالعطور، والتي سنعرض الأكثرها شيوعاً في موضوعنا هذا.
1- العطر والكولونيا
البعض يظن أن الكولونيا هي للرجل، بينما العطور هي للنساء. لكن في الواقع المصطلحان يرتبطان بنسبة كثافة الزيوت العطرية وهو مصطلح «محايد» لا يرتبط بجنس المستخدم.
ماء الكولونيا هي عادة الأقل كثافة، ونسبة تركيز الزيوت العطرية فيها هي ٣٪ . أما نسبة تركيزها في «الأودو تواليت» فهي ١٠٪ مقابل ١٥ إلى ٢٠٪ في «الأودو برفان». أما العطور «برفان» فنسبة كثافة الزيوت العطرية فيها هي ٢٥٪ .
2- العطور يجب حفظها في الحمام
الحرارة والرطوبة يمكنها أن تتسبب بتحلل الزيوت العطرية بشكل أسرع ما يؤدي إلى فساد الرائحة. صحيح أن العطور لا تفسد بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن الحرارة والرطوبة تجعل رائحتها تختلف كلياً عن الرائحة الأساسية للعطر.
3- تجربتها على أوراق العطور
محال بيع العطور تملك الأوراق الخاصة لتجربة العطور عليها. الرائحة على هذه الأرواق تختلف بشكل كامل عن رائحتها على الجسد. بعض الباعة يلجأون إلى رشها على يدهم والطلب من الزبون شمها، والبعض الآخر يرشها داخل غطاء القارورة.
جميع هذه الطرق غير نافعة؛ لأنه لا يمكن معرفة رائحة العطر إلا حين تقوم برشه على جسدك؛ لأن الزيوت العطرية فيه ستتفاعل مع الزيوت في جلدك، وبالتالي تحصل على النتيجة النهائية. رائحة العطر الواحد تختلف من شخص لآخر بسبب التفاعل مع الزيوت الخاصة بكل فرد.
4- مئة طريقة لوضع العطور
نصائح لا تعد ولا تحصى حول الألية «الصحيحة» لرش العطور. النصيحة الأكثر انتشاراً هي رشها بكثرة في الهواء حتى تصبح أشبه بغيمة ثم الوقوف وسطها. البعض ينصح بوضعها على الجلد ثم فركها، والبعض يضعها على المعصم ثم يقوم بفركها بالمعصم الآخر.
جميع هذه الطرق خاطئة، والطريقة الصحيحة هي وضع العطور مباشرة على الجلد الجاف، وبشكل معتدل. فرك العطر على الجلد يتسبب بكسر الزيوت العطرية ما يجعل رائحتها تختلف بشكل جذري.
العطور يجب وضعها على المناطق الأكثر دفئاً في الجسد، وهي الرقبة والصدر؛ لأنها تسمح للعطر بالتبدد بشكل متساو خلال النهار.
5- جميع العطور رائحتها قوية
عند الاختيار وتحديداً «البرفان» فإن الفكرة الشائعة الخاطئة هي أنها جميعها تملك رائحة قوية. كما سبق وذكرنا قوة الرائحة ترتبط بنسبة تركيز الزيوت العطرية الموجودة فيها. وبطبيعة الحال تلك التي تحتوي على نسبة أعلى تكون رائحتها الأقوى ما يعني أنه عند الاستخدام يجب أن تكون الكمية المستخدمة أقل.
6- كمية الزيوت تجعل الرائحة أفضل
البعض يظن أنه كلما زادت كمية الزيوت كانت الرائحة أفضل لكن النظرية هذه خاطئة. كمية الزيوت تجعل الرائحة أقوى وليس بالضرورة أفضل. الأمر يرتبط هنا بنوعية العطور التي تريد والروائح التي تروق لك. الواقع هو أن العطر نفسه بنسبة تركيز مختلفة للزيوت يملك رائحتين مختلفتين كلياً.
7- رائحة العطر هي نفسها طوال اليوم
رائحة العطر لدى وضعه في الصباح تختلف بشكل جذري عن رائحته بعد ساعات. غالبية العطور الذكورية «غير خطية» أي أنها لا تسير في مسار مستقيم بحيث يرتبط السبب بالنتيجة. والسبب هنا هو العطر صباحاً والنتيجة هي العطر بعد ساعات.. العطر نفسه يملك روائح مختلفة خلال ساعات النهار. في الواقع كلما كانت العطور «غير خطية» كانت نوعيتها أفضل.
8- الأغلى هي الأفضل
عند شراء العطور الخيار الأول يكون الماركة المشهورة، أو المصمم المشهور أو الأغلى ثمناً باعتبار أنها بالتأكيد ستكون الأفضل. المقاربة هذه خاطئة تماماً؛ بعض العطور غير الباهظة رائحتها أفضل بأشواط من عطور كبار المصممين.
ما عليك القيام به قبل اختيار العطر هو التسلح بالمعرفة وبالنوع الذي يناسبك ثم الاختيار وفق الرائحة، وليس السعر أو الشركة أو المصمم.