بعد اعتصام استمر 33 يوماً على التوالي، دون أي استجابة، أغلق أهالي مخيم البريج في المحافظة الوسطى صباح اليوم، مستوصف البريج كخطوة للتعبير عن غضبهم من عدم عمل المستوصف في الفترة المسائية، وعدم توفر سيارة إسعاف للمخيم، مطالبين وزارة الصحة بحل المشكلة.
ويشارك في الاعتصام المستمر نشطاء من المخيم، وعدد من رجال الإصلاح والقوى الوطنية والإسلامية وغرد شباب مخيم البريج بهاشتاق مكتوب عليه الرقم #45_مخيم_البريج، والمقصود به 45 ألف نسمة في مخيم البريج.
مطالب بسيطة وعادلة
بهذه الكلمات بدأ المواطن محمد أبو سمرة تغريده على هاشتاق "#45_مخيم_البريج" للمطالبة بفتح المستوصف على مدار الـ 24 ساعة كما كان في السابق لحماية أرواح أهالي المخيم وخاصة أنه مخيم حدودي.
وتابع أبو سمرة بالقول: "أين المسئولين من هذه المهزلة .. 25 يوم من الاعتصام ولا مجيب.. فلتكن جميع الخيارات مفتوحة أمامنا لتحقيق مطالبنا".
في حين طالب الصحفي عادل الحواجري بوقف مسلسل الإهمال الصحي الذي أقدمت عليه وزارة الصحة ضد مخيم قدم الشهداء والأسرى.
وأضاف الحواجري: "إغلاق المستوصف الصحي تجاه المواطنين في الفترة المسائية لهو خير شاهد ودليل على ذلك الإهمال فمن هذا المنطلق أطالب بإقالة كامل الحكومة التي تسمي نفسها بالوفاق لا وفقها الله، سأسعى جاهدا لفضح هؤلاء الذين لا دين ولا إنسانية لهم".
من جانبه قال الناشط أحمد المقادمة إن عدم وجود سيارة إسعاف داخل المخيم وتأخر وصولها كفيلة في قتل أي إصابة وهي في انتظار قدوم عربة الإسعاف.
وأضاف: "30 دقيقة تحتاجها عربة الإسعاف للوصول من مستشفى الأقصى في دير البلح إلى المنطقة الحدودية من مخيم البريج، تلك الدقائق كفيلة في قتل أي إصابة وهي في انتظار قدوم عربة الإسعاف".
خطوات تصعيدية
بدوره، أكد الناطق باسم فريق "مخيم البريج موحد" ياسر السيد، أن الفعاليات مستمرة لتحقيق مطالبهم، وأن الأيام القادمة ستشهد خطوات تصعيدية بعد إغلاق المستوصفين صباح اليوم من الأهالي الغاضبين حتى إشعار آخر.
وبين السيد في حديث لـ"فلسطين الآن"، إنه تم تشكيل خلية لإدارة الأزمة مكونة من مخاتير ووجهاء المخيم، وممثلين عن الفصائل وسيكون هناك اجتماع اليوم للتباحث وإقرار الخطوات القادمة".
وأوضح أنهم توجهوا بشكل سلمي أمس الثلاثاء، لوزارة الصحة للاعتصام هناك، مؤكداً أن 14 مستوصفاً تم إغلاقها في الفترة المسائية في مدن متفرقة من القطاع.
من جانبه، أكد رئيس بلدية البريج محمود عيسى لـ"فلسطين الآن" حاجة أهالي مخيم البريج لفتح المستوصف في الفترة المسائية، بما أنه مخيم يقع على حدودي ونقطة تماس مع جيش الاحتلال وخط مواجهة مستمرة في كل جمعة من أسبوع.
وأشار إلى أن عدد سكان مخيم البريج بلغ 45 ألف نسمة، 3000 نسمة في جحر الديك جميعهم يستخدمون مرافق المخيم، بما فيها مستوصف وزارة الصحة.
مستشفى وحيد في المحافظة
وعلى خلاف محافظات قطاع غزة، توجد بالمحافظة الوسطى مستشفى وحيدة تخدم جميع سكان المحافظة "مستشفى شهداء الأقصى"، حيث يمثل البعد المكاني لمستشفى الأقصى كونها تقع في مدينة دير البلح في الجهة الجنوبية من المحافظة، خطرا على حياة المرضى، علاوة على عدم توفر جميع التخصصات في المستشفى، والقدرة الاستيعابية القليلة مقارنة بعدد سكان المحافظة.
ويعتبر مستشفى شهداء الأقصى هو المستشفى الوحيد في المنطقة الوسطى الذي يقوم بتقديم خدمات العلاج السريري، من خلال تقديم خدمات 10 تخصصات، بالإضافة إلى قسم الاستقبال والطوارئ الذي يستقبل سنويا 95 ألف مراجع، كما يقوم المستشفى بمتابعة المرضى في العيادات الخارجية.
وقد أقيم مستشفى شهداء الأقصى على عجل عام 2001 وذلك بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وتعمل وزارة الصحة على تطوير مستشفى شهداء الأقصى من خلال بناء عدة طوابق، وافتتاح عدد من المرافق والأقسام الإضافية، غير أنها في مجملها لا تلغي حاجة المحافظة الوسطى لمستشفى إضافية بمنطقة النصيرات كونها المنطقة المنتصفة للمحافظة، وللتجمع السكاني الأكبر في المخيم ومحيطه.