منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في صيف 2014، انطلقت ما بين فترة زمنيّة وأخرى، صواريخ متفرقّة، لم تعلن جهة رسميّة تبنّيها، أو تبنّتها جهات غير رسميّة، وغير واضحة للشعب الفلسطيني.
وعقب كل صاروخ انطلق من قطاع غزة، كانت الطائرات الإسرائيلية، والمدفعية المنتشرة على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، تضرب أهدافًا عديدة في قطاع غزة، واستشهد وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين جراء الغارات التي كان معظمها ليلًا.
هذه الصواريخ التي تنطلق في أوقاتٍ غير معلومة، أثارت غضب الفلسطينيين بشكل عامٍ، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين وصفوا الصواريخ بالمشبوهة وغير الوطنية، مطالبين بلجم هؤلاء، الذين يكلفون الشعب الفلسطيني الكثير من الدماء والجهود في مرحلةِ الإعداد والتجهيز.
سخط شعبيّ
وتعقيبًا على إطلاق الصواريخ، استطلعت "فلسطين الآن" آراء المواطنين الفلسطينيين، للتعبير عن آرائهم حول الصواريخ ومطلقيها في أوقاتِ غير الحروب.
يقول المواطنُ محمد لبّد (29 عامًا)، بأن هذه الصواريخ في هذه الأوقات، ودون سابق إنذار، تضر بمصالحِ الشعب الفلسطيني، نافيًا أن تكون من باب المقاومة، معللًا بأن الذي يريد أن يقاوم فلينتظر جولة أو حرب جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف: الصواريخ تنطلق في أوقاتٍ غير معلومةٍ، للمقاومين ولا للشعب الفلسطيني، الذي يتفاجأ من حجم الرد الإسرائيلي، على الرغم من عدم تأثير الصاروخ على المستوطنات الإسرائيلية.
أما المواطن أبو محمد عيسى (53 عامًا)، فوصف مطلقي الصواريخ في غير أوقات الحروب، بالمشبوهين، موضحًا بأنّهم يعرضون حياة المقاومين والمعدين في الساحات والميادين والدورات التدريبية للخطر الشديد، نظرًا لعدم استعدادهم للرد الإسرائيلي.
ويبيّن إبراهيم حسان (24 عامًا)، بأنّ الصواريخ في هذه الأثناء، تعطّل مرحلة الإعداد والتجهيز لدى المقاومة الفلسطينية، ويتمكن الاحتلال من ضرب أهداف مهمة للمقاومة الفلسطينية.
أحداث أمس
وكانَ قد أطلق مجهولون صباح أمس صاروخًا سقط في مستوطنة سيديروت الإسرائيلية، و تسبب بأضرارٍ بسيطةٍ لأحد المنازل الإسرائيلية، وردّت الطائرات الإسرائيلية والمدفعية، بقصف 30 هدفًا داخل قطاع غزة.
وتحطّمت طائرة إسرائيلية بعد عودتها من مهاجمة مواقع بقطاع غزة داخل قاعدة "رامون" بالنقب ومقتل طيارها تساؤلا، حول السبب الحقيقي الذي أدى لانفجارها خلال محاولة هبوطها.
وتباينت آراء المحللين الإسرائيليين، حول عدم رد القسّام على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ما بين تحقيق الردع الإسرائيلي، وما بين الاحتفاظ بالرّد ومواصلة الإعداد الذي يرعب الإسرائيليين وقادتهم.
ولاقى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، إدانة واسعة من الحكومة والفصائل والخارجية.
غضب مواقع التواصل
واتفق معظم المغردين والناشرين عبر صفحاتِ التواصل الاجتماعي، على أن مطلقي الصواريخ في هذه الأثناء، لا يريدون الخير لفلسطين ولا للشعب الفلسطيني، مطالبين بلجم الأعمال الفرديّة المشبوهة، الخارجة عن الإجماع الوطني.
وتساءل المغردون، أين هم هؤلاء حين تشتعل الحربُ بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين مطلقي الصواريخ، بإبراز قوتهم وقصفهم نحو المستوطنات الإسرائيلية في المواجهات، وعدم إثارة البلبلة في صفوف الشعب الفلسطيني، وإرباك صفوف المقاومة في هذه الأوقات العصيبة.