12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
14.9°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة14.9°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: عائلة "أبو هلال".. اجتماع الخوف والجوع والفقر في منزل

عائلة
عائلة
رفح - محمد كمال

جدرانٌ بالية، وأعمدةٌ مهترئة، وسقفٌ تمتدّ فيه التشققات من عدة جهات وأماكن، وحجارةٌ متكسرة جراء تساقطها، في بيتٍ صغيرٍ يضمّ عائلتي المواطنَين أشرف أبو هلال وشقيقه شريف في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم يشفع لهما صغره أمام الانهيارات والتشققات التي تتوالى عليه.

ستة عشر فردًا يعيشون في أجواء من الخوف والذعر، في بيتٍ سلبهم الأمان والطمأنينة والهدوء، بعد أن غدا سقفُه معرضًا للسقوط بسبب بنائه القديم قبل أكثر من 20 عامًا دون تخطيط هندسي، عدا عن القصف التي تعرضت له المنازل المجاورة خلال العدوان الأخير، إضافة إلى التفجيرات المستمرة على الحدود المصرية الفلسطينية.

بيتٌ مهدد

الشقيقان أشرف وشريف أبو هلال أصحاب المنزل المكون من طابقين على مساحة 48م، أوضحا خلال حديثهما لـ"فلسطين الآن" أن التشققات بدأت تظهر منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، خصوصًا أنه تم قصف بيتين مجاورين للبيت لعائلتي الشاعر والغول.

ويقع البيت في مخيم "بشيت" قرب الحدود الفلسطينية المصرية، ويعتبر مخيمًا من المخيمات التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا"، والذي قد "سجلوا مشكلة بيتهم في أكثر من مكان دون استجابة من أحد"، كما قال أبو هلال.

وقال شريف: "ذهبت إلى غزة على الأشغال والوكالة، وفي رفح ذهبت لمسئول وكالة رفح محمد الشيخ خليل، ليس مرة أو مرتين بل كتبنا أكثر من كتاب، وأرسلنا لكل الدنيا، دون استجابة"، معتبرًا أن الذي يتحمل المسئولية الكبيرة  وكالة الغوث، "لأننا لاجئين، والأرض التي يقام عليه بيتنا بيت مخيم".

وأكد أبو هلال أن أكثر من مهندس قام بفحص البيت وأقروا أنه غير صالح للسكن ويجب إزالته بسرعة، لا سيّما أن البيت يقع في مخيم شوارعه ضيقة وبيوته متلاصقة تظل معرضة للخطر، منوهًا أن عددًا من جيران البيت قدّموا شكاوى لدى الشرطة خوفًا من سقوط البيت.

وبدورها شكلت نقابة المهندسين برفح لجنة تقييم فني للمنزل، وأعدت تقريرًا يوصي بإزالة المنزل وإعادة بنائه في أقرب وقت ممكن، وقالت خلال تقريرها: "يوجد هناك أضرار إنشائية عديدة بالبيت، ومن الصعب ترميمها خصوصًا أن البيت لم يتم بناؤه على أسس هندسية صحيحة".

وأضافت: "خلال المعاينة تبين انتشار الرطوبة وتأثيرها على جميع العناصر الإنشائية، حيث يظهر تآكل الحديد في الأعمدة والأسقف بشكل كبير نتج عنه تآكل الخرسانة وتساقطها وصدأ كثير في أقطار الحديد، كما ظهرت تشققات في الجدران وتساقط القصارة في عدة أماكن".

حياة ومعاناة

بسبب الأجزاء المتعددة المهددة في البيت، تعيش العائلة في ظل مخاوف فتضطر إلى تواجد ثمانية أفراد في غرفة واحدة، يقضون فيها غالب وقتهم ويمارسون حياتهم في ضيق وهم.

وقال أشرف: "تخيل أن ثمانية أفراد يعيشون في غرفة صغيرة، عندي أبناء بينهم بنات في عمر 22 عاما و18 عاما وأخرى 14 عاما، أمس كانوا يلعبون في باقي أجزاء البيت فقلت لهم العبوا في الغرفة، وأنا متوجس ومتخوف أن تأتي ضربة قوية على الحدود فيسقط السقف عليهم".

وبدوره وصف شقيقه شريف: "نحن نعيش في مأساة، عندي أولادي من الأوائل، قبل أسبوع نتائج ابنتي ساءت في الامتحانات، والآن أصبحت أذهب بأبنائي العصر إلى منطقة الشابورة على بيت أختي لكي يقرأون عندها وفي الليل أعيدهم مرة أخرى".

وتابع بقوله: "ابني الصغير يستيقظ من النوم ويقول البيت بدو يقع، وابنتي صار معها هلوسة الدار بدها تقع، حياتنا حياة عذاب لا عارفين نطلع ولا عارفين ننزل، وننتظر أي أحد يعبرنا ويحس فينا".

وأضاف: "البيت مثل الخيمة تضربه بقدمك يهتز السقف، حتى الغرفة التي نجلس فيها ونعتبر أنها آمنة قبل عشرة أيام صار تشقق في السقف من عند الدرج، واحتمال في أي وقت يقع، وهو مكسور كسر، ويوجد عندي حديد من السقف صدأ وتحلل، وفي الصالة كسر على طول السقف".

وأشار "نحن غير قادرين على الإيجار لأننا لسنا موظفين، وأقل بيت بحاجة إلى 600 شيكل، ومياه وكهرباء وحياة ومواصلات وأنا لا أقدر على هذا، إن كان نحن نعيش في بيت بلا إيجار غير قادرين على العيش، كيف نريد دفع أجارات؟".

مناشدة

وناشد أبو هلال بقوله "نحن وجهنا وسنبقى نوجه رسالة، نقول لهم فقط حسوا فينا، بيت فيه 16 فردا ، آيل للسقوط بشهادة مهندسين خبراء، الجيران عندما يسيرون  بجانب البيت يسيرون مسرعين خوفا من وقوعه فما بالكم بالذي يسكن فيه؟".

وقال: "إلى مسئول عمليات رفح وعمليات قطاع غزة في الوكالة "تعال أنت وأهلك واسكن في هذا البيت لمدة أسبوع، لترى ما نعانيه ".

وأضاف: "نحن في البيت منذ 45 يومًا نعيش في جحيم، أصبح بيت أشباح، نحن نعيش في عذاب، والواحد أصبح يتمنى ألا يكون إنسانا، عندما نرى طائرات تخرج لإنقاذ حيوانات في دول الغرب، نحن أصبحنا نتمنى أن نكون حيوانات في الخارج".

وأكد "أنا لا أريد كابونة، ولا أريد بيت على البحر، أنا بيتي يريد السقوط، و يا أيتها الوكالة أنا لاجئ فلسطيني وفي أرض مخيم ويجب أن تحلوا مشكلتنا، أنا لم أترك بلادي لوحدي وبإرادتي، أنا هنا مشرد والمسئول عني وكالة الغوث، وكل الدعم الذي يصلكم والمؤسسات تأتي للناس التي مثلنا، أنا لا أريد كيس طحين أنا أطلب مأوى لـ 16 فردا في بيت آيل للسقوط ويحتاجون الأمان".