في قصة منسية من قصص الخليل، وفي تفاصيل تائهة بين حواري حارة ابو سنينة في المنطقة الجنوبية في المدينة، كانت عائلة أبو نجمة، والتي تجرعت فرحتها بنجاح ابنها ألمًا وغصة.
خلا البيت من كل مظاهر البهجة، وحتى من المهنئين إلا من عدد قليل من درجة القرابة الأولى، فالفرحة هنا غائبة بغياب صاحبها.
"كان الأصل أن يكون يوماً مميزاً، فصهيب حصل على معدل 85%، كانت مشاعر مختلطة بين فرحي بإنجازه، وألمي لغيابه"، هذا ما قالته والدة الأسير صهيب أبو نجمة لـ"فلسطين الآن".
وأضافت أم صهيب "بكيت في وفرحت في وقت واحد، فصهيب اليوم بعيد عنا، ونحن نحتفل بنجاحه وحدنا".
وتتابع حديثها "بدأ صهيب مشوار اعتقالاته باكراً، فقد اعتقل لأول مرة بتاريخ 27/4/2014، حيث مكث وقتها رهن الاعتقال حوالي شهر، وفي 25/1/2016 اتهمه الاحتلال بحيازة سكين بالقرب من المسجد الإبراهيمي، ولأن ادعائهم باطل، فقد أفرج عنه بعدها بيومين فقط".
وأكملت بنبرة جمعت الكثير من الألم: "أنهى صهيب امتحاناته في الثانوية العامة "التوجيهي"، وكنا ننتظر نتيجته بفارغ الصبر، فنحن نتوقع نجاحه بتفوق، إلا أنه وفي 20/6/2016، داهم الاحتلال بهمجيته بيتنا في رمضان، وتحديدا وقت السحور، واقتلع صهيب من بيننا للمرة الثالثة ورحل".
وتعود أم صهيب لنبرة الفخر في صوتها وتكمل: "صهيب كان متفوقاً منذ الصغر، وفاة والده منذ نحو عام وشهرين واعتقالاته لم تنل من عزيمته، فهو كان مصمماً على النجاح ليحقق حلمه بدراسة التربية الرياضية، ويصبح مدربا رياضيا".
وصهيب موقوف في سجن "عوفر"، ومعه متوقفة كل أحلامه، فلا حرية ولا دراسة، ولا مستقبل تستطيع رسمه لطالما بقيت جدران السجن سداً منيعاً بين الأسير وحياته وطموحاته التي تركها خلفه حرة.