منذ انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني عام 1965، وحتى اللحظة لم تنظم سوى ست مؤتمرات في تاريخها، وعلى الصعيد أثار قرار رئيس السلطة محمود عباس مساء أمس بتحديد موعد المؤتمر السابع في الـ29 من الشهر الجاري، العديد من التساؤلات وهل تحاول السلطة التقاط أنفاسها الأخيرة، ولم الشمل، وما التوقيت والدلالات التي عجلت ترتيبات المؤتمر بعد سنين من فشل الانعقاد.
"على قدم وساق" تجري السلطة و تحاول حسم الصراعات، بعد عقد القيادي في حركة فتح محمد دحلان مؤتمر "العين السخنة" في جمهورية مصر العربية والتي حضره عدد من قيادات وكوادر حركة فتح، والتحذيرات الإسرائيلية المتكررة في الآونة الأخيرة بأن السلطة على حافة الانهيار.
الباحث والمحلل السياسي حمزة أبو شنب رأى أن خطوة رئيس السلطة محمود عباس بعقد المؤتمر ستعمق خلال الأيام القادمة المزيد من الصراعات، بين العلاقات الفتحاوية من حيث أن الفريق المقصى لن يستسلم، وعضوية المشاركين وفئاتهم ستشهد خلافًا واسعاً على التمثيل.
وأشار إلى أن هناك إصرار من قبل عباس على عقد المؤتمر بدون النائب دحلان والمؤيدين له، متوقعاً أن يحدث إرباك ليس باليسير وقد لا يتمكن الفريق المقصى من تعطيل المؤتمر.
ولفت إلى أن عباس يحاول بهذه الخطوة التهرب من أزمة الضغوط للأمام بالتعجيل في التخلص من التيار المناويء له.
وحول الرد المتوقع من قبل القيادي في حركة فتح محمد دحلان على مثل هذه السيناريوهات قال أبو شنب: " ثمة رأيان داخل تيار دحلان، الأول: إعلان الانشقاق عن فتح ويؤيده المستقلين والمقربين للحصول على مواقع ريادة داخل التيار، والرأي الثاني والذي يقوده سمير المشهرواي وهو الأقوى مع الاستمرار بالضغط للعودة لفتح".
وختم أبو شنب حديثه بالقول إن قرار المركزية بعقد المؤتمر سينعكس على واقع المخيمات في الضفة ولبنان وستشهد خلال الأيام القادمة مزيداً من التوتر.
ضغوطات مصرية
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن إعلان عباس عقد المؤتمر في هذا الوقت جاء بعد ضغوطات مصريه تجلت واضحة أمام عباس من خلال كيفية تعامل مصر مع دحلان التي نفضت يدها منه وهي تعمل على الآن على رسم النهاية التي سيكون عليها.
ولفت الصواف في مقال سابق له إلى أن عباس بزيارته أو جولته الأخيرة لتركيا وقطر كان يسعى إلى التلويح لمصر تحديدا بأن هناك بديلا، وهو يعلم ومصر تعلم بأن هذا البديل لا ينسجم مع فكره ومنطقه وما يخطط له؛ ولكنه يريد بيع أوهام للشعب الفلسطيني حين أشاع عبر عزام الأحمد أن حماس طلبت اللقاء بفتح من أجل المصالحة، وأن فتح تدرس الطلب وسترد عليه وظن البعض أن هناك إعادة تفكير جديدة لدى عباس في إنهاء الانقسام وعقد مصالحة حقيقية من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
وحول إمكانية تأجيل المؤتمر استبعد الصواف هذا الطرح، مشيراً إلى أن حركة فتح ومحمود عباس يمران بضغوط وتحديات صعبة في الوقت الراهن لا تسمح بتأجيل المؤتمر كالفترات السابقة.
وبين أن الناتج الأبرز التي قد يتمخض عن المؤتمر هو إيجاد نائب فعلي لرئيس حركة فتح محمود عباس.
وأعلن رئيس السلطة محمود عباس مساء أمس الثلاثاء، أن اللجنة المركزية لحركة "فتح" قررت وبالإجماع عقد المؤتمر السابع للحركة يوم الثلاثاء، التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري.
وكانت فتح عقدت مؤتمرها العام السادس في آب/أغسطس عام 2009 في بيت لحم بعد انقطاع استمر 20 عاما، وتضمن انتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين للحركة.