13.9°القدس
13.66°رام الله
12.75°الخليل
17.04°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل12.75°
غزة17.04°
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
4.57جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.79يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.57
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.79
دولار أمريكي3.65

إنجاز فلسطيني عالمي ..

"نابلسي" يحصل على رخصة مفتش دولي للمصانع

الدكتور عمر طبنجة
الدكتور عمر طبنجة
نابلس - مراسلنا

إنجاز فلسطيني عالمي جديد، سجله هذه المرة الدكتور عمر طبنجة من مدينة نابلس، بعد حصوله على التراخيص الدولية من المؤسسة الدولية للجودة في الولايات المتحدة الأميركية ASQ (American Society for Quality)، وعلى السجل الدولي للمفتشين المرخصين حول دول العالم، (International Registered Certified Auditors) ليكون أول فلسطيني ينال هاتين الشهادتين.

وهذا ما يؤهل طبنجة - الذي ولد في نابلس عام 1962- لتدقيق واعتماد مصانع الأدوية العالمية لمتطلبات منظمة الصحة العالمية، ووصول التصنيع الجيد للصناعة  الأوروبية والأميركي.

مراسل "فلسطين الآن" التقى العالم الفلسطيني د. طبنجة الذي أمضى في الغربة أكثر من ثلاثين عاما، قبل أن يعود مؤخرا حتى يقدم خلاصة تجربته وعلمه لأبناء شعبه.

ويوضح أنه حصل على ترخيصين، الأول: يتضمن بناء نظام ضبط الجودة في مصانع الأدوية أو الأغذية وغيرها؛ لأن الترخيص عام بغض النظر عن نشاط المصنع، والثاني متخصص جدا بالتفتيش على مصانع الأدوية بالتحديد، حسب أنظمة منظمة الصحة العالمية WHO وأصول التصنيع الجيد الأوروبية EUGMP والأمريكية FDA.

ولفت إلى أن هذا التفتيش يتضمن كل مراحل تصنيع الدواء من المواد الخام حتى نقلها إلى المصنع ودخولها في إجراءات التصنيع بكافة مراحلها، إلى وصول الدواء للمريض وحتى متابعة آثاره عليه.

العالم الفلسطيني قضى 30 عاما من حياته في دبي خلال عمله مع شركة عالمية لها مصانع أدوية ونشاطات في مختلف دول العالم، حاليا مسؤول عن 82 دولة، لكنه رغم هذا فضّل العودة إلى وطنه والعمل فيه.

يروي قصته فيقول: "خرجت وأنا في السابعة عشرة من عمري، بعد إنهاء الدراسة الثانوية بمدارس نابلس، وتوجهت لدراسة الصيدلة في جامعة اليرموك في الأردن الشقيق، وثم حصلت على الماجستير من جامعة الملكة في بريطانيا، تخصص صيدلة سريرية، ثم توجهت للتفتيش على مصانع الأدوية وحصلت على التراخيص الدولية".

خبرات متراكمة

وصول طبنجة لهذه المرحلة تطلبت منه خبرة طويلة أمضى فيها معظم سني عمره، إذ عمل كرئيس نظام ضبط لدى إحدى كبرى الشركات العالمية والمسؤولة عن 82 دولة موزعة بين القارات الثلاث آسيا، أفريقيا، وأوروبا.

المميز أيضا أن نشاط تلك الشركة الأساس يتضمن شقين: الأول هو بناء وصيانة نظام ضبط الجودة لها في كل تلك الدول، والثاني هو التفتيش على مصانع الأدوية سواء كانت مملوكة للشركة أو كانت تُصنع الأدوية بامتياز منها.

ويعتبر طبنجة أن أهمية التخصص في واقع الأدوية، يأتي في إطار تحسين وتطوير أداء مصانعها، التي هي بحاجة إلى التطور بشكل مستمر وهو ما  يتطلب رقابة ذاتية على المصنع من خلال مفتشين من داخله يفتشون على أنفسهم ويطورون عملهم، ولكن هناك حاجة لمفتش خارجي، بحيث يكون له نظرة أخرى ثاقبة ضمن المعايير الدولية، ما ينعكس في إنجاح الصناعات الدولية.

خدمة فلسطين

وعن فلسطين، فيرى أن لديها عدد كبير من الصيادلة، "لكن لم يتجه أحدهم إلى هذا التخصص أبدا، وهو ما شكل حافزا للحصول على هذه الشهادات"، التي يعد الحصول عليها "صعب للغاية وبحاجة إلى تراخيص دورية وعمل شاق وصبر كبير".

ولكن السؤال كيف يمكن له أن يخدم فلسطين من خلال هذه التراخيص. يجيب قائلا: "يجب أن يتم هذا من خلال التعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية.. لكنني لا أملك المعلومات الكاملة عن نظام ضبط الجودة في الوزارة، فيما يخص تصنيع الأدوية في المصانع الفلسطينية"، مشيرا في الوقت ذاته أنه "يوجد هناك أنظمة جيدة يمكن البناء والإضافة عليها وتطبيقها على مصانع الأدوية الفلسطينية، حتى لو كان المصنع قيد الإنشاء، فبالإمكان التعاون معهم لبناء المصنع".

نحن مؤهلون

أما بخصوص حاجته إلى طاقم يساعده، فقال: إنه "يوجد في فلسطين أشخاص مؤهلين يمكنهم المساعدة، ولديهم خبرات كافية، وهو بكل تأكيد بحاجة إلى فريق كامل ولكن التراخيص التي يحملها كافية ليقوم بهذا العمل لوحده"، حسبما أكد.

كما أشاد طبنجة بمصنع سما للأدوية في نابلس، وهو المصنع الفلسطيني الوحيد الذي زاره، وقال: "إنه جيد جيدا بالنسبة لمصنع في بداية نشأته، لكنه بحاجة إلى الالتزام بنظام ضبط الجودة الأوروبية أسوة باقي المصانع". وأضاف ان تطبيق هذه المواصفات بشكل كامل هو ليس بالأمر الصعب، "فلو وضعنا أمام أعيننا أن المريض هو الهدف الأول لنزوده بدواء فعال وآمن بالوقت نفسه.. ستكون المهمة سهلة".

ويبدي طبنجة استعداده للتواصل مع الجهات الرسمية، "لأن فلسطين بحاجة إلى بناء قوانين ومعايير محددة، حتى يتم الالتزام بها.. إضافة لوجود إمكانية التطوير على النظام الموجود في القطاع الصحي وتنفيذه في كل المصانع الفلسطينية، وهو ما يحتاج إلى قرار من الجهات العليا".

لا وقت للعائلة

والعالم الفلسطيني المتزوج من صيدلانية، لديه خمسة أولاد، أحدهم تخرج من تخصص الصيدلة. حياته مليئة بالعمل، فهو أحيانا يعمل لأكثر من 12 ساعة يوميا، إلا أنه يفضل العودة لمنزله وتناول وجبة الغداء مع عائلته، اذا سمحت له الظروف، فيما يتحدى الظروف عند وجبة العشاء التي يراها وقتا مقدسا للم شمل العائلة.

ورغم أنه أمضى معظم حياته خارج الوطن، إلا أنه عاد لاستكمال ليخدم وطنه والمشاركة في بناء مؤسساته. إذ ظل حلم العودة إلى فلسطين ولم شمل العائلة فوق ترابها، والمشاركة في بناء مؤسساتها، يراوده طوال فترة الاغتراب، كما أنه تخلى عن بعض المغريات التي قدمت له من أجل العودة إلى الديار، ومنها الجنسية الكندية مثلا: "لا اريد لأولادي أن يتربوا في بلد غير فلسطين"، يقولها ونحن نودعه على أمل أن ينال ما يستحق من تقدير واحترام.