أسدل الستار مؤخرا عن سوق الانتقالات الشتوية، للموسم الحالي في الضفة الغربية المحتلة، حيث عززت فرق دوري الوطنية موبايل للمحترفين صفوفها بعدد من اللاعبين تمهيداً لانطلاق دوري المحترفين غدا الجمعة.
ومع كل فترة انتقالات اللاعبين، تسعى بعض الفريق إلى جلب ما ينقصها من لاعبين لتعزيز خطوط الفريق وسد الثغرات، للمنافسة قدما على درع البطولة المحلية، إلا أن فرقا لم تدخل هذه المرة نهائيا في سباق التعاقد مع لاعبين جدد أبرزها شباب السموع.
وكالة "فلسطين الآن" الإخبارية رصدت صخب سوق الانتقالات وتابعت الأمور عن كثب وجمعت بعض آراء الخبراء الرياضيين في سياق التقرير التالي.
ملاحظات إدارية
المحلل الرياضي والإداري السابق بنادي هلال القدس، ناصر السلايمة استغرب من قيام بعض أندية دوري المحترفين بالتعاقد مع لاعبين بعيدا عن رؤية الجهاز الفني صاحب الكلمة الأولى في استقطاب لاعب من عدمه حسب احتياجات خطته الفنية.
وقال السلايمة لـ"فلسطين الآن": "الأندية المحلية غالبا ما تستقطب اللاعبين قبل التعاقد والاستقرار على المدير الفني الذي سيعمل مع المجموعة مستقبلا وهذا له تبعات لا تحمد عقباها".
وأضاف أن بعض الأندية تكرر وقوعها في الخطأ مرات عديدة من خلال تجميع اللاعبين وفق أسماء تعتقد أنها رنانة بعيدا عن النظر بعين المسؤولية لسد المراكز الشاغرة في تركيبة الفريق.
ولفت السلايمة إلى أن الضعف الذي يعتري بعض إدارات الأندية وقلة الخبرة التي يمتلكونها يعتبرون مجرد التوقيع مع اللاعب إنجازا حقيقيا، منوها إلى أن اختبار اللاعب قبل إبرام العقد والتأكد من ملائمته بدنيا وفنيا تخضع لعدة عوامل، أبرزها بعد نظر ودقة ملاحظة المسؤولين عن ملف التعاقدات بالفرق.
وفسر أسباب فشل بعض الفرق في تحقيق نتائج إيجابية بالرغم من تعاقدها مع الكثير من اللاعبين، حيث قال: "ببساطة اهتمت هذه الفرق بسمعة لاعب لم تراه على أرض الواقع، ولم يخضع لاختبار فني ولا حتى بدني وكانت النتائج شبه كارثية".
وأكد السلايمة أن مرحلة الإياب من دوري الوطنية موبايل للمحترفين بالضفة لن تشهد مستويات فنية عالية بالنظر إلى أوضاع الفرق والتغييرات التي طرأت عليها، مبيناً أن أكثر من فريق سينافس على البطولة، نظرا لرحيل بعض اللاعبين المؤثرين عن الفرق التي تحتل المراكز المتقدمة في سلم الترتيب.
وتوقع أن تشتد حدة المنافسة على درع البطولة بعد منتصف مرحلة الإياب، وتنبأ بدخول نصف فرق الدوري على خط المنافسة حتى نهاية مباريات الدوري المحلي.
انتقالات اللاعبين
ومن جانبه، نجح شباب الخليل في قيد اللاعبين أسامة شعبان ورائد الدحلة، فيما عزز أهلي الخليل صفوفه بثلاثة لاعبين هم، لاعب خط الوسط شادي شعبان، وصانع الألعاب جوناثان سوريا، والمهاجم ليث خروب، ونجح شباب الظاهرية في جلب أربعة لاعبين هم: المهاجم يوسف أبو لبن، ولاعب خط الوسط أيمن خربط، والمدافع ضياء أبو عيادة والجناح موسى ذياب.
كما أعلن شباب الخضر عن التعاقد مع خمسة لاعبين دفعة واحدة وهم: الظهير الأيسر محمد عناية ولاعب الوسط محمد دهمان والمدافع إبراهيم النتيل والجناح معتز النحال والمدافع زياد جوابرة، وضم شباب دورا كل من، لاعب خط الوسط عاطف أبو بلال، والمهاجم مهنا راضي والمدافع عايد الشيوخي، والمهاجم مياس الحميدي، وتعاقد شباب يطا مع المدافع محمد شباط، ولاعب الوسط محمد روبي، المهاجم زياد العثامين، ولاعب الوسط سامي عماش، والحارس حبيب شحادة، والمدير الفني إبراهيم منصور.
ونجح مركز طولكرم في التعاقد مع لاعب خط الوسط مجد يونس من شباب الخليل، والمهاجم مصطفى أبو رحال، وأبرم ثقافي طولكرم صاحب المركز الثاني تعاقدا وحيدا مع الجناح أمير نفاع.
بحاجة لميثاق شرف
بدوره، يرى الصحفي محمد الأخرس، أن سوق الانتقالات شهد حراكا قويا في آخر اللحظات وعززت الفرق صفوفها بلاعبين مميزين وبارزين مما سيضفي على المسابقة منافسة حامية الوطيس سيما بين فرق المقدمة، منوها إلى أن القاع سيشتعل في الصراع على الهروب من شبح الهبوط خاصة مع التعزيزات الكبيرة لفرق المؤخرة.
وأشار الأخرس لـ"فلسطين الآن" إلى أن الارتفاع الكبير في قيمة العقود التي أبرمت عائد إلى غياب ميثاق الشرف بين الأندية، واستغلال بعضها لقوتها المادية من خلال اعتمادها على رجال أعمال أثرياء، لافتا إلى أن فرق كثيرة لم تعد قادرة على مجاراة الوضع الراهن بدوري المحترفين، لذا نلحظ تراجعا ملموسا في المستوى الفني.
وطالب بضرورة وضع ميثاق شرف تلتزم به الأندية جمعاء وإتاحة الفرصة للاعتماد على قطاعات الناشئين، والزج بالمواهب لميدان المنافسة، مشيراً إلى ضرورة فرض قوانين ملزمة للأندية بالتعاقد مع عدد معين من اللاعبين سنويا، مثلا كل نادي خمسة لاعبين فقط من أجل منح فرص أكبر للمواهب التي تهدم بفعل فاعل.
ونوه الأخرس إلى أن هلال القدس متصدر دوري المحترفين، سيواصل المنافسة القوية على درع الدوري بالرغم من تحريره لأبرز اللاعبين أمثال المهاجم أحمد ذياب، وصانع الألعاب عبد مرجان، ولاعب خط الوسط أسامة شعبان، نظرا لامتلاكه خبرة جيدة في الدوري ستمكنه من إكمال الصراع حتى الرمق الأخير من أجل الظفر باللقب الغائب عن خزائنه منذ أربع سنوات.
انتهت أسابيع عصيبة منذ نهاية مرحلة الذهاب، وذهبت عدد من الفرق نحو البحث عن لاعبين، ووقع بعضها فريسة لسماسرة كرة القدم، الذين يعرضون خدماتهم مقابل حصولهم على مبالغ وعمولات مالية فورية، دون النظر إلى ملائمة اللاعب للفريق، مما أدخل الأندية في متاهات كبيرة، نظرا لتواجد إدارات تفتقر للمهنية والتجربة الكافية في المجال الرياضي.