عقد مقارنة استباقية بين ما سيحلّ بالتحقيق بخصوص الشاب الأردني سعيد هايل عبد الله اللحاوية العمرو -28 عاماً- الذي عرف بـ"شهيد القدس"، والشهيد القاضي رائد زعيتر -الذي ارتقى قبل عامين ونيف-، بدا منطقيا، في ضوء شعور الأردنيين بضعف حكومتهم أمام حكومة الاحتلال.
التفاعل لم يتوقف عند عقد المقارنات، بل تعدى ذلك وصولا لمطالبة الحكومة بأي تصريحات حول الحادثة، الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة.
واستقبل الأردنيون نبأ استشهاد شاب من قرية مغير في الكرك جنوبي العاصمة الأردنية، بالكثير من الحسرة خصوصا أنه استشهد برصاص الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى في القدس الشريف بعد تأديته صلاة الجمعة.
لا عزاء
لاحقا لانتشار الخبر، أعلن ذوو الشاب الأردني ذو الأصول الكركية أنهم لن يستقبلوا التعازي بابنهم إلا بعد تسلمهم لجثمانه ودفنه في مسقط رأسه بمحافظة الكرك جنوبي الأردن.
وبيّن ابن عم الشهيد أنه خرج من منزله في قرية مغير شمالي الكرك الخميس في رحلة "سياحية" هي الأولى للضفة الغربية معلناً أنه "سيصلي الجمعة في المسجد الأقصى"، فيما أبلغت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين العائلة مساء أمس الجمعة باستشهاد ابنها عند باب العامود قرب باحة المسجد الأقصى في مدينة القدس.
واشترطت العائلة تسلم جثمان الشهيد ومعرفة تفاصيل مقتله والتحقيق في الحادثة من الحكومة الأردنية؛ لقبول التعازي وفتح بيت عزاء بعد دفنه في مسقط رأسه.
وكان الشهيد العشريني أعزباً ويعمل لدى سلطة المياه في لواء القصر بمحافظة الكرك ولديه 5 إخوة و4 أخوات، ولم يكمل مسيرته الأكاديمية بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة قبل عشر سنوات.
صمت حكومي
من جانبها قالت مصادر في شرطة الاحتلال إن الشاب كان يحمل سكيناً وتوجه لطعن أحد أفراد جيش الاحتلال ما دفعه لإطلاق النار وقتله على الفور.
ولم تخرج الحكومة عن صمتها بالخصوص حتى لحظة إعداد التقرير إلا أن مقربين من الشباب قالوا انه كان يحلم بالشهادة في المسجد الأقصى.
ولم ينفِ أحد أو يؤكد نية الشاب الطعن، إلا أن الناشطين تفاعلوا بطريقة واسعة مع الحادثة مطالبين وزارة الخارجية بتحمل مسؤولياتها تجاه الحادثة، والتحقيق الجاد فيها بصورة تختلف عما جرى مع القاضي زعيتر الذي استشهد برصاص الاحتلال قبل أكثر من عامين ولا أحد يعلم مصير التحقيق حول كيفية استشهاده.
واستشهد القاضي رائد زعيتر عند واحدة من نقاط التفتيش على جسر الملك حسين في العاشر من آذار عام 2014، إلا أن اللجنة الثلاثية التي شكلت للوقوف على ملابسات الحادثة لم تخرج بنتائج حتى اللحظة وما زالت عائلة زعيتر في العاصمة الأردنية عمّان تطالب بكشف حقيقة مقتل ابنها برصاص القوات الإسرائيلية.