طريقة تواصلنا مع الآخرين تلعب دوراً كبيراً في تحديد مسار حياتنا، فمثلاً في العمل طريقة تواصلك مع الزملاء والمدير تجعلك إما تبدو جديراً بثقتهم، وبالتالي التقدم في العمل أو العكس.
أحياناً نميل إلى استخدام عبارات قد تبدو لنا بريئة لكنها في الواقع تجعلنا نبدو غير جديرين بالثقة وحتى منافقين أو متلاعبين رغم أننا لسنا كذلك على الإطلاق.
فما هي العبارات التي عليك عدم استخدامها على الإطلاق؟
عميل سري
المحادثة هذه لعلها جرت ملايين المرات بين زملاء العمل، ولعلك خضتها شخصياً مرة أو مرتين. تتحدث عن أمر ما فيسألك أحدهم «كيف عرفت ذلك»؟ فيكون جوابك إما «إنه أمر سري ولكن..» أو «ليس من المفترض أن أخبرك ولكن..» «عليك أن تقسم بأنك لن تخبر أحداً..»، «لا أريد حقاً الحديث عن الأمر، ولكن..».
هذه الجمل والمقاربات لا تجعلك تبدو وكأنك عميل سري أو كشخصية مهمة، بل تجعلك تبدو وكأنك إما تنقل شائعات أو تفشي بالفعل سراً ما.. والإفشاء بالأسرار يعني أنه لا يمكن الوثوق بك.
تكرار كلمة «الكذب»
بعض هذه الجمل التي سنذكرها مستخدمة بشكل كبير جداً لدرجة الإزعاج سواء في العمل، أو في حياتنا اليوم. يخيل للبعض أن تأثيرها إيجابي، وأنها ستؤكد للآخر صدقهم لكنها في الواقع تجعل الآخرين يفترضون بأنك تكذب.
من هذه الجمل «لن أكذب عليك..»، «هل تريدني أن أكون صادقاً معك؟»، « هل تريد أن أخبرك الحقيقة»؟ «لأكون صادقاً معك»، وطبعاً « ثق بي»، و«صدقني».
التكهنات والتمنيات
أي جملة تجعل الأخرين في مواقف عليهم التخمين تجعلك تبدو غير جدير بالثقة على الإطلاق خصوصاً في مجال العمل. مثلاً كلمة «أظن » أو «أعتقد» مقبولة جداً حين تتحدث عن الطقس لكنها غير مقبولة على الإطلاق حين تقول لمديرك مثلاً: «أعتقد أنني قمت بالتحويلات المالية». من الجمل التي عليك عدم اعتمادها أيضاً « نعم، للوقت الحالي..»، «لا يمكنني أن أعدك بذلك، ولكن»، «سأحاول..».
السلبية العدوانية
من الصعوبة بمكان أن يتم الوثوق بشخص سلبي عدواني؛ لأن الطرف الآخر لا يعرف ولا يمكنه التكهن بما يفكر به وما يريده وما يشعر به حقاً. الجمل قد تبدو لك طبيعية لكن ما يجعلها سلبية هي لغة الجسد أو النبرة وحتى العيون مثلاً جملة «حظاً سعيداً!» قد تبدو جملة لطيفة لكن النبرة الحادة وحركة الرأس الساخرة تجعلها مبهمة للآخرين، وتجعلك تبدو حقوداً. «حسناً أنت تعرف أكثر مني» هذه الجملة بكل بساطة تبلغه بأنك لا تحبذ مقاربته لإنجاز الأمور، وعليه إن فشل فستتخلى عنه وسيتحمل المسؤولية.
في المقابل يعتمد البعض على هذه المقاربة للتعبير عن موقفهم «لست أقول ذلك ولكن..» إن كان لديك ما تقوله فلا داعي لأن تقول إنك لا تقوله، فإما تملك الصدق وقوة الشخصية أو أنك تحب ممارسة الألاعيب .
الاعتذار اللاذع
عندما تقدم اعتذارك بصدق فهذا يعزز الثقة بك لكن حين تلون اعتذارك بالسخرية أو تقولبه في « اللا اعتذار» فهو يجعلك تبدو غير جدير بالثقة على الإطلاق. السبب هنا يرتبط بالتشفي وأحياناً قد تجعلك تبدو وكأنك تحاول تشويه صورة الآخرين بشكل متعمد ما يجعلك غير جدير بثقتهم على الإطلاق.
الجملة التي يستخدمها الجميع بشكل مبالغ به هي « إن كنت قد قمت بإهانتك، فأنا أعتذر»، وما تعنيه هنا هو أنك لا تظن أنك قمت بإهانته، لكن إن كان يظن كذلك فلديه اعتذارك غير الصادق. «حسناً، الأمور السيئة تحدث» أو «أظن أنه خطئي» أو «أعتذر ولكن..» معضلة هذه العبارات أنها تجعل المتحدث يبدو عديم النضج، غير صادق ويتعامل مع الأخطاء بخفة.
التطمينات المبطنة
قد تجد نفسك في مواقف عليك أن تمنح الآخر بعض التطمينات، أو أن تبدي رأيك بموضوع ما. هناك مجموعة من العبارات المستخدمة على نطاق واسع جداً وهي في الواقع أسوأ جمل يمكن استخدامها؛ لأنها مبهمة وأحياناً قد تبدو وكأنك تهدد الآخرين ما يجعلهم يتخوفون منك ويبتعدون عنك. «سأعود إليك أو سأتصل بك لاحقاً».. هذه الجملة لا تتضمن موعداً محدداً، وعليه فأنت لن تعاود الاتصال بهم.
في مواقف أخرى وخلال محاولتك جعل الآخرين يشعرون بالتحسن قد تطلب منهم «عدم التفكير بشكل مفرط بالأمر»، حسناً ما تطلبه منهم هو إعادة التفكير مراراً وتكراراً؛ لأنك غير راضٍ على الإطلاق.
خلال أزمة ما قد تعبر عن موقفك بالقول «شخصياً لا أشعر بالقلق» التطمين هذا يعبر عن الأنانية وقلة الاكتراث؛ لأن الآخر يشعر بالقلق. في المقابل وخلال جلسات الدردشة قد تتوجه لأحدهم بالقول «الجميع يظن أنك..» ما تقصده هو أنك تظن كذلك وليس أي شخص آخر. قد تحاول التخفيف من وقع مصيبة ما على أحدهم فتقول «كن سعيداً بأن..»، أو «أنت محظوظ جداً بأن الأمور سارت بهذه الطريقة»، هنا أنت تهدده بشكل مباشر، فهذه الأمور سارت بسلاسة لكن من يعلم كيف ستسير المرة المقبلة، أو كيف ستكون ردة فعلك؟