رغم مرور أكثر من 45 يوماً على بدء العام الدراسي الجديد، إلا أن بعض المدارس في محافظة نابلس ما تزال تعاني من نقص في المعلمين والمعلمات في عدة مباحث، ما تسبب بعرقلة العملية التعليمية في تلك المدارس.
رافق ذلك حالة من الغضب العارم من أولياء الأمور، الذين اتهموا مديرية التربية والتعليم بنابلس بالتقصير تجاه إيجاد حلول لهذه الأزمة.
ومن المدارس التي تعاني من نقص المعلمين مدرسة "عراق التايه" للإناث، إذ تفتقد لمعلمتين في مادة الرياضيات للمراحل الإعدادية من الصف السادس وحتى الثامن.. ومدرسة "كفر قليل" للذكور التي ينقصها مدرس لمادة اللغة الانجليزية للصفوف العليا، إضافة إلى ذلك مدرسة "الكندي" التي ينقصها مدرسين لمباحث للعلوم والأحياء أيضا للصفوف من الثامن وحتى العاشر.
لا حلول
يقول ولي أمر طالبة في مدرسة علي الطيبي الواقعة في منطقة شارع التعاون بنابلس إن المدرسة تفتقد لمعلمة للغة الانجليزية للمراحل الدنيا من الصف الأول وحتى الصف الرابع.. وأضاف في حديثه لـ"فلسطين الآن": "زرنا المدرسة مرات عديدة، والتقينا بالمديرة التي وعدت بحل المشكلة، لكن دون جدوى.. تحدثنا مع التربية بنابلس لكن أيضا دون نتيجة تذكر".
وأوضح أن التأخر في حل هذه القضية يعني مزيداً من الإرهاق على كامل الطلبة وتدميرا لمسيرة التعليم، إذ أن الوقت يمضي واقتربت الامتحان نصف الفصلية دون أن تتلقى ابنته وزميلاتها درسا واحدا باللغة الانجليزية..
مشكلة ثلاثية
وهناك مشكلة أيضا في مدارس أخرى، أبرزها ثلاث مدارس في بلدة بيت فوريك إلى الشرق من نابلس.
يقول رئيس مجلي أولياء الأمور في البلدة عماد الحج محمد إن مدير المدرسة الأساسية العليا في بلدة فوريك وهي من الصف الخامس حتى الثامن وبها 16 شعبة و650 طالبا و27 معلما... حصل مديرها على تفرغ كامل في اتحاد المعلمين، وبدء العام الدراسي دون وجود مدير فيها.
وتابع "أبلغنا التربية قبل بدء الدراسة بالمشكلة ووعدوا بحلها.. لكن دون جدوى".
كما أن المدرسة الثانوية جرى نقل مدرس الرياضيات لمدرسة بنابلس، وجاءوا بأوراق لمعلم لكنه أسير في سجون الاحتلال ومحكوم بالسجن لمؤبد.. بحجة الحفاظ على وظيفته، على أساس أن يأتوا ببديل له، لكن حتى الآن لم تتم الأمور كما يجب.
ويستدرك "المصيبة أن هذا المدرس لطلبة التوجيهي.. فكيف سيتابعون دراستهم ويستعدون لامتحان الثانوية دون وجود معلم لمادة بالغة الأهمية وهي الرياضيات".
ويوجز الحج محمد مشكلة مدارس بلدهم أنها تتلخص بـأن "3 مدارس بها نقص في المعلمين، و4 مدارس نقلوا إليها معلمين كعقاب لهم.. والكل يعلم أن المعلم المعاقب لا يمتلك الكفاءة وعنده مشكلة ونفسيته سيئة.. فماذا نفعل؟".
جيش من الخريجين
لكن أبو محمد منصور من قرية كفر قليل وهو ولي أمر طالب في مدرسة القرية الأساسية فاعتبر أن "جريمة ترتكب بحق طلابها، إذ لم يتلقوا أي حصة في اللغة الانجليزية حتى اللحظة"، متهما في حديثه لـ"فلسطين الآن" مديرية التربية بالتقصير والتسبب بضياع مستقبل ابنائهم.
وتشاركه الرأي والدة إحدى الطالبات في مدرسة "عراق التايه" شرقي نابلس، إذ تفتقد المدرسة لمعلمتي رياضيات.. وتتسائل "لدينا جيش من الخريجين العاطلين عن العمل، فأين التربية عنهم.. لماذا لا يأتون بهم بدلاء بشكل مبدئي حتى يجدون حلا لتلك المشاكل؟".
الحل قريب
من جهته، رفض مدير التربية والتعليم في نابلس مصطفى الصيفي الرد على اتصالاتنا، لكن مدير العلاقات العامة في المديرية أسحق السامري، قال إن التربية تتابع كل هذه المشاكل وتعمل على حلها بأسرع وقت ممكن لأنها تدرك خطورة وجود نقص في المعلمين، مشيرا إلى الملف ليس بيد المديرية فقط، بل تتدخل فيه وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية وديوان الموظفين العام.
وجدد تأكيده أن المديرية تعمل على ملء الشواغر التعليمية في كافة مدارس دون تأخير أو مماطلة، لكن لكل مدرسة ظروفها الخاصة.
وتابع في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن "بعض المعلمين سافروا دون إذن، وآخرون استنكفوا عن العمل.. كما أن بعضهم رفض نقله وبقي في مدرسته القديمة أو في بيته.. لذا بحسب القانون ننتظر مدة 14 يوما لاتخاذ القرار المناسب وتوفير المعلمين".
ووعد السامري بحل تلك المشاكل مع بداية الأسبوع القادم، مؤكدا بأن الوزارة والمديرية تكرسان جميع جهودهم لحل هذا النقص والتغلب عليه.
وفي سياق متصل أشار السامري إلى أن عملية النقل اللوائي للمعلمين بين مديرية نابلس ومديرية جنوب نابلس، تقف عائقا في كثير من الأحيان أمام تعيين المعلمين وملء الشواغر التعليمية المختلفة في المدارس، التي تحتاج إلى موافقة من وزارة التربية والتعليم.
يذكر أن العام الدراسي الجديد للعام 2016 _2017 قد بدأ في 24 أغسطس/آب الماضي، ورافقه تغير في مناهج المراحل الدنيا الأساسية من الأول وحتى الرابع، إضافة إلى إحداث تغيرات وتعديلات في نظام الثانوية العامة، ما خلق العديد من المشاكل والشكاوى من الطلبة وذويهم.