لم تتصور بلدية غزة، أنها في يوم من الأيام ستصل للحظة تمحي بها سجلات الديون المتراكمة عليها، من ملايين الدولارات التي أزهقت في حقب سابقة وسط واقع إداري ومالي مرير صعب، لكنها استطاعت أن تحول سجلات الديون التي امتلأت بالأرقام الكبيرة إلى أصفار، وأصرّت أن تصنع من الانتكاسات إنجازات وانتصارات.
"فلسطين الآن"، حاولت أن توثق ما قامت به بلدية غزة، منذ استلام آخر مجلس بلدي لها في العام 2008م، وحتى ما قبل فترة تنفيذ الانتخابات البلدية المحلية القادمة في شهر أكتوبر القادم، من خلال تقريرها الآتي.
وتعتبر بلدية غزة، من أكبر بلديات فلسطين وتخدم أكثر من سبعمائة ألف مواطن غزي، وسينافس عليها في الانتخابات القادمة من بين عشرات البلديات التي سيتم المنافسة عليها في الانتخابات القادمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
اختراق حقيقي
رئيس بلدية غزة، نزار حجازي، أكد أن ما قدمته بلديته هو اختراق حقيقي في جودة الخدمات وإنجاز العديد من المشاريع المقدمة للمواطنين في المدينة وأنها نجحت في تجاوز كافة العقبات والصعوبات التي واجهت عمل البلدية بسبب الحصار والإغلاق.
وقال حجازي، في حديث خاص بمراسلنا، "منذ استلامنا مهام عملنا في العام 2008 حملنا على عاتقنا تغيير الواقع الإداري والمالي الصعب الذي كانت تعاني منه البلدية ونجحنا في تقليص الديون والمستحقات المتراكمة على البلدية".
وبلغت رواتب الموظفين وديون الموردين، التي كانت مستحقة على بلدية غزة، أكثر من 78 مليون دولار أمريكي، والتي استطاعت البلدية بتقليصها إلى 3 ملايين دولار فقط خلال أربع سنوات فقط ، حسب حجازي.
مشاريع بـ250 مليون $
وشهدت مدينة غزة، خلال الفترة ما بين ( 2008-2016) نقلة نوعية وحضارية من خلال تطوير ورصف الشوارع وتطوير البنية التحتية من "مياه وصرف صحي"، وإقامة حدائق ومتنزهات وتنظيم عملية البناء في كافة أحياء المدينة.
وأشار حجازي، إلى أن مجموع الأموال التي تم صرفها على عشرات المشاريع والإنجازات بلغت خلال 9 سنوات تقريبًا أكثر من 250 مليون دولار.
وفيما يتعلق بمشاريع قطاع المياه والصرف الصحي، قال حجازي: "إن مدينة غزة عانت خلال السنوات الماضية من ملوحة المياه التي تصل للسكان، حيث تم تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال من خلال إنشاء وحفر آبار مياه جديدة لمواجهة الطلب المتزايد على المياه بسبب الزيادة الطبيعية لسكان المدينة".
ولفت إلى أنه تم رصف العديد من الشوارع والطرق وتأهيلها كشارع "الشهداء، الأقصى، بغداد، شعبان"، مبينًا أنه منذ العام 2008 كان عدد الآبار العاملة 25 بئر مياه، أما اليوم فتم إنشاء أكثر من 50 بئر مياه عذبة.
وأوضح حجازي أنه تم أيضا تطوير محطات المعالجة خاصة جنوب المدينة خاصة بقيمة 11 مليون يورو، ومحطة جديدة على شاطئ البحر رقم 11، بهدف استيعاب مياه الصرف الصحي والتخلص من المياه الامتصاصية.
وأما على صعيد إنشاء الحدائق والمتنزهات، فتعتبر بلدية غزة، هي من أولى البلديات التي أنشأت عشرات الحدائق والمتنزهات، وساهمت في تطوير شارع الكورنيش البحر.
وكما ساهمت بلدية غزة، في تنظيم عملية البناء في كافة أحياء المدينة، من خلال إصدارها أكثر من أحد عشر ألف رخصة بناء بشكل سنوي.
إنجاز رغم الحروب والكوارث
وأثنى على الجهود الكبيرة التي تبذلها الطواقم العاملة في بلدية غزة، والتي تعيش في ظل الحصار والإغلاق وتعرضها لثلاثة حروب شنها الاحتلال خلال السنوات السابقة.
وأضاف: "تحركت طواقم البلدية في كافة أحياء المدينة خلال أيام العدوان الأخير الذي استمر 51 يوما وعملت على تعزيز الجبهة الداخلية وصمودها وحتى يشعر المواطن بأن البلدية تعمل على توفير الخدمة الأساسية في كافة الظروف".
كما أشار حجازي إلى أن بلدية غزة استطاعت التعامل مع الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بعض أحياء المدينة، والعمل على توسيع بركة الشيخ رضوان بقيمة 3 ملايين دولار، وبركة عسقولة بحي الزيتون جنوب مدنية غزة