كان من اللافت تضافر جهود أكثر من فصيل سوري معارض مسلح، من أجل المشاركة في المعركة الدائرة منذ أربعة أيام في مدينة حلب شمال غربي سوريا، والهادفة إلى فك الحصار الحكومي المطبق عن هذه المدينة، لا سيما أحيائها الشرقية.
ويشارك في معركة حلب -التي أطلقت عليها فصائل المعارضة المسلحة اسم "الغضب لحلب"- "جيش الفتح" و"غرفة عمليات فتح حلب" و"فيلق الشام" و"أحرار الشام" "وثوار حلب"، بالإضافة إلى مجموعات سورية مسلحة أخرى.
ويعد فصيلا "جيش الفتح" و"فتح حلب"، اللذان يضمان مجموعات مسلحة عدة، من أكبر الفصائل المشاركة في "معركة تحرير حلب"، وقد أطلقا سويا المراحل الأولى والثانية والثالثة من المعارك.
ومع احتدام المعارك على الأرض بين هذه الفصائل المسلحة والجيش السوري على الأرض، كثفت طائرات القوات الحكومية ضرباتها على مناطق عدة من حلب، في ما عزز الجيش وجوده على الأرض.
في المقابل، استنفرت فصائل المعارضة السورية المسلحة مقاتليها في مدن سورية عدة، استجابة لنداءات أطلقها أكثر من فصيل من أجل "النفير" لتخفيف الضغط عن مدينة حلب المحاصرة، التي اتسع نطاق المعارك فيها بشكل كبير.
فقد أطلقت "غرفة عمليات ريف حمص الشمالي" معركة تحت اسم "اليوم يومك يا حلب"، في محيط قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، تلبية لنداء "أشعلوا الجبهات"، الذي رفعه "ثوار حلب" من أجل فك الحصار عن المدينة.
ويبدو أن الفصائل المسلحة مصممة هذه المرة في الوصول إلى المعركة إلى آخر نقطة، لا سيما في ظل رفضهم تقارير حكومية وسورية تحدثت قبل يومين عن إمكانية الاتفاق على "هدنة شاملة" تستمر أسبوعا.
واعتبرت الفصائل هذه الخطوة مؤشر على "حشرها للجيش السوري في الزاوية في حلب"، خصوصا وأنها بدأت هجومها على المدينة بشكل مباغت ومن أكثر من محور، الأمر الذي أربك حسابات الجيش السوري على ما يبدو.