هناك فرق بين إعلان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن موافقته على إقامة دولة فلسطينية مترابطة، وبين إجابته بـ(نعم) على سؤال عابر لـ(CNN)؛ هل تقبل _أي نتنياهو_ أن يعتقد الفلسطينيون بأنه يجب أن يكون لديهم دولة مترابطة؟، والفرق هو أن (إسرائيل) بعد 20 عاماً من التفاوض لا تجد غضاضة في أن "يعتقد" الفلسطينيون بوجوب قيام دولتهم ولكن، أين ومتى؟ فذلك لن يكون حتى بعد مئة عام لو أن قيام الدولة الفلسطينية مرتهن بموافقة (إسرائيل) وعملية "سلام". الغريب أن صحفًا عربية عريقة بقدر "القدس العربي" وغيرها أبرزت الخبر بشكل ملفت؛" نتنياهو يؤيد إقامة دولة فلسطينية مترابطة" ولا صحة لعنوان الخبر ولا أهمية للخبر ذاته وخاصة أن تلك الزوبعة طغت على قرار (إسرائيل) الرسمي بإضفاء "الشرعية" على ثلاث مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وهي: بروقين ورحليم في شمال الضفة وسنسنة في جنوبها، وهذا يتنافى مع تعليق نتنياهو على السؤال المشار إليه بقوله "دولة ليست كالجبنة السويسرية" وذلك للدلالة على ترابطها وعلى سخريته من أحلام أنصار السلام، فالجنبة السويسرية مترابطة جداً ولكن المستوطنات جعلت دويلة الكانتونات الفلسطينية المستقبلية كالبقع على جلد نمر هرم وتكاد تختفي. واضح أن نتنياهو رد بشكل عملي على الرسالة التي بعث بها السيد الرئيس محمود عباس عبر "كبير" المفاوضين الدكتور صائب عريقات لإقناعه بالتخلي عن الاستيطان والعودة إلى طاولة المفاوضات، وكأنه يقول للمفاوضين الفلسطينيين: جوابي ما ترونه لا ما تسمعونه، المزيد من المستوطنات للإسرائيليين في الضفة وهدم البيوت والتشريد للفلسطينيين، وأعلى ما في خيلكم اركبوه حتى لو كانت الأمم المتحدة أو مجلس الأمن. من الواضح أن الطريق إلى الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لن تكون من خلال اتفاقية أوسلو، فالاستيطان لا يتوقف رغم تهديدات السلطة المتكررة ولجوئها إلى الأمم المتحدة، أي أن غصن الزيتون الذي رفعه الراحل أبو عمار جف وتكسر تحت بلدوزرات الاحتلال واحترق بوعود الرباعية الدولية ولم يبق منه سوى بعض الرماد يذره نتنياهو في عيون الفلسطينيين في المناسبات "السعيدة".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.