دعا فلسطينيون الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب"، للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مسعاه للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي "حتى يعم السلام والأمان في المنطقة بأسرها".
جاء هذا، عبر حملة أطلقها المركز الشبابي للتطوير والإبداع في مدنية نابلس، واستطاع جمع نحو 100 ألف رسالة، موجهة لترامب، من فئة الشباب تحديدا.
جاء هذا في وقت، يثار جدل حاد حول نية "ترامب" نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس، على الرغم من الاعتراضات العربية والعالمية.
وشهدت المحافظات الفلسطينية، فعاليات ضخمة رفضا لمخطط ترامب "الكارثي"، إذ علقت لافتات كتب عليها "نقل السفارة الأميركية هو وعد بلفور جديد، العالم يتقدم وإدارة ترامب تتراجع".
رسائل منوعة
مدير المركز محمد أبو راس قال لـ"فلسطين الآن" إن الحملة انتهت فورا أداء ترامب للقسم كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، واستطاعت الحملة خلال أسبوع تقريبا من جمع 100 ألف رسالة، خطها شبان، خاطبوا بها الرئيس الجديد، وطالبوه بالعمل الجاد للعب دور من أجل تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية، وتحمل مسؤولياته اتجاه المجتمع الدولي عامة والقضية الفلسطينية خاصة.
وتابع أبو راس "أثبت شعبنا العظيم أن همه واحد وقضيته واحدة.. وما جمعنا 100 ألف رسالة إلا دليل على عشق الوطن الأزلي"، لافتا إلى أنه سيتم عرض الرسالة النهائية لصوت الشعب مع نهاية الأسبوع المقبل من خلال مؤتمر صحفي.
وعن مضمون ما جاء بتلك الرسائل، أشار إلى أن الحملة تزامنت مع استلام الرئيس مهامه، حيث تسعى لشرح وجهة نظر الشباب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في ظل هذه التغيرات العالمية.
وكان ترامب، قد قال في تعقيبه على قرار مجلس الأمن المناهض للاستيطان، "إن الأمور ستختلف بعد 20 يناير (موعد تسلمه للسلطة)"، في إشارة إلى رفضه للقرار.
جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار الذي تقدمت به نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، وحظي بموافقة 14 دولة، وامتناع واشنطن عن التصويت.
عبر السفارة
من جهته، أوضحت منسقة المشروع لطيفة ضمرة، أن الرسائل حملت في طياتها مجموعة كبيرة من القضايا التي تهم الشعب الأمريكي بالعموم والرئيس الأمريكي بالخصوص، "كونهم يلعبون دورا مهما في تحقيق العدالة والسلام والديمقراطية في المجتمع".
وأكدت لـ"فلسطين الآن" أن المشاركة بمثل هذه الحملات يتضح من خلاله الدور الذي يلعبه الرئيس الأمريكي بوضع القضية الفلسطينية في مسار بناء الدولة وإعلان دولة فلسطين حسب الاتفاقيات الدولية.
عن طريقة إيصال تلك الرسائل لترامب، قالت ضمرة إنها "ستوجه من خلال سفارة فلسطين في واشنطن، كما سيسلمون ملخصا لمحتوى الرسائل إلى القنصلية الأمريكية في الأراضي المحتلة".
ملخص الرسائل
وكشف القائمون على المركز، الملخص الأولي لبعض الرسائل، التي جاء فيها: "السيد دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، تحية طيبة وبعد: نهنئكم بداية ومن قلب أرض الرسالات السماوية جمعاء، من قلب فلسطين بتوليكم مسؤولية قيادة دولة عظمى، لطالما أثرت في العالم أجمع".
وتابعت "إننا يا سيادة الرئيس ننتظر من الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الدولة العظمى أن تقف دائما إلى جانب الشعوب وأن تنتصر لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، فكل أدياننا السماوية وعقائدنا تجمع على احترام الإخوة الإنسانية وتقديس مبادئ العدالة والمساواة وحفظ كرامة الإنسان، والولايات المتحدة الأمريكية يقع على عاتقها أكثر من غيرها المسؤولية الكبرى في الدفاع عن هذه القيم والمبادئ السامية".
وأضافت "وحتى تكون سنوات رئاستك الأربع للولايات المتحدة إيجابية، أريد أن أذكرك بأن "السيد المسيح" عليه السلام عانى كثيراً من "الإرهاب"، وهو لم يكن أميركياً ولا جمهوريا ولا ديمقراطيا، ولكنه كان مواطنا مشرقيا ولد في الأرض الفلسطينية، التي شهدت رسالته السماوية، وتفاعل محيطها مع دعوته إلى الخير والمحبة والتسامح والعدالة، وهكذا نحن الفلسطينيين أحفاده ما زلنا نعاني ويلات الاحتلال والظلم".
وفي نص صريح دعا الموقعون "ترامب" للدفاع عن حقوق الإنسان ونصرة المظلومين، إذ قالوا "ما دمت يا سيادة الرئيس المنتخب تؤمن بالشرعية الدولية، ينبغي عليك أن تكون أول الملتزمين بها، وأول الداعمين لها، وأول المدافعين عنها، والمعيار الحقيقي لعظمة دولتكم التي تسعى لأن تجعلها دولة عظيمة في عهدك، هو سعيها تحــت قيادتــــك لإيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية، التي حوّلت الـــشرق الأوســــط إلى منطـــــقة مضطربة، تعاني من الصراع، ويعاني سكانها من الصداع!".
وختموا رسالتهم بالتنويه لحكمة قالها أحد أعظم الرؤساء الأمريكيين (بنجامين فرانكلين): "القليل من الإهمال قد يولد الكثير من الأذى".