11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
15.34°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة15.34°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"

مقبرة بيت أمّر بالخليل تواجه أوامر احتلالية بالترحيل

مقبرة بيت أمر
مقبرة بيت أمر
خاص – مراسلة الخليل

على مدخل البلدة، يلتقي المقبرة والحاجز العسكري الدائم وشارع رقم 60 - الذي يمر منه المستوطنون الإسرائيليون-  بالطريق الذي يعبره طلاب المدرسة القريبة، خماسية كفيلة بأن تبقي الأرض أكثر سخونة، فالاشتباكات شبه اليومية هناك، وأكبر نسبة اعتقالات في صفوف الفتية في بلدة بيت أمّر شمال الخليل.

وجيش الاحتلال لم يألُ جهداً في محاولاته لمنع تلك المواجهات، فمن إغلاق مدخل البلدة إلى عمليات الاعتقال المجنونة بحق السكان، وحتى إطلاق الرصاص الكثيف، كلها إجراءات احتلالية فشلت في إيقاف الأرض المستعرة تحت أرجلهم.

 وخوفاً على سلامة مستوطنيهم، وفي محاولة لطمس أي ملامح فلسطينية على الشارع 60 كما أسموه، ولمصادرة المزيد من أراضي البلدة،  كان قرارهم الأخير بنقل مقبرة البلدة، فكل تشييع جنازة يعقبه مواجهات تستمر لساعات، خاصة تشييع الشهداء، مما يثير الرعب في نفوس المستوطنين الذي يضطرون للمرور من الشارع القريب للوصول إلى مغتصباتهم القريبة.

رفض شعبي

من جهته، يقول الشيخ جميل علقم، أحد وجهاء بلدة بيت أمّر لـ"فلسطين الآن": "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي كررت طلبها من ارتباط الخليل، بنقل المقبرة، وإعادة بنائها في مكان آخر في أي أرض داخل البلدة". مشيراً إلى أن الاحتلال يقدّم حجج واهية بأن الجنائز ترفع من وتيرة المواجهات وعملية ضرب سيارات المستوطنين بالحجارة .

ويضيف علقم، هناك من دُفن في المقبرة قبل أربعين عاماً، وهناك من دفن قبل عشرة أعوام، وهناك من أوصى بدفنه حال موته في المقبرة وليس مكاناً آخر، لافتاً إلى أن المقبرة وجدت من الأزل، وليست مكان دفن بالعشوائيات، فهي قبل الاحتلال، ولن تتزحزح من مكانها .

في السياق ذاته، يقول المواطن أحمد أبو عادي لمراسلتنا، إن قوات الاحتلال تتحجج بالمقبرة من أجل وقف المواجهات، مشيراً إلى أن المواجهات تحدث بشكل شبه اليومي، ولا دخل للمقبرة وجنائزها في أي مواجهة مع الاحتلال.

وأكد أبو عادي، أن نقاط التماس مع الاحتلال تتنوع في أماكنها بعيداً عن المقبرة، لكن قوات الاحتلال تريد نقل المقبرة لتشريع كل الأراضي المحاذية للشارع الاغتصابي وتخضعها لسيطرتها؛ لأن المقبرة رمز وعلم بأن الأرض فلسطينية .

سرقة الأراضي

على ذي صلة، وتأكيداً لأقوال السكان، قال الناشط  ضد الاستيطان في بلدة بيت أمّر شمال الخليل، يوسف أبو ماريا لـ"فلسطين الآن": "إن اجراءات الاحتلال الإسرائيلي تتمحور حول منع السكان من استخدام الطريق الرئيسي للبلدة، ونقل المدخل الى مكان آخر". موضحاً بأن أحد العوائق تتجذر في المقبرة التي تقع قرب الشارع الالتفافي " 60".

ويفند أبو ماريا في خضم حديثه، عن سياسات الاحتلال في دفع السكان لنقل المقبرة، بأنها تتمثل في إغلاق الطريق أمام المواطنين، ودفعهم لسلوك طرق التفافية بعيدة أخرى، وإقامة الحواجز الطيارة والتضييق على المواطنين، مع تأكيدات ميدانية من ضباط إسرائيليين بأن سبب هذه الإجراءات هي وجود المقبرة .

وأضاف، نحن ماضون في عملية الدفاع عن المقبرة بكل الطرق القانونية والشعبية، ولن نسمح لأحد بمساسها ونقلها من مكانها؛ لأنها وأرضها للفلسطينيين، وتشكل هوية بيت أمّر، وهي معلم تاريخي ووطني هام، مشيراً إلى أن هذا يمثل تحدياً كبيراً لإحباط مخطط الترحيل .