19.69°القدس
19.82°رام الله
18.3°الخليل
25.53°غزة
19.69° القدس
رام الله19.82°
الخليل18.3°
غزة25.53°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

إخلاص الكفارنة

البيـــــت العـــــــــــــــاري

البيـــــت العـــــــــــــــاري
البيـــــت العـــــــــــــــاري
إخلاص نازك الكفارنة - فلسطين الآن

في زمن نحن أحوج به للستر ودرء أنفسنا عن الفتن بات الغريب قبل القريب يقتحم حياتنا دون استئذان ، أصبح كلٌ منا كتابا مفتوحا للآخر يقلب صفحاته أنى شاء وكيفما شاء، وحتى بيوتنا باتت بلا جدران وأسقف حقيقية تحفظها وتحفظ أسرارها، فلم تعد ما بنته السواعد من حجارة وأعمدة قادرة على حمايتنا وصون أعراضنا وخصوصياتنا المفقودة لتصبح بيوتنا عارية.

ليس غريبا أن نكون نحن من دمرنا حياتنا بأيدينا ولا زلنا، فما تقترفه أصابعنا ليلا و نهارا قصدا أو بغيره وصل ذروة الخطورة، فقد سمحنا لذاك العنكبوت أن يتشعب بين زوايا منازلنا متغلغلا في شؤونه صغيرة أم كبيرة؛ ليتعدى الأمر أدق التفاصيل، وتبدأ بعدها مرحلة المعاناة النفسية والجسدية عدا عن تفكك الأسر وخدمة العدو الصهيوني الذي وجد من مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها موقع الفيس بوك بنك المعلومات الخصب عن حياة المواطن الفلسطيني على وجه الخصوص دون عناء منه يذكر في الاستجلاب والتحصيل. 

فلكل منا صفحاته الخاصة على تلك المواقع  والتي تسابقنا في امتلاك أكبر عدد منها تحت مسمى حب الظهور والتملك دون إدراك خطورتها أو استخدامها بالشكل الحذر المسموح، كشفنا بها نصا وصورا طعامنا وشرابنا ، سهرنا ومجلسنا ، ذهابنا وإيابنا ، أبنائنا وبناتنا ، حتى مشاعرنا وأحاسيسنا الخاصة في بند ماذا تشعر وتفكر. 


والأدهى من ذلك أن البعض يخلق أشياءً فقط كي يصورها وينشرها لمتابعيه الذين يجهل معظمهم ولا يدري من أي ملة هم أو ما طبيعتهم، فما بالك بمن يصنع الطعام لمجرد التصوير، أو يقطع لحظة سعادته في رحلة ترفيهية أو جلسة عائلية من أجل صورة ينشرها على حسابه يحصل بها على علامات الإعجاب والتعليق بلا مراعاة لنفوس الآخرين الذي يشتهون بعض طعامنا أو يتمنون حياة وأطفالا كما رزقنا الله وهم قد حرموا منها. 


أليس بعد ما رأيناه من تصرفات فيسبوكية نستطيع القول أننا أمام مرض مزمن بحاجة لعلاج سريع يقضي على تلك الآفة ؛ لتغدو حياتنا قريبة للأمان أكثر، لا حسد ولا غبطة، لا تفكك ولا أمراض نفسية، نحتفظ بأسرارنا وتفاصيلنا الداخلية كلٌ لذاته لا لتلك الطاولة المسمومة، أما من الواجب علينا أن ندرك أننا على ثغر مهم ننصر به ديننا ووطننا، نعمل جيدا على اختيار القيِّم للنشر والعرض في صفحاتنا الخاصة والعامة كي نكسب الفائدة والثواب ونصلح بها نفوسا وعقولا قد غيبتها بعض الأزرار الالكترونية.