8.33°القدس
8.26°رام الله
6.43°الخليل
13.76°غزة
8.33° القدس
رام الله8.26°
الخليل6.43°
غزة13.76°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"

"فيسبوك".. بيئة للتلميع والتطبيل والاحتقان بدوري المحترفين

ثقافي طولكرم
ثقافي طولكرم
أيمن أبو شمة - فلسطين الآن

يهيمن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كأكثر البوابات الاجتماعية استغلالا في نقل أخبار وبث مباريات دوري الوطنية موبايل للمحترفين في المحافظات الشمالية، إذ يشهد متابعة منقطعة النظير من الجماهير الفلسطينية ومحبي الأندية المحلية.

وتختلف طرق وأساليب استغلال موقع "فيسبوك" بين الإعلامي الذي ينظر لفريقه، أو ذلك الذي يبحث عن الحقائق، مما يحدث انقساما وتضادا يترجمه الجمهور، الذي يعتمد على العاطفة والانتماء في تحديد وجهات نظره.

وكالة "فلسطين الآن" بحثت مطولا في هذه الظاهرة وأعدت التقرير التالي، الذي يرصد ما يحدث عبر طرح وجهات نظر عدد من الإعلاميين الناشطين في مجال الإعلام الاجتماعي.

بيئة احتقان

المحلل الرياضي حسن الكسواني، أكد لـ"فلسطين الآن" أن "فيسبوك" أصبح نافذة ناجعة لمتابعة مباريات الدوري المحلي، ولغى ما كان سابقا من التمسمر خلف أجهزة التلفاز، أو انتظار متابعة الجرائد ونشرات الأخبار.

ولفت الكسواني إلى أن الأجواء مشتعلة عبر "فيسبوك" بين المشجعين نتيجة أهواء وانتماءات لفرق محلية بعينها، مبيناً أن "فيسبوك" بيئة خصبة للاحتقان والتشنجات والايديولوجيات الرياضية نتيجة غياب الوازع الضابط والمتحكم والمسيطر على هذه الانتماءات.

وشدد على أن الضابط الوحيد للاحتقان والتشنجات هو العامل الأخلاقي، الذي قد يكون معدوم عند البعض مما يولد كارثة أخلاقية، لذلك لا نملك إلا الابتعاد عن هذه المستنقعات الموبوءة، معاتبا أسماء وشخصيات شعبية من لاعبين وإداريين ومدربين يحاولون التغطية على فشلهم الإداري والفني بشن حملات لكسب تعاطف الجماهير، للبقاء بعيدين عن مقصلة الجماهير.

وألقى المحلل الرياضي باللوم على اللاعب أو المدرب الذي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي منبرا للتحريض أو لتحقيق منافع شخصية أو تصفية حسابات مع جهة أخرى، منوها أن هؤلاء ينبغي عليهم أن يعلموا أنهم شخصيات عامة يتوجب عليهم البعد عن الصراعات بأنواعها المختلفة، وتلك المتواجدة على "فيسبوك" خاصة نظرا لصعوبة التنبؤ بردة الفعل في أغلب الأحيان.

ضجة كاذبة

أما مدير شبكة "كوورة فلسطين" محمود أبو عبيد، فرأى أن ما يحدث حاليا عبر "فيسبوك" غير صحي والسبب هو عدم توفر عنصر بمسمى وكيل الأعمال، الذي يكون دوره التواصل مباشرة مع إدارة النادي والمساهمة في إبرام العقود الملائمة بعكس المدربين واللاعبين، الذين يجدون في وسائل التواصل منبراً مميزاً لطرح مطالبهم، متسلحين بدعم الجماهير المتفاعلة.

وقال أبو عبيد لـ"فلسطين الآن" إن الأندية اتجهت لكسب رضا الجماهير النشطة عبر "فيسبوك" من خلال حملات إلكترونية ومنشورات وبعض الأخبار التي هدفها إحداث ضجة إعلامية، مشيرا إلى أن عدد من هذه الأندية انخرطت بهذه الحملات بشكل سلبي وذلك لأنها تأتي على حساب إصلاحها الفعلي للفريق وحل مشاكله ومن هذا المنطلق ينصدم الجمهور باستمرار النتائج المخيبة للآمال.

وأضاف أن هناك أندية أصبحت على استعداد لدفع مئات آلاف الدولارات مقابل إظهار صورة أو كتابة خبر عن نجاحها في التوقيع مع لاعب تحت مسمى "سوبر"، موضحا أن هذه الصفقات هدفها الضجة الإعلامية وليس تحسين النتائج ورفع مستوى الفريق، ومع توالي مباريات الموسم الموسم الحالي ظهر تألق أغلب اللاعبين الصاعدين وأثبتوا أن الاهتمام بهم هو العمل السوبر من قبل الأندية.

بحاجة لحلول

من جانبه، عاب مدير صفحة منتخب فلسطين الوطني محمود صبيح، على الجماهير الفلسطينية تواجدها والصراع الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي في حين أن المدرجات تشكو ندرة المشجعين والداعمين في أغلب المباريات، إلا في الخليل التي تتركز فيها ست فرق من أصل 12 فريق بدوري المحترفين.

ونوه صبيح لـ"فلسطين الآن" إلى أن هذه الصراعات لا تنتهي فقط على "فيسبوك" بل تنتقل للميدان، في الكثير من الأحيان نرى جماهير تتوعد لفريق آخر ونرى الأمر يتحقق على أرض الواقع.

ولفت إلى أن الأمر أصبح يحتاج إلى ضوابط وعقوبات أكثر صارمة لذلك، لكن للإنصاف سبعة مواسم لعبت في دوري المحترفين لم يحدث ذلك الشغب، الذي نسمع عنه في الملاعب العالمية، والذي أودى بحياة عدد من الجماهير.

أما الصحفي محمد عوض، فأشار إلى أن الجمهور بشكل عام، مندفع، وانفعالي، وهذا ما يجعل حالة التنافس تنتقل إلى تصارع على "فيسبوك"، وإشكالية الروح الرياضية، وضعفها، متفاوتة من مكان إلى آخر.

وتابع: "هذا بحاجة إلى جهد جماعي كبير لتحسين تفاعل الجماهير بالشكل الإيجابي"، فمواقع التواصل الاجتماعي، باتت جهة تواصل غير المباشرة، حينما لا يكون هناك طريقة فعالة أو مريحة للاتصال المباشر بين الأندية وجماهيرها.

وتطرق عوض للحدث عن صفقات السوبر، وأكد لـ"فلسطين الآن" أنها مجرّد أسماء، فالرياضة الفلسطينية في حالة تطور بطيء جداً في المستوى، وهذا مع التفاؤل، لكن في العموم الدوري مستواه متواضع بشكل عام، والأسماء كلّها مهما كانت بحاجة إلى اختبار في الميدان.

وأضاف أنه يجب عدم اغفال أن هناك حالة تسويق ممتازة للاعبي الداخل المحتل في دوري المحترفين والدرجة الأولى، وهذا يعود إلى وجود منتفعين أولاً كسماسرة، بالإضافة إلى عدم وجود منافذ تعاقدات أخرى للأندية المحلية، مما رسخ من الوضع الراهن.

ويختلف الأمر في الواقع الرياضي عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الواقع أندية عديمة الموارد تعاني من صعوبة في صناعة المواهب الشابة المحلية، وتتجه نحو التعزيز المفرط رغبة في المنافسة على تحقيق بطولات وألقاب لا تسمن ولا تغني من جوع، وما "فيسبوك" إلا وسيلة للتلميع والتطبيل لنجاحات مجتزأة لإدارات فرق أرهقت موازنة فرقها بلا أدنى طائل.