تسببت الأمطار الغزيرة التي تهطل على فلسطين خلال المنخفض الجوي الحالي، بأضرار فادحة للبنى التحتية في كثير من المواقع في الضفة الغربية بشكل عام.
فقد غرقت العديد من الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى انهيار العديد من شبكات الكهرباء، وأضرار في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الرياح والأحوال الجوية السائدة.
ونشر عشرات النشطاء صورا لشوارع تغمرها المياه في مناطق سكناهم، متسائلين عن مدى صلاحية مصارف المياه وقدرتها على مواجهة المنخفضات، خاصة بأننا ما زلنا في بداية موسم الشتاء.
نابلس .. نموذجاً
فما إن خرج رئيس لجنة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة على الهواء في إحدى الإذاعات المحلية حتى انهالت عليه الأسئلة والاستفسارات من المواطنين، الذين بدا أغلبهم غاضبا مما أسموه تقصير البلدية تجاه البنية التحتية، ما تسبب بإشكالات في مناطق مختلفة من المدينة.
حديث المواطنين تعلق بعدم قيام البلدية بتأهيل الطرق والمناهل الصرف الصحي قبل دخول المنخفض الجوي، خاصة أن بعضهم كان قد قدم لها شكوى حول وجود مشكلة في منطقته السكنية، لكن البلدية -كما قالوا- لم تأخذها على محمل الجد.
معظم الملاحظات تركزت على غرق الشوارع وغمر المياه لمواقع وطرق رئيسية، كما حصل انسداد في عدد كبير من المصارف، التي لم تعد تستوعب المزيد من المياه.. ما أعاق حركة المواطنين، وآخرهم عن الوصول لأعمالهم.
تطور ايجابي
مراسل "فلسطين الآن" تابع أداء البلدية وطواقمها، إذ لاحظ فرق كبير في الأداء خلال المنخفض السابق والحالي نحو الإيجاب، رغم استمرار بعض المشاكل، وتكرار الشكاوى حولها.
فقد استنفرت البلدية كافة أقسامها وطواقمها لمتابعة كافة الشكاوي والملاحظات التي وصلت إليها عن طريق هواتف قسم الشكاوي والاطفائية. وواصلت فرق الطوارئ جولاتها الميدانية ومتابعاتها الحثيثة للسيطرة على كافة المشاكل المتعلقة بانسداد مناهل الصرف الصحي وعبّارات المياه لتجنب حدوث فيضانات.
جاء هذا بعد أن شكلت البلدية لجنة الطوارئ الخاصة بها، بمشاركة رؤساء الأقسام ذات العلاقة، وضمت كل من قسم المياه والصرف الصحي، وإطفائية بلدية نابلس وقسم الصحة والبيئة وقسم الحركة والآليات الذين كانوا على اتصال وإشراف مباشر من رئيس البلدية ونائله الدكتور خالد قادري.
وقد تمت السيطرة على عدد من الحالات المتعلقة بتجمع المياه في بعض المناطق قرب مناهل الصرف الصحي، كان في معظمها إزالة أتربة من غرف التفتيش أحدها بسماكة 70 سم نتيجة مخلفات الأبنية في منطقة رأس العين قرب مبنى شركة توزيع كهرباء الشمال.
كما تفقدت الطواقم جميع الشوارع في مختلف المناطق الشرقية والغربية، خاصة في شارع القدس ومنطقة مستودعات البلدية وشارع 16 والمريج ورفيديا وقرب متنزه العائلات ومنطقة رأس العين ووادي التفاح وشارع حدائق جمال عبد الناصر وشارع فيصل وشارع صلاح الدين ومنطقة الجبل الشمالي. إذ تم إزالة العوائق أولا بأول، ومعظمها هي أكياس نايلون ومخلفات المحلات التجارية المختلفة، التي كان بامكان المواطنين ازالتها بسهولة، قبل أن تتفاقم الأمور.
قسم النظافة
بدورها، فرق قسم الصحة والبيئة وتحت الإشراف والمتابعة المباشرة من طبيب البلدية تابعت النظافة العامة، وجمع النفايات من الحاويات وإزالتها من الأماكن العامة والطرقات تحسبا لتسببها في إعاقة تصريف المياه في العبّارات ومناهل الصرف الصحي.
وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها، فقد تعاملت طواقم البلدية خلال الساعات 72 الماضية مع نحو 130 شكوى وحادث، في حين عمل خلال تلك الفترة أكثر من 80 عامل نظافة وتم تشغيل 6 سيارات ضاغطة للنفايات موزعين على مختلف مناطق المدينة.
ضعف التعاون
لكن بالمقابل، بدا جليا ضعف تعاون المواطنين مع الطواقم العاملة، واعتمادهم شبه الكامل عليها في حل المشكلات، دون أي تدخل من طرفهم لاتخاذ إجراءات وقائية تحول دون وقوعها أصلا.
وبعد التقييم تبين أن السبب الرئيسي للشكاوى هو تجمع النفايات على أسطح المناهل وإعاقة تصريف المياه والتسبب في تدفقها إلى منازل المواطنين وممتلكاتهم الخاصة.
الدفاع المدني
وكان الدفاع المدني في الضفة الغربية قد أعلن أن طواقمه قد تعاملت، منذ بدء المنخفض مع عشرات الحوادث الناجمة عن الأحوال الجوية والرياح العاتية في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
تلك الحوادث تمثلت بغرق المنازل، والشوارع، ما أدى لأن تعلق كثير من السيارات فيها، إضافة لسقوط أشجار ضخمة و"آرمات" إعلانية.
كما تسببت الأمطار والرياح الشديدة بخسائر ضخمة للقطاع الزراعي. فقد تعرضت عشرات البيوت البلاستيكية لأضرار فادحة بسبب الرياح العاتية، ما أدى لاقتلاعها وتمزيقها، ما ألحق خسائر فادحة بالمزاعين نتيجة تلف البلاستيك وخشب البيوت البلاستيكية، وتلف المنتوجات والثمار.