رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة، إلا أنّ ازديادًا ملحوظًا في انتشار عدد الشاليهات والمنتجعات السياحية، أو ما بات يعرف بالشاليهات الخاصة، والتي أصبحت خيار العديد من العائلات الميسورة، في قضاء أجواء ترفيهية في أي إجازة يقضونها.
"فلسطين الآن"، حاولت من خلال تقريرها الآتي تسليط الضوء على هذه الظاهرة، وهل أن رواجها في الإقبال عليها سيبقى رغم انتهاء فترة الصيف أم أنها ظاهرة ستنتهي بانتهاء الصيف.
وتختلف آراء المواطنين حول مدى رغبتهم بالتوجه لاستئجار شاليهات ومنتجعات خاصة بهم وبعائلاتهم بعد انتهاء فترة الصيف، بينما يعجز الكثيرون عن تحمل تكاليف الاستجمام في منتجع خاص.
الحاج أبو إياد مدوخ (57 عاماً)، يفضّل استئجار شاليه خاص به وبعائلته بدلاً من الذهاب إلى الأماكن الترفيهية العامة من شاطئ البحر أو المتنزهات العامة.
ويقول خلال حديثه بمراسلنا: "نشعر بنوع من الخصوصية والأمان لأطفالنا، والاستمتاع واللهو والسباحة، بعيداً عن ضجيج البشر أو تلوث مياه البحر".
مرتفعة السعر لكنها آمنة
ويُقر الحاج مدوخ بأنّ "بدل إيجار الشاليه مرتفع جدًا، مقارنة بأسعار الخيام الشعبية المنتشرة على الشاطئ"، إلا أنّ الشاليه هو المكان الأكثر راحة وأمناً له ولعائلته.
ويضيف: " بغض النظر عن ارتفاع تكاليف الاستئجار، يكفي أننا نحافظ من خلاله على أرواحنا وأراوح أطفالنا".
أما الشاب محمود بلبل، والذي يفضّل استئجار الشاليه رغم عدم مقدرته على تكاليف مثل هذه الرحلات إلا أنّه يحاول التخفيف من أعباء دفع إيجار الشاليه، من خلال تنسيق رحلة مع أقرانه وأصدقائه، وتقاسم المبلغ المدفوع، وهذا ما يجعله قادرًا على دفع التكاليف.
ولم يستبعد الشاب "بلبل"، إقباله على استئجار الشاليه في الأيام المشمسة في غير فصل الصيف، مشيرًا إلى أن أجواء قطاع غزة أجواء مشمسة ولطيفة ومتوفرة في جميع فصول السنة.
الحاج أبو محمد شملخ، صاحب أحد المنتجعات على شاطئ بحر مدينة غزة، أوضح أن "أسعار استئجار الشاليه لديه تراوح بين 300 - 500 شيكل لليوم الواحد، بحسب الأيام والمواعيد".
ولفت شملخ إلى أن أسعار استئجار الشاليهات مناسبة وفي متناول الجميع "خاصة وأنه يتّسع لأكثر من 30 شخصاً ما يجعلهم قادرين على تقاسم المبلغ فيما بينهم".
ركود اقتصادي
وتعاني العديد من المنتجعات والشاليهات من حالة ركود اقتصادي، نظراً لانتهاء فترة الصيف والأوضاع الصعبة التي يشهدها قطاع غزة، حسب شملخ.
وتحاول بعض المنتجعات، لتوفير أفضل الخدمات لزبائنها، من خلال تحويل نظام المسبح لتدفئة مياهه، وجعل المسابح مغلقة لكي لا تتأثر بمتغيرات الطبيعة، وتركيب غرف البخار والساونا بما يتناسب مع أجواء باقي فصول السنة.
وتلجأ الكثير من العائلات الفلسطينية الميسورة في قطاع غزة، إلى قضاء أوقات الإجازة في هذه المنتجعات والشاليهات المنتشرة بكثرة على طول ساحل بحر القطاع، برغم ارتفاع كلفتها المالية التي تتجاوز المئة دولار أمريكي في قضاء 12 ساعة ما يعادل نهار اليوم أو ليلته في الشاليه الواحد.