اشتكى العديد من أصحاب مزارع الدواجن بغزة خلال الأشهر الأخيرة الماضية من استمرار انخفاض أسعار الدواجن بشكل ملحوظ وتكبدهم خسائر فادحة، وصلت إلى البيع بأقل من سعر التكلفة على حد ما وصف الكثير من المزارعين.
ويبلغ سعر بيع كيلو الدجاج من داخل المزرعة إلى الموزعين نحو 7.5 إلى 8 شيقل بينما يباع كيلو الدجاج في الأسواق للمستهلك بنحو 9 شواقل.
المواطن فهد السعود صاحب إحدى مزارع الدواجن بالمحافظة الوسطى بين أن من أهم أسباب انخفاض الدجاج هي دخول كميات كبيرة من البيض "الفقاس" إلى قطاع غزة وبالتالي زيادة الكمية المعروضة من الدجاج مقابل نقص الطلب من الجمهور.
مطالبات بالتدخل
وأشار السعود في حديثه لـ"فلسطين الآن"، إلى أن حاجة القطاع هي فقط 3 مليون بيضة، بينما ما يتم إدخال 4 مليون للقطاع، مما تسبب بوجود عدد كبير من الدجاج لدى أصحاب المزارع وهو ما جعل الموزع يفرض علينا أن نبيعه بأقل من سعر التكلفة بحيث يتم بيعه بـ7.5 شيكل فقط.
وطالب المزارع السعود أن يتم التدخل من قبل الحكومة لوقف دخول البيض "الفقاس" بهذه الكمية وإدخال فقط ما يحتاجه القطاع والنظر بشكل متوازن بين مصلحة المواطن ومصلحة المزارع.
ويذكر أن قطاع غزة يحتاج شهرياً إلى نحو مليوني دجاجة ناضجة، تقوم بتربيتها نحو 1400 مزرعة، إضافة إلى مئات الأطنان من الدجاج المقطع، الذي يصل مثلجاً من داخل الأراضي المحتلة.
الوضع الاقتصادي المرير
وفي السياق، أشار التاجر محمد علي إلى أن من أسباب انخفاض أسعار الدواجن أيضاً هي ضعف الحركة الشرائية وركودها في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع واتجاه الناس للدجاج المجمد.
وأضاف: "لم يعد أصحاب محلات بيع الدواجن يطلبوا كميات كبيرة نظراً للحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، خوفاً من نفوقها أو بقائها في المحلات لديهم.
خطة لتنظيم قطاع الدواجن
رئيــس دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة طاهر أبو حمد بين أن وزارته وضعت خطة متكاملة لوضع حد لهذه المشكلة، وللعمل بما يناسب مصلحة المواطن والمزارع.
وقال أبو حمد في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن الخطة ستراعي كافة الظروف والمواسم كشهر رمضان والأعياد وفصل الشتاء والصيف التي تنفق فيه الدجاج بشكل عالي جداً، لتسير الأمور بما يناسب الاحتياجات الشهرية للقطاع، لافتاً إلى أن العمل في الخطة بدأ فعلياً على أرض الواقع منذ 13 يوماً.
وبين أن الخطة ستشمل دخول البيض "الفقاس" للقطاع حسب الاحتياجات الشهرية، وتشديد الرقابة على الفقاسات بحيث يكون البيض مطابقاً للمواصفات الفنية والصحية.
ولفت أبو حمد إلى أن هناك أحياناً بعض الأمور تتدخل في القوة الشرائية في القطاع رغم أن الكميات من البيض "الفقاس" التي كانت تدخل في السابق لم تكن كبيرة جداً، وتابع: "دخول اللحوم الحمراء بشكل كبير للقطاع وانخفاض أسعارها أمور أدت إلى انخفاض أسعار الدواجن وعدم استقرارها".
وحول منع الوزارة الزراعة لدخول الدجاج المجمد أشار إلى هذا الأمر كان على طاولة البحث كأحد الحلول المقترحة، إلا أنه لم يوافق عليه من قبل التشريعي لأنه يمس الطبقة الفقيرة.
وطمأن أبو حمد في ختام حديثه المزارعين بأن الشهر القادم سيشهد بوادر نجاح هذه الخطة بشكل فعلي، وأنه تم تحديد سعر الصوص بـ2.5 شيكل حتى لا يستغل أصحاب الفقاسات حاجة المزارع.
