حالة من الصدمة تعيشها عائلة الشهيد بسيم صلاح من مدينة نابلس، بعدما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم فجر الخميس، ووضعوا إشارات على غرفه، وأبلغوهم بنيتهم هدمه دون تحديد موعد لذلك.
تقول أم الشهيد -الذي ارتقى خلال محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة في 29-11-2015- إن نحو خمسين جنديا اقتحموا المنزل الكائن في شارع ابن رشد نحو الساعة الثالثة فجرا، وسألوا عن بعض التفاصيل التي تتعلق بمن يسكنه، وعددهم، وعن خطوط المياه والكهرباء وتمديدات الغاز وغيرها.
وأضافت لـ"فلسطين الآن" إن "الضابط ومعه عدد من الجنود وضعوا إشارات مربعة صغيرة على بعض الجدران، وأرقاما على جدران أخرى، لم نفهم معناها".
ثلاثون شخصا
وبلهجة حزينة قالت والدة الشهيد إن نحو ثلاثين نفرا وهم إضافة إليها ثلاثة من أبنائها وزوجاتهم وأولادهم يقطنون هذا البيت المشيد منذ أكثر من مائة عام.
وتابعت "هذا بيت العائلة، أي أن الأجداد والآباء سكنوه قبلنا.. وقد عملنا على توسعته قبل عدة سنوات حتى يستوعب الأعداد المتزايدة من الأحفاد".
ضرر فادح
وأشارت إلى أن البيت مشترك في ثلاث جهات مع منازل مجاورة للجيران، وفي حال تم هدمه، ستلحق بها أضرار فادحة لا يمكن إصلاحها.
كما أن أحد أشقاء الشهيد يقطن في غرفتين تقعان تحت المنزل القديم، وهذا يعني أنها أيضا ستكون مهددة بالهدم حال قام الاحتلال بأي خطوة.
تحرك قبل الكارثة
من جهته، قال شادي شقيق الشهيد إنه لا يعرف الأسباب التي دفعت الاحتلال ليعودوا إليهم بعد نحو 11 شهرا على استشهاد أخيه.
وتابع "لا نعرف لماذا اليوم جاءوا ليهددونا بهدم منزلنا؟ وللأسف لا أحد يملك الإجابة".
وأوضح لـ"فلسطين الآن" أن الغريب في الأمر أن الشهيد بسيم غادر منزل العائلة قبل أكثر من 10 سنوات حين استقر في منزل منفصل في منطقة رأس العين بنابلس، "طبعا لا نريد أن يذهبوا ويهدموا ذلك المنزل، لكن فعلا لا نعرف لماذا تذكرونا اليوم؟؟".
وطالب شادي محافظ نابلس والمؤسسات الحقوقية بالوقوف معهم والتحرك العاجل قبل وقوع الكارثة -كما وصفها-. قائلا "لا نريد أن يستفرد بنا الاحتلال ونجد أنفسنا في العراء بعد فترة قصيرة. على السلطة بكل أذرعها أن تتحرك، وعلى المؤسسات الحقوقية أن توكل لنا محاميا يساعدنا في ملفنا هذا".
وكان الاحتلال قد هدم فجر الثلاثاء الماضي 11-10-2016 منزل الأسير أمجد عليوي، المسؤول عن خلية "إيتمار" التي قتلت مستوطنين إثنين قرب حاجز "بيت فوريك" شرقي نابلس في أكتوبر 2015، وكانت الشرارة وراء اندلاع انتفاضة القدس.
وبذلك يرتفع عدد المنازل المأهولة التي هدمها الاحتلال في نابلس إلى ستة منازل.