12.23°القدس
11.99°رام الله
11.08°الخليل
15.77°غزة
12.23° القدس
رام الله11.99°
الخليل11.08°
غزة15.77°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

تقرير "فلسطين الآن"

نابلس: المدارس الجديدة تواجه "الاكتظاظ" وتعزز "المسئولية المجتمعية"

546b06f0fba39d8dbc21c776d3653957
546b06f0fba39d8dbc21c776d3653957
نابلس - مراسلنا

في شارعٍ واحدٍ بمنطقةِ المخفيةِ بنابلس، ثلاثُ مدارس لا يفصلُها عن بعضِها سوى أمتار قليلة، أحدثُها مدرسةُ عمر العالول التي أُعلن عن افتتاحِها مؤخرا، بالتزامن مع افتتاحِ مدرسةِ الشيخ أسعد شرف في حيٍّ آخرَ بالمدينة.

جاء هذا بعد أيام من افتتاح مدرسة جلقموس الثانوية للبنين، في مديرية تربية جنين، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بكلفة قاربت على مليون دولار.

المدارس الجديدة، جاءت كمحاولة من الجهات الرسمية المتمثلة بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ومن المؤسسات الأهلية مثل المجالس المحلية والبلدية لحل أزمة الاكتظاظ في المدارس.

فغالبية المدارس الحكومية تعاني من ارتفاع عدد الطلبة في الصف الواحد، ففي بعضها يصل عدد الطلاب إلى نحو 40 طالبا أو طالبة، وهو رقم مرتفع جدا في ظل المعايير العالمية للتعليم.

إيجابية أخرى تتمثل في تعزيز المسئولية المجتمعية. فعدد لا بأس به من المدارس الجديدة جاء بتبرع كامل من ميسورين فلسطينيين، سواء كانوا في الداخل أو الخارج.

مدارس نموذجية

مدرستا العالول وشرف، نموذجيتان. فالأولى للمرحلةِ الدنيا من الصَّف الأول حتى الرابع للإناث، بواقعِ شعبتين لكل مرحلة، وتضم نحو مئة وعشرين طالبةً فقط. فيما الثانيةُ من الخامسِ حتى التاسعِ الأساسي للإناث أيضا.

تقول مديرة مدرسة العالول حورية عبد الهادي إن الإقبال على المراحل الأساسية، وتحديدا الدنيا كبير جدا، والمدرسة جاءت في حي سكني مكتظ، إذ كانت الطالبات يدرسن في مدرسة مجاورة من الصف الأول حتى التاسع، وعددهن كبير، ولم تكن الطالبات يشعرن بالراحة في الدراسة، ولا يستمتعن بالمرافق العامة كالساحات والملاعب.

وتابعت "عندما جاءوا ورثة المرحوم عمر العالول، المهندس عبد العفو والدكتور جمال وطرحوا على الجهات المختصة في نابلس تشييد مدرسة عن روح والدهم، وقع الاختيار من بلدية نابلس على الحي الغربي من منطقة المخفية، وبالفعل في وقت قياسي انتهى بناء المدرسة، وانتقلت الطالبات الصغيرات إليها".

أدق التفاصيل

ويؤكد مهندس بلدية نابلس عزام قصراوي أنه روعيت في البناءِ الجديدِ الذي أشرفتْ عليه البلديةُ أدقُّ التفاصيل، فيما يتعلقُ بسعةِ الصفوف والتهوية والإضاءة، إضافةً إلى المرافقِ العامةِ والساحاتِ، من أجل توفيرِ بيئةٍ تشجعُ على التعلمِ لدى شريحةِ الطلبة.

وتابع "بعد أن جاء ورثة المرحوم العالول واقترحوا إنشاء مدرسة، كان على عاتقنا أن نختار المكان، وبالفعل فهذا الحي بحاجة لمدرسة للمراحل الدنيا إناث، ونحن نملك قطعة أرض هنا.. وبعد إتمام الأوراق باشرنا العمل".

وتضم مدينةُ نابلس -حسب قصراوي- نحو مئة وعشرين مدرسةً للمراحلِ المختلفةِ، في وقتٍ يستمرُ العملُ فيه لاستكمالِ البناءِ في عددٍ آخرَ منها، لتكون جاهزة لاستقبال الطلبة مع انطلاق العام الدراسي الجديد.

تبرع سخي

المدرستان أُنشئتا على نفقةِ عائلتي العالول وشرف، تقديراً منهما لأهميةِ العلم ولإدراكِهم الحاجةَ الماسةَ لبناءِ المزيدِ من المدارس في ظلِّ النقصِ الشديدِ في عددها.

من أجل هذا أشاد رئيس لجنة إدارة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة بعطاء أبناء مدينة نابلس أينما وجدوا، وتسخير إمكاناتهم من أجل أن تستعيد نابلس مكانتها كحاضنة للعلم والعلماء.

وتابع "أبناء نابلس أثبتوا صدق انتمائهم لمدينتهم من خلال المشاريع الهامة في ظل ما نواجهه من ظروف صعبة فرضها الاحتلال من خلال إجراءاته".

وأكد طبيلة أن الانتماء لنابلس لا يكون بالكلام فقط، وإنما بالفعل والعطاء لتكون نابلس في المقام الذي يليق بها. شاكرا العائلتين المتبرعتين وجميع العائلات التي قدمت لنابلس في مختلف المجالات، وأكد على الحاجة إلى تكاتف الجميع للعمل من أجل المصلحة العامة.

عائلة شرف، على لسان المربي بشير شرف، شكر كل من كان له دور في تمكين العائلة من انجاز صرح علمي جديد في نابلس، معربا عن أمله بأن ترفد وزارة التربية المدرستين الجديدتين بما تحتاجه للقيام بعملها على أكمل وجه.

ودعا شرف إلى توحيد الجهود من أجل الرقي بالوطن، مؤكدا أن فلسطين تجمع ولا تفرق، وكانت وستظل مجتمع التكافل والتضامن.

مدرسة جلقموس

وقبل نحو أسبوع، كان وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، يفتتح برفقة القائم بأعمال مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "جوناثان كامين"، مدرسة جلقموس الثانوية للبنين، في مديرية تربية جنين، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتنفيذ مؤسسة "أنيرا"، بتكلفة حوالي 970 ألف دولار.

وتضم المدرسة، التي تحتضن حوالي (218) طالباً من الصفوف (10-12)، عدة غرفة صفية نموذجية، وقاعات متعددة الأغراض، ومختبر حاسوب، ومختبر علوم، وملعب، ومكتبة، إضافة إلى الغرف الخدماتية الأخرى، والساحات والوحدات الصحية وغيرها.

وأكد صيدم أن تشييد هذه المدرسة الجديدة يندرج في إطار الحرص الذي توليه الوزارة لتوفير تعليم نوعي لجميع الطلبة، لافتاً إلى أن الوزارة تبذل قصارى جهدها من أجل تطوير المنظومة التربوية،

أما "كامين" القائم بأعمال مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ، فأوضح أنه تم تزويد المدرسة بكافة الاحتياجات والمرافق التي من شأنها خدمة الطلبة ومستقبلهم التعليمي.