يبدوان الاحتلال الصهيوني وصل إلى مرحلة من الإفلاس دعته إلى استنساخ نفس السيناريو المستخدم مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تهديد على السنة قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين يتبعه تصعيد عسكرية ضد المقاومة الفلسطينية تحت مزاعم باطلة ويثبت بطلانها عقب إشباع شرهة القتل لدى قادة الاحتلال بأن الفلسطينيين لا علاقة لهم بما حدث من إطلاق نار أو كمين مسلح أو غيره من العمليات العسكرية ضد الكيان. هذا ثبت في تصعيد أكتوبر الماضي الذي جاء في أعقاب الكمين المسلح الذي أدى إلى مقتل عدد من المستوطنين الصهاينة والجنود والذي وقع في منطقة النقب انطلاقا من الأراضي المصرية والتي اتهم فيها لجان المقاومة الشعبية وعلى إثرها تم اغتيال الشهيد أبو عوض النيرب ورفاقه في غارة جوية استهدفتهم في مدينة رفح، وأعقب ذلك عملية تصعيد من قبل الاحتلال وفق سياسة رد الاعتبار وإعادة الثقة لدى جنوده وإثبات يد الاحتلال الطويلة للنيل ممن يعتقد الاحتلال أنهم يقفون خلف أي عملية عسكرية، وجاءت فيما بعد نتائج التحقيق لتؤكد على أن منفذي الهجوم هم جماعة مسلحة لا تتبع لأي تنظيم فلسطيني وأن العناصر التي استشهدت في العملية هم ممن يحمل الجنسية المصرية، وانطلاق العملية كان من الأرضي المصرية وليس الفلسطينية وهذا مثبت، ومسار الرجعة لمنفذي الهجوم كان الأرضي المصرية، والمتهم الأول يبقى الفصائل الفلسطينية. واليوم يدعي الاحتلال أن صاروخا سقط في منطقة أم الرشراش ( إيلات ) انطلاقا من سيناء أي الأراضي المصرية وقادة الاحتلال يحملون حماس مسئولية هذا الإطلاق، رغم النفي المصري من أن يكون هناك أي استخدام لأراضيه لتنفيذ العملية والتحقيقات الصهيونية لم تصل بعد إلى الجهة التي أطلق منها الصاروخ، وهل بالفعل أطلق صاروخ أم لا، وهل سيناء هي المكان أو منطقة العقبة في الأردن أو من عرض البحر وفق ما أشار إليه الخبير العسكري المصري اللواء طلعت مسلم في لقاء له على فضائية الأقصى مساء السبت الماضي، ولكن اتهام حماس أو المقاومة الفلسطينية فهو اتهام جاهز لدى الاحتلال وتحميلها المسئولية دون تحقق أيضا جاهز والردود الصهيونية جاهزة وما الغارات الجوية الصهيونية على بعض الأهداف أو المجموعات المسلحة إلا دليل على ذلك رغم حالة الهدوء بعد التصعيد الأخير. فعندما يخرج رئيس الأركان الصهيوني ويقول أن أي عمل عسكري يصيب أهداف صهيونية في جنوب فلسطين المحتلة حركة حماس تتحمل مسئوليته سواء كان من قطاع غزة أو من سيناء، وأي اعتداء على أهداف صهيونية شمال فلسطين المحتلة حزب الله مسئول عنه، وأي اعتداء على أهداف صهيونية خارج فلسطين المحتلة إيران مسئولة عنه، وكأن الاحتلال الصهيوني يريد أن يخلق تحالفا وهميا بين المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس وحزب الله وإيران، وكأن هذا الكيان لا يواجه عداء في العالم من غير هذه الفئات الثلاث، علما أن هناك أعداء كثر صنعتهم سياسة الإرهاب الصهيونية والقتل في العالم ضدها ودليل ذلك ما قام به الفرنسي من أصول عربية من إطلاق نار على المدرسة الصهيونية جنوب فرنسا، كمثال ولسنا بصدد مشروعيتها أو عدم مشروعيتها. العدو الصهيوني يعلم وغيره يعلم أن المقاومة الفلسطينية لازالت الساحة الفلسطينية هي ساحة المواجهة مع الاحتلال وهي ترفض استخدام الساحات العربية للانطلاق لتنفيذ عملياتها العسكرية، ولكن لعجز الاحتلال عن رد الاعتبار ومحاولته إعادة الهيبة لقواته وقوة ردعها يلجأ للأضعف وهو قطاع غزة ومقاومتها كي يستعرض عضلاته فيها ويعمل على استدراج المقاومة تجاه ما يخطط له وإن كان على نطاق ضيف، وإن كانت المقاومة الفلسطينية تدرك أهداف العدو ولكنها لم تتخذ بعد القرار القاضي بفتح الساحة لمواجهة واسعة وفقا لتقديراتها وإمكانياتها وقراءاته لما يجري في المنطقة الإقليمية. نقطة أخيرة وهو التركيز على منطقة سيناء من قبل الاحتلال الصهيوني فهو يسير وفق مثلنا الشعبي ( ألحقوني ) هناك خطر يتهدد امن الاحتلال مصدرة سيناء، وأن مصر لم تعد قادرة لحماية حدود الاحتلال الصهيوني في ظل عدم الاستقرار والرسالة موجهة إلى أمريكا أن مارسي نفوذك مع المجلس العسكري للقيام بواجب الحماية كما كان في عهد مبارك وعمر سليمان، ورسالة إلى المجلس العسكري أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس كسرت الهيبة المصرية وتلعب في ساحتها بهدف توتير العلاقة بين حماس والجهة الحاكمة في مصر. على العموم مطلبنا الوحيد للمقاومة الفلسطينية أن تكون على جاهزية تامة للتصدي لأي عدوان على القطاع أو الرد على التصعيد المتوقع بالآلية والطريقة التي تراها المقاومة مناسبة، وهذا يطلب مرة أخرى وحدة موقف وإستراتيجية مشتركة لقوى المقاومة في الرد على أي اعتداء صهيوني متوقع في أي لحظة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.