معضلة متجددة في كل موسم، تلك التي تتعلق بتوفير الدعم المالي وميزانيات الفرق في دوري الوطنية موبايل لأندية قطاع غزة، خاصة مع اعتماد الفرق على رعاية شركة الوطنية موبايل، ومنحة الرئيس، الأمر الذي دفعها مؤخراً لتعليق مشاركتها في المسابقة المحلية.
وعلى الرغم من غياب فرص التمثيل الخارجي للفرق أبطال الدوري، لم يمنعها ذلك من تعزيز فرقها بلاعبين مكلفين مادياً في ظل مشاركتها في مسابقات محلية لازالت تعد فرق هواة.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها على مدراء ورؤساء الفرق الرياضية في بداية كل موسم، لماذا وصلت أنديتنا لهذه المرحلة؟.. وأين مواردها المالية؟.. وما هي طرق تقليل حجم المصروفات الهائل لهذه الأندية؟.
أزمة وحلول
عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية، أكد أن أندية الدرجة الممتازة ستحصل الأسبوع الحالي على جزء من منحة شركة الوطنية موبايل الراعي للدوري الممتاز في قطاع غزة.
وقال هنية أن كل نادٍ بالدرجة الممتازة سيحصل على مبلغ 8 آلاف دولار من رعاية شركة الوطنية موبايل، متمنياً التوفيق للجميع في الموسم الرياضي.
وكانت أندية الدرجة الممتازة أعلنت في وقت سابق تجميد مشاركتها بالدوري بعد الجولة السادسة في حال عدم حصولهم على منحة شركة الوطنية، في ظل معاناة الأندية وعدم قدرتها على صرف رواتب اللاعبين.
معاناة متوقعة
أخطاء بالجملة في بناء وتجهيز الفرق الرياضية في القطاع قبل انطلاق الدوري، فرق تسارع إلى التعاقد مع 6 لاعبين وأخرى تضم 10 لاعبين مما يضع الفريق على المحك ويسقطه في مأزق مالي صعب مع توالي جولات مسابقة الدوري.
الصحفي بجريدة وموقع "الرسالة نت" فادي حجازي بين في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن أندية قطاع غزة تناست مقدرتها المالية في سوق الانتقالات الصيفية، وبدأت بضم اللاعبين مقابل مبالغ البعض لا يستحقها بالنظر لأدائه حتى الآن عقب مرور ربع الدوري.
ولفت إلى أن معاناتها المالية كان أمرا متوقعا، نظرا لأنها أنفقت بشكل جنوني مما أثقل كاهلها بالديون ووضعها في مأزق حقيقي يصعب الخروج منه إلا عبر صرف منحة الرئيس، ورعاية الوطنية موبايل.
واستغرب حجازي من الصرف المبالغ فيه، كونه حتى الآن لا توجد استحقاقات خارجية واضحة للفرق أبطال الدوري، مما يدفع بموارد الأندية نحو الهدر غير المبرر ويفقدها سلاحها القوي التي اشتهرت به أندية القطاع من تفريخ للاعبين، واهتمام ملحوظ بفرق الشباب والناشئين والصغار.
وأشار إلى أن أغلب الأندية لديها موارد أخرى من صالات مغطاة أو ملاعب معشبة أو مشابه بالإضافة للمنشآت الأخرى، منوهاً إلى أنه من حقها المطالبة بمنحة الرئيس ورعاية شركة الوطنية موبايل، كون أن المصاريف باتت أكبر من قدرتها، لتعاقدها مع لاعبين بمبالغ كبيرة لم يكن يتخيل أحد يوما أن تدفع في دوريات غزة.
بوابة الخروج
أما الناقد الرياضي أيمن محمد فأوضح أن السياسة المتبعة في دوري غزة من قبل أطراف اللعبة تفتقد للصواب في مجملها، الأمر الذي دفع بالمشاكل المالية للظهور بشكل دائم.
وقال محمد في حديثه لـ"فلسطين الآن" أن الخروج من المستنقع الحالي يكون بالعودة السريعة للاهتمام بفرق الشباب والناشئين والصغار من جانب الأندية ومن جانب اتحاد الكرة في غزة.
وطالب الناقد الرياضي بضرورة إطلاق مسابقات للدوري لمختلف الفئات السنية في كل موسم، وعدم الاكتفاء فقط ببطولات هامشية، لأن الاستثمار الناجح يكون بأبناء النادي والمواهب الشابة.
وأكد أن الدوري في غزة بحاجة إلى إنشاء لجنة لمراقبة ميزانيات الفرق قبل انطلاق الدوري، بحيث لا يسمح للنادي بالتعاقد مع لاعبين بمبالغ تفوق ميزانية الفريق، الأمر الذي يدفع بالأندية إلى الحد من حجم التعاقدات المفرط وإعادة الاهتمام للاعبين أبناء النادي.
ورغم كل ما قيل ويقال وما سيقال ستبقى أندية القطاع في تخبط على مختلف الصعد إلى أن يتولى المهنيون وأصحاب التخطيط السليم، والأفكار الإيجابية مهامهم في إدارة اتحاد الكرة، ولجانه العاملة، والأطر الإدارية والفنية بأندية غزة.