يصادف اليوم السبت، ذكرى إبعاد الاحتلال لنحو 417 من قادة حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بالضفة وغزة إلى قرية مرج الزهور جنوبي لبنان عام 1992.
وتأتي عملية الإبعاد التي قامت بها "إسرائيل" رداً على أسر وقتل أحد جنودها، بإبعاد 417 فلسطيني، 372 منهم ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، و41 ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، إلى وادي العقارب في جنوب لبنان عبر معبر زامرية في ظل ظروف وأجواء ثلجية قاتلة، وكذلك ظروف أمنية لا تقل خطورة مصدرها القوات اللحدية العميلة لـ"إسرائيل".
نجح المبعدون في استقطاب اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وإحراج حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وحشد التأييد لهم لدى الرأي العام من خلال تحويل المنطقة التي أبعدوا إليها إلى ميدان للتعليم والخدمات الصحية، واستغلوا الخبرات الواسعة المتوفرة في صفوفهم لإنشاء جامعة تتولى استكمال المراحل الدراسية للطلبة المبعدين، وإنشاء وحدات طبية لمساعدة أهالي القرى المجاورة، وتكوين إذاعة محلية.
ردود الأفعال
أما رد الفعل الفلسطيني و العربي فقد تمثل في انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر مدريد للسلام، ومقاطعة الإطراف العربية الأربعة اليوم الأخير من تلك المفاوضات.
وأمام هذا المأزق وبعد إقناع "إسرائيل" بوجوب إعادة المبعدين على مراحل دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى استئناف المفاوضات خلال شهر نيسان في واشنطن، لكن الفلسطينيين اشترطوا ذلك بتخلي "إسرائيل" رسمياً عن تدابير الإبعاد.
هكذا عاد الفلسطينيون إلى استئناف المفاوضات في الجولة التاسعة في 27 نيسان، مما دعا رئيس وزراء آنذاك إسحاق رابين إلى الإيعاز بعودة 30 مبعداً في 30/3/1993، وعودة 181 في 9/9/1993، ثم عودة الباقين في 17/12/1993.
إصرار على العودة لفلسطين
المبعدون رفضوا في حينها دخول الأراضي اللبنانية وأصروا على العودة إلى فلسطين، وهو ما تحقق لهم بالفعل بعد نحو عام، على مراحل.
فكان أول العائدين: باسم السيوري، أصغر المبعدين سنًا، الذي أعلن الاحتلال أنَّه أُبعد خطأ وأعاده إلى بيته؛ والمبعد المريض زهير لبادة الذي أعيد إلى السجون الإسرائيلية. وتم ذلك في 7/1/1/1993.
وعاد الفلسطينيون المبعدون رغم أن بعضهم كان يعرف أنه سوف يعود إلى السجن و الاعتقال و لكنهم رحبوا بالاعتقال في الوطن على الغربة خارج الوطن.