12.79°القدس
12.55°رام الله
11.64°الخليل
15.98°غزة
12.79° القدس
رام الله12.55°
الخليل11.64°
غزة15.98°
الإثنين 13 يناير 2025
4.49جنيه إسترليني
5.19دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.78يورو
3.68دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.49
دينار أردني5.19
جنيه مصري0.07
يورو3.78
دولار أمريكي3.68

تقرير "فلسطين الآن"..

الخليل: تجارة الحشيش "سيمفونية الشياطين" نحْو وحل الإدمان

تجارة الحشيش
تجارة الحشيش
الخليل - مراسلتنا

كان يسترق النظر يميناً ويساراً، وبصوت خافت قال أحمد التاجر المخضرم: "الحشيش عبارة عن ذهب أسود، ومال خالص يأتي بطريقة سهلة وسريعة، خصوصاً عندما تكون لك يد في المراكز العليا "الحكومية"، فأنت تعمل تحت مظلة قانون جائر، ولكنه يحميك إن كنت تملك المال".

وأضاف:"بضع غرامات من الحشيش الدارج في السوق، من نوع "نايس"، وفي أكثر المبيعات تعقيداً من ناحية عملية الترويج والبيع، تفتح عليك أبواب الحياة السعيدة، وتهافت المدمنين عليك، يجعل منك بوتقة لتسيرهم حسب أهوائك، واستغلالهم بالحصول على كميات كبيرة من النقود، من أجل بضع رشفات ونفس لسعادة " كاذبة".

البداية

يقول الشاب الثلاثيني، أحمد لمراسلة "فلسطين الآن"، عن بداية انخراطه في سوق تجارة وبيع الحشيش، لعشرات الشبان والشابات، في محافظة الخليل، بأنه بدأ بجلب "أصبع النايس" من المستوطنين، أثناء عمله في الداخل المحتل، قبل خمس سنوات ونيّف، مبيناً، عن تعاطيه الحشيش قبل ذلك بسنوات كبيرة، الأمر الذي دفعة للتجارة لكثرة إقبال الشبان على المستوطنة وشرائها من تاجر بمبالغ خيالية.

ويوضح أحمد، بأنه اشترى كمية من العلب "أصابع النايس"، وقام بإخفائها وتهريبها إلى الضفة الغربية المحتلة، ومن ثم نقلها إلى الخليل، ليقوم بترويجها في محيطه قبل أن يتوسع إلى مناطق أكثر فيها إقبال ودفع مسبق، لينضم بعدها إلى شبكة صغيرة من أجل التهريب والترويج في الخليل، باتفاق كامل مع مستوطن إسرائيلي في كريات أربع، مقابل دفع مبلغ مالي حوالي 40،000  شيكل، كضمان لحفظ سر المهنة .

ويلفت أحمد إلى أن تجارته تطورت، وتسارعت بحد كبير، حتى أنه رد جميع المبلغ الذي دفعه  للإسرائيلي كضمان في أقل من عام، مشيراً إلى أن إقبال الشبان والشابات في كثير من المناطق، يجعلهم يدفعون مسبقاً لتأمين كميات لهم خوفاً من انقطاعها.

عمل مقابل مال

على ذي صلة، قال الشاب إبراهيم، وهو تاجر معروف لدى أجهزة السلطة، واعتقل مرات عديدة على موضوع تهريب المخدرات والهيروين والحشيش بأشكاله وأنواعه، بأن الكثير من الشبان غارقين في الإدمان، "وهذا ليس خطأنا، فنحن نوفر لهم ما يطلبون، ولا نقول لهم تعاطوا المخدرات أو الحشيش، فهو عمل مقابل مال".

وبين إبراهيم، في حديثه لـ"فلسطين الآن" بأنه يقوم بتهريب كيلو غرام واحد كل شهرين، يربح منها أكثر من 17 ألف شيكل صافي، غير رأس المال، والذي يعود للتجار الأكبر والمهربين، وبالتالي فهي تجارة مربحة.

ولفت إبراهيم بأن عشرات الطلبات المعلقة بانتظار الساعة والوقت المناسب لتأمينها، حيث هناك رقابة كبيرة من أجهزة السلطة، والتي تعمل ليل نهار في مجابهة التجار والمهربين.

الاحتلال يسهل انتشارها

وقال الرائد بشير النتشة من مديرية شرطة الخليل، والذي وصف انتشار الحشيش والمخدرات بالظاهرة المتفشية الخطيرة، بأن السبب المباشر لانتشارها هو تسهيلات كبيرة من الاحتلال، وغياب قوانين فلسطينية قوية من شأنها ردع التجار والمروجين والمتعاطين .

وأضاف النتشة، في تصريح لـ"فلسطين الآن"، أنه بالرغم من الكم الهائل الذي تجده الشرطة من المخدرات بمساعدة المكافحة، مستنبتات، كان آخرها في دورا وبيت أمر، إلا أن المخفي كبير وهائل، خصوصاً التجار الأفراد غير المنظمين، الذين يجلبونها من المستوطنات، أو من تجار كبار هاربين إلى "إسرائيل".

ولفت النتشة إلى وجود خطة من أجل القضاء على كل الأوكار، داعياً الجميع لمد يد العون في كشف التجار وأماكن بيعها.

تائب عن الإدمان

على ذي صلة، قال الشاب جعفر، وهو أحد مدمني الحشيش لأكثر من عام، بأنه فقد الكثير الكثير في رحلة إدمانه، مبيناً بأن زوجته طلّقت منه لاكتشافها أمر تعاطيه الحشيش حسب تعبيره.

ولفت جعفر، في حديث مقتضب لمراسلة "فلسطين الآن"، بأن الحشيش عبارة عن موت بطيء، يبدأ بنفس عابر، وينتهي بالموت من أجل رشفة ونفس طويل، والذي عبرعنه جعفر بأن شياطين "الإنس" تكون تروج له وتجمّل الطريق الحصول على الحشيش، وتتركه في حالة ضعف كبيرة .

ودعا الشاب التائب كل المتعاطين، إلى الإسراع في الإقبال عن التعاطي بأسرع وقت ممكن، لأنه طريق لخراب البيوت والهلاك العام الطام، ولا رجوع عن الخراب إلّا بالتوقف .

ويغرق المجتمع الفلسطيني بكثير من أنواع المخدرات والحشيش، والذي يساهم الاحتلال وأعوانه في نشرها من أجل حرف بوصلته الأساسية في مقاومة الاحتلال.