واصلت المقاتلات الأميركية غاراتها على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سرت الليبية لليوم الثاني على التوالي، بينما أكدت الحكومة الليبية أن قواتها حققت مكاسب ميدانية وضيقت الخناق على التنظيم.
وأفاد المتحدث باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص محمد الغصري أن سلاح الجو الأميركي شن الثلاثاء أكثر من خمس غارات استهدفت مواقع للتنظيم.
وأضاف الغصري أن القوات التابعة لعملية البنيان المرصوص حققت تقدما كبيرا على قوات تنظيم الدولة، وحاصرتها ضمن منطقة بحدود خمسة كيلومترات مربعة.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن العملية العسكرية في ليبيا تعتبر حماية للأمن القومي لبلاده، مؤكدا أن الضربات الجوية التي شنها الطيران الأميركي على مواقع التنظيم في سرت نُفذت بناء على طلب من الحكومة الليبية.
وأضاف أوباما أن على أميركا العمل على تمكين القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال "الجماعة المتشددة" وتعزيز الاستقرار، لضمان ألا يكون لتنظيم الدولة أي معقل في ليبيا.
في السياق ذاته، أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية الثلاثاء انها أحكمت سيطرتها على حي إضافي في وسط مدينة سرت، لتضيق بذلك الخناق على تنظيم الدولة.
وأفادت مصادر رسمية أن اشتباكات متقطعة تندلع من حين لآخر بين مقاتلي قوات البنيان المرصوص ومسلحي تنظيم الدولة.
جغرافيا المعارك
وتتولى كتائب الهندسة العسكرية الليبية تفتيش المناطق التي تمت السيطرة عليها، وتزيل منها بقايا المفخخات والألغام.
ونشرت القوات الحكومية على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسما بيانيا أوضحت فيه أنها باتت تسيطر بشكل كامل على حي الدولار وسط سرت.
وبحسب الرسم البياني فقد انتقلت الاشتباكات إلى منطقة قصور الضيافة الواقعة بين حي الدولار ومركز قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم الدولة في سرت.
وكانت القوات الحكومية الليبية أطلقت قبل أكثر من شهرين عملية "البنيان المرصوص" لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة منذ منتصف 2015.
وحققت القوات الحكومية تقدما سريعا في البداية، لكن العملية تباطأت بفعل مقاومة عناصر التنظيم الذين يعتمدون على قناصة وسيارات مفخخة يقودها انتحاريون.