في محافظة أشهر مواردها الحجر الطبيعي وصناعته، يقتحم الحجر الصناعي الميدان بقوة، يفرض وجوده بوزنه الخفيف، وألوانه الزاهية، لا يمتص الماء وعازل للرطوبة، وصلابته التي تكاد تعادل الحجر الطبيعي، بالإضافة لسهولة استخدامه وتشكيله بكافة المقاسات والأحجام، والأهم من ذلك، انخفاض سعره مقارنة بالحجر الطبيعي.
في مساحة تتجاوز الـ 200 متر، يتربع مصنع الجنوب لصناعة الحجر الطبيعي، بقوالب وأشكال متعددة، وألوان مختلفة، وفق طلبات الزبائن، يشير صاحب مصنع للحجر الصناعي في الخليل، أنس اليتيم. في بداية حديثه، بأن المصنع بدأ بقوالب يدوية، لصب قوالب الحجر، ومن ثم التوسع شيئا فشيئا، حتى وصل إلى هيئته الحالية.
ويضيف اليتيم: "تقدم تكنولوجي كبير، نقل عمليات تصنيع مواد البناء إلى الأمام، وكرّس كثير من الطاقات لخلق بديلاً عن الخرسانة الطبيعية بنفس المواصفات الجيدة، وسهولة بنائه".
إثبات الوجود
ويوضح السيد أنس، في حوار مع مراسلة "فلسطين الآن"، بأن البدايات كانت صعبة، سيما اعتباره دخيلاً في مجال البناء، وعدم معرفة الناس به وبكيفية صناعته، وانتشار الحجر الطبيعي آن ذاك.
ويضيف، كنّا نعمل جاهدين على إقناع الناس بالحجر الصناعي، وشرح مراحل تصنيعه، مع إجراء تجارب حية لصلابته وألوانه الزاهية، مع سهولة بنائه " كغلقات"، وبعدها تطوّر العمل لصب قوالب إطارات الشبابيك والأبواب، حتى أثبت الحجر وجوده لدى المواطن، واقتنع بأنه بديل جيد عن الحجر الطبيعي، وانخفاض سعره.
وأردف اليتيم "كنّا ننتج في بدايات المصنع قرابة الـ 100 متر في أسبوع، وهذا تغيّر كثيراً، حيث بتنا نصب في اليوم، ما يتجاوز الـ 1000 متر مربع، بالإضافة إلى الشبابيك بكافة الأشكال والألوان.
ميزات فسيولوجية
ويشرح عامل المصنع، إبراهيم ربعي لـ"فلسطين الآن" ، عن أهم الصفات التي يتمتع بها الحجر الصناعي، وأثبت فعاليته، مشيراً إلى تجانس ألوانه بشكل كبير، ومقاومته للعوامل الطبيعية المتقلبة، بالإضافة إلى خفة وزنة لأكثر من 30% مقارنة بالحجر الطبيعي.
ويفند ربعي أهم نقاط انتشار الحجر الصناعي في فلسطين، باعتبارات القوة والصلابة، ومناسبته لأذواق الزبائن، وسهولة صناعة الكمية المطلوبة بسرعة عالية، كأنه قطعة متناسقة حسب الطلب، من جهة أخرى.
مصانع جديدة مغايرة لتلك الطبيعية ومقالع الحجارة، باتت تطفو على الواجهة، بإضافة مواد وخلطها كخرسانة، أطول عمرا وأكثر صموداً بأقل الأسعار، قد تكون بديلا مناسبا للحجر الطبيعي، وأكثر أمنا على الطبيعة، وأخف وطأة على جيوب المستهلكين.