ضلع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في السنوات الأخيرة، بعدة عمليات اغتيال مشابهة لتلك التي ينفذها الجهاز الآخر في الخارج "الموساد"، ضد قيادات المقاومة والمطلوبين لـ "إسرائيل".
وكما هو معلوم فإن جهاز الشاباك المسؤولية يتولى مسؤولية الهجمات داخل الأراضي الفلسطينية، بينما يتولى الموساد المسؤولية عن الهجمات التي تقع خارجا.
وحاول الشاباك منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة صيف عام 2005 تنفيذ سلسلة عمليات تطال قيادات المقاومة لاعتقالهم أو اغتيالهم، وزادت المحاولات بعد عام 2007.
ومن أبرز المحاولات ما يأتي:
- في عام 2007 قام مسلحون باختطاف القيادي في كتائب القسام مهاوش القاضي في مدينة رفح جنوب القطاع خلال عملية نفذتها قوة خاصة بمشاركة عملاء في عمق 5 كيلو مترات داخل المدينة، حيث اتهم حينها بأنه أحد المشاركين في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، قبل أن يتم تحريره في صفقة الجندي ذاته عام 2011.
- في أواخر أيام عام 2012 لوحظ تحليق مكثف لطائرات "أباتشي" في مناطق غرب مدينة غزة، حيث كُشف فيما بعد عن محاولة إسرائيلية لاختطاف زهير القيسي أمين عام لجان المقاومة الشعبية التي شاركت في تنفيذ عملية خطف شاليط، إلا أن تلك المحاولة لم تكتمل، قبل أن يغتاله الاحتلال في آذار إلى جانب الأسير المحرر من نابلس محمود حنني.
- في عامي 2010 و2013 ضلع جهازي الموساد والشاباك معا في محاولتين حيث استهدفت الأولى قيادي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لدى محاولة استدراجه وخطفه في سيناء إلا أن العميل الذي يعمل لصالح جهاز الشاباك فشل في استدراجه واعتقل لاحقا، والثانية نجحت باستدراج أحد نشطاء السرايا إلى مصر وتم اختطافه على يد عملاء الموساد والشاباك في شبه الجزيرة المصرية ولا زال معتقلا وهو الأسير وائل أبو ريدة من خانيونس.
- في شهر نيسان من العام الماضي كشف النقاب عن أن قوة إسرائيلية خاصة بمساعدة عملاء نجحت في نصب حاجز على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة قبل أن يكُتشف أمرها إلا أنها غادرت المنطقة، وقيل فيما بعد أنه عثر على ثلاثة أجهزة تجسس في مناطق حدودية من القطاع وتم تفكيكها من قبل المقاومة.
كما أن تلك المجموعات نفذت سلسلة عمليات قتل ضد عناصر الأمن الوطني الذين كانوا يتواجدون في نقاط حدودية، كما أنهم نجحوا في نصب كمائن لمقاومين واعتقالهم أو قتلهم، إلا أن قدرات المقاومة فيما بعد تطورت ونجحت في إفشال عدد كبير من تلك العمليات.
وإبان تلك العمليات الجبانة فإن الاحتلال الإسرائيلي كتّم عن معظمها والتزم الصمت دون البوح بالمسؤولية عنها أو الاعتراف بها بل يكتفي ببعض التلميحات.