يسابق الزمن كي يدرك تلك اللحظات المؤجلة منذ سنوات عديدة، يخرج صباحًا باحثًا عن قوت يومه وعائلته وتكاليف زفافه المؤجل بفعل الاعتقالات المستمرة، يحاول أن ينسى أو يتناسى محطات مؤلمة أُجبر على الولوج فيها بعد تحرره من سجون الاحتلال، تغاضى عن جراحه وقرر المضي في حلمه المنتظر وخرج باكرا اليوم ولم يعد بعد أن غيبته مجددًا سجون الاحتلال أسيرًا.
الأسير المحرر قبل عدة أشهر بعد اعتقال استمر 3 سنوات، مجد عازم الشاب العشريني ابن بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس، يمثل مجد قصة إرادة في مشهد من مشاهد الاستهداف الإسرائيلي للشباب الفلسطيني وطموحاته و أحلامه الذي لم يمض على خروجه من سجونها إلا شهور قليلة، واليوم يُعاد اعتقاله مجددًا ليُكمل المعاناة ويُجبر على خوض امتحان آخر من امتحانات الصبر والإرادة.
وبحسب ما ذكرت عائلته لـ "فلسطين الآن" فإن نجلها مجد كان على رأس عمله عندما حاصرته دوريتان من قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مدينة جنين، قبل أن يتم اقتياده لجهة مجهولة.
وقالت العائلة: "إن قوات الاحتلال قامت بتكسير والعبث في محتويات السيارة التي يستقلها مجد قبل اعتقاله والاعتداء عليه، كان ذلك تمهيدًا لفقدان الاتصال به".
وأشارت بأن نجلها كان يقوم بتجهيزاته الخاصة في هذه الأيام لتحضير مراسم زفافه في شهر نيسان المقبل بعد تأخير له منذ 3 سنوات، وأضافت: " قبل ثلاث سنوات تم خطبة مجد على أحد الفتيات وبعدها بأسبوع واحد فقط تم اعتقاله من الاحتلال وحُكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وأُفرج عنه قبل شهور قليله فقط، وبالتالي بقيت خطبته لمدة ثلاث سنوات".
وبينت أن "مجد كان يسابق الزمن لإتمام مراسم زفافه بعد أقل من ثلاث شهور، حيث أنه دفع بعض تكاليف زفافه إلا أن هذا الحلم الذي تمناه منذ سنوات، تحول اليوم إلى كابوس له ولنا باعتقاله من قبل قوات الاحتلال".
واعتبرت العائلة أن "الاحتلال يريد أن يقتل في مجد خصوصا والعائلة عموما روح الإرادة وأن يبث بيننا الإحباط، ولكنه لا يُدرك بأننا عشنا وتربينا على معاني الثقة بالله و التضحية والفداء في سبيله وأن هذا الاستهداف لن ينقص من عزيمتنا وإصرارنا".
حال عائلة عازم ينطبق على الكثير من العائلات في الضفة المحتلة نتيجة الاعتقالات المستمرة لأبنائها، وأبدت العائلة سخطها من استمرار الاعتقالات بحق أفرادها.
يذكر أن والد الأسير مجد اعتقل أكثر من مرة لدى الاحتلال، وكذلك شقيقه قتيبة الذي اعتقل أكثر من مرة رغم صغر سنه وعانى الويلات نتيجة الاعتقالات السياسية لدى جهازي المخابرات والوقائي على خلفيه نشاطه في دعم قضية الأسرى التي تعتبر أولوية بالنسبة إليه .