لا زال الجميع متخوف من عدم صرف منحة الرئيس محمود عباس لأندية قطاع غزة، بعد اقتراب الموسم من نهايته وعدم تقاضي معظم اللاعبين لرواتبهم، بسبب تأخر صرف المنحة الرئاسية.
المنحة الرئيسية التي تعتبر هي المنقذ الوحيد، لأندية قطاع غزة لصرف رواتب ومستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية، ألقت بظلالها على العديد من اللاعبين الذين بدأوا بالبحث عن أماكن للعمل بعيداً عن الرياضة، التي أصبحت أمراً غير مجدياً لهؤلاء اللاعبين.
فالأزمة المالية التي تهدد الاندية جراء الضائقة المالية التي تعصف بها وتنتظر منحة الرئيس من أجل تسيير اعمالها ومواصلة نهوضها والايفاء بالتزاماتها اتجاه رواتب لاعبيها الخيالية أو التعاقدات الجنونية من خلال تدعيم صفوفها بأسماء لاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب في الدوري، زاد من عبء الاندية للوقوف أمام مسئولياتها في الوقت الحالي.
وفي ظل هذه الأزمة، وتدهور حال اللاعبين المادية بدأ التراجع يظهر على بعض اللاعبين جراء تأخر المنحة الرئاسية.
مردود ضعيف
ويعتبر أدهم المقادمة نجم اتحاد الشجاعية، ان اللاعب يتأثر بعدة جوانب منها فنية وبدنية ونفسية ومادية، مبيناً أن الجانب المادي هو الأهم في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.
وبين المقادمة أنه وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، أصبحت كرة القدم مصدر دخل للاعبين واغلب اللاعبين يعتمد على كرة القدم كباب رزق، فالمال، يؤثر في وضع اللاعب ومردوده في الملاعب، مبيناً أن أغلب الأندية واللاعبين متأثرون من تأخر المنحة المالية الرئاسية.
وأوضح المقادمة، أن لكل لاعب ظروف خاصة وهناك متطلبات عليه الوفاء بها من أجل المضي في عيشة كريمة، مبيناً أن بحث اللاعبين عن إيجاد دخل بديل بعيد عن كرة القدم أثر سلبياً على بعض اللاعبين الذين أصبحوا يمارسون أكثر من عمل من أجل الحصول على حياة كريمة.
وقال إن اللاعب الآن أصبح بين نارين، نار الوفاء بمتطلبات البيت ونار الابتعاد عن هوايته التي لم ترتقي للمستوى المطلوب.
واعتبر المقادمة أن المسؤول الأول والأخير عن تأخر منحة الرئيس، هي الحكومة بالمقام الأول، ومن ثم اتحاد كرة القد الذي يجب عليه الضغط بقوة من أجل استقرار النشاط الرياضي، منوهاً إل الاهتمام أكثر بفئة الشباب من جميع المؤسسات الفلسطينية.
وبين المقادمة أن هناك حلول كثيرة للخروج من هذه الأزمة، بإيجاد حلول بصرف الرواتب بزيادة مصادر الإيرادات، والعمل على الضغط على الرئيس لتبني الأندية في موازنة السلطة السنوية، بصفتها أندية تهتم بفئة الشباب.
طبيعة اللاعب
بدوره اعتبر إحسان أبو دان لاعب هلال غزة، أن تأخر المنحة الرئاسية، أثر بشكل سلبي كبير على اللاعبين حيث أن الأندية تعول كثيرا على المنحة لسداد رواتب وعقود اللاعبين، مبيناً أن طبيعة اللاعب هي التي تحدد مدى تأثيره من تأخر صرف مستحقاته المالية، فهناك لاعبون يعيشون ظروف صعبة وآخرون يعيشون ظروف جيدة باستطاعتهم التغلب على هذه المشكلة، لكن الأغلب يعيش ظروف صعبة في ظل الحصار المفوض على قطاع غزة
وقال أبو دان إن بعض اللاعبين جراء هذه الأزمة المالية، توجهوا للعمل في أماكن بعيدة عن الرياضة، مبيناً أن اللاعب سيعمل في أماكن أخرى ولو وجدت المنحة، لأن رواتب الأندية لا تسد احتياجات اللاعب بالشكل المطلوب، ولكنها تساعده في سد القليل من الاحتياجات البيتية.
وبين أن لاعبوا غزة كلاعبوا الضفة أو دول أخرى، التي تلتزم بعقود مالية يستطيع اللاعب من خلالها عيش حياة رياضية احترافية متوازنة.
وأوضح أبو دان أن المنظومة الرياضية في قطاع غزة مسؤولة بشكل أساسي ورئيسي عن المشاكل التي تواجهها الأندية، من خلال الانقسام الداخلي في المنظومة التي أصبحت تشكل عبءً على الرياضة في غزة.
وبين أن وضع منحة الرئيس شماعة لردود إدارات الأندية بشأن رواتب اللاعبين، أمر غير مقبول، حيث أن المنحة ليست شكل رئيسي في دخل الأندية، لكن مع ذلك يراعي اللاعبون أنديتهم نظراً للوضع الاقتصادي الذي يمر به القطاع.
وطالب أبو دان، اللواء جبريل الرجوب بالنظر ولو قليلاً للرياضة بغزة، كنظيرتها بالضفة التي تشهد دوماً نهوض بالرياضة.
وتمنى أبو دان من حكومة غزة باستقطاع القليل من الضرائب المالية من أجل الرياضة، العمل على جلب الدعم المالي من خلال المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
الأندية المسؤول الأول
وقال مصطفى صيام الإعلامي الرياضي في قطاع غزة، إن تأخير وصول منحة الرئيس أثرت بشكل كبير على لاعبي الدوري الممتاز الذين ينتظرون استحقاقاتهم ومكافاتهم التي لم تصرف منذ أشهر من قبل مجالس إدارات الاندية لهم، مما انعكس على سير البطولة بعد التلويح من قبل كباتن أندية الممتاز بعدم الاستمرار في البطولة إذا لم تصرف رواتبهم ومكافاتهم.
وبين صيام أن المستوى الفني لم يتأثر بسبب تأخر منحة الرئيس، في ظل دخول الأندية إلى المحطات الأخيرة من عمر الدوري، فالكل يبحث عن ذاته إما على صعيد المنافسة على اللقب أو الهروب من القاع، ولكن التوجه العام لدي جميع اللاعبين هو الشعور بالإحباط لتأخر المنحة والتي تتخذ منحى خطير بقرار استراتيجي بعد استكمال بطولة الدوري الممتاز.
واعتبر صيام أن اتحاد كرة القدم والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، يؤكدون دائماً على ان المنحة الرئاسية ستصرف بعد الانتهاء من كافة الترتيبات والإجراءات الخاصة بوصولها إلى غزة، مبيناً أن الإجراءات الخاصة بوزارة المالية التي تتبعها في عملية الصرف، هي السبب في تأخير المنحة التي ستصل في أي وقت قريب.
وأوضح صيام، أن الاندية تتحمل المسؤولية الأكبر في تفاقم الأزمة المالية وعدم تلبية استحقاقات اللاعبين، بعد رفع السقف الخاص بعقود اللاعبين قبل انطلاق الموسم الرياضي، ووصوله إلى آلاف الدولارات في انتظار المنحة الرئاسية، والمطلوب من الاندية إعادة حساباتها في صفقات اللاعبين والتوقيع على ميثاق شرف يحدد أسعار اللاعبين.
وأشار صيام على أن الحلول متوفرة جداً للخروج من هذه الأزمات في كل موسم، مطالباً بتوقيع ميثاق شرف يتضمن أسعار اللاعبين وتضمين آلية خاصة للتعاقدات، والمطالبة بزيادة الدعم الحكومي من خلال تخصيص موازنات خاصة للرياضة في قطاع غزة.