12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
16.25°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة16.25°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"..

بالصور: "الططماجة".. رائحة المطر والعائلة والخليل

thumbnail_5
thumbnail_5
الخليل - مراسلتنا

رائحة المطر وحدها التي كانت تجمع العائلات الفلسطينية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وعلى موائد هذه الاجتماعات تجهز أكلات خاصة، لا تحلو نكهتها ولا يكتمل طعمها إلا باجتماع المطر والعائلة والخليل.

استيقظت الحاجة أم أكرم كعادتها مبكرة في الصباح، ودخلت مطبخها سريعا، وبدأت تتفقد المكونات، هنا الطحين، وكمية العدس جيدة، والسماق والزيت ورب البندورة في الرف السفلي، والثوم والبهارات في الرف العلوي، فكل شيء جاهز وينتظر بدء العمل، وذلك بعد أن يصل أحفادها وأمهاتهم، فاليوم ستعد أم أكرم " الططماجة".

وهي طبخة شعبية خليلية الأصل، غالبا ما تسكب في أوعية تقديم كبيرة كانوا يطلقون عليها قديما اسم الأناجر (جمع أنجر)، وتتشابه مكوناتها مع أكلات شعبية أخرى مثل رشتة وعدس وغيرها، إلا أن الاختلافات في تفاصيل أو مكونات بسيطة.

وقبل أن تبدأ العمل، قالت أم أكرم في حديثها لـ"فلسطين الآن": " تمتاز أكلاتنا الشعبية لملائمتها لمخزون البيوت الخليلية قديما من مؤونة الشتاء، كما أن لا تستهلك الكثير من الوقت في الإعداد في ظل الأجواء الباردة".

أنهت الحاجة السبعينية حديثها سريعاً، وبدأت بعملها، حيث أحضرت وعاءً بلاستيكيًا، وضعت فيه الطحين، والملح والخميرة، وسكبت عليه الماء الدافئ بالتدريج، وحركته بيديها، حتى صنعت منه كرة ليّنة لا تخلو من بعض اللزوجة، تركتها جانبا لنحو نصف ساعة حتى تخمر.

كرة العجين الكبيرة حولتها أم أكرم الى كرات أصغر، وباستخدام "الشوبك "أو مرق العجين كما يسميه البعض، بدأت بكل مهارة تحول الكرة الى دائرة مسطحة كبيرة، ولم تنسَ أم اكرم أن ترش الطحين الجاف على العجين أمامها ليسهل فردها والتعامل معها لاحقا.

أتمت أم اكرم فرد العجين، وحولته لدائرة كبيرة رقيقة جدا، ثم قطعتها لمربعات لا يتجاوز طولها عقلة الأصبع، وأكرمتها برش الطحين عليها وتركتها لتجفي قليلا بينما بدأت بتجهيز خطوات أخرى لتكتمل طبخة "الططماجة".

في قِدر كبير، صبّت أم اكرم كمية من الماء، أغرقت فيها العدس غير المجروش، وبعد سلقه أضافت له رب البندورة والسماق وزيت الزيتون البلدي والكمون والفلفل الاسود والملح وقطع العجين، وتركتها تغلي حتى تماسكت قليلا، وظهرت على واجهة القدر الكبير فقاعات أنبأتها بأن المكونات مضبوطة، وباتت " الططماجة" جاهزة للسكب.

أوعية كثيرة سكبت فيها " الططماجة"، وأوعية أخرى نسّق فيها مخلل الخيار والفليفلة  والفلفل الأخضر الحار والزيتون المخلل بشكل أنيق، وعلى مائدة التقديم وضعت صحون الططماجة ومقبلاتها والخبز لتعلن عائلة أم أكرم بداية المهرجان السنوي .وعلى المائدة اجتمعت العائلة، وعلت الضحكات، وخفت صوت الهمسات .

تنتظر أم همام اليوم الذي تجتمع فيه العائلة لتناول ططماجة الجدة من كل عام بشوق، فهو يوم لقاء بعيد عن الوجبات الرسمية المعروفة في الولائم، وتقول لـ"فلسطين الآن" :" الططماجة التي تعدها جدتي في بداية كل شتاء ليست مجرد طبق تقليدي وحسب، وإنما هو حبها لنا تسكبه في أوعية طعام".

قد تبدو مكونات " الططماجة" رخيصة الثمن، لكنها تعني لأم أكرم الكثير، فرائحة هذا الطعام يذكرها بأيام الصبا والشباب، ويذكرها باجتماعات عائلتها التي شتتها الموت والغربة، لكنها ما زالت تحافظ على تقليد قديم، قدم تاريخ هذه الأرض، وما زال اجتماع عائلتها الكبيرة في هذا اليوم يعني لها الكثير.

 

 

 

1 (2) 2 3 4 9 thumbnail_6 thumbnail_7 thumbnail_8